بيئة ومناخفضاءعالم الحيوانحشراتفيزياءطيورالانسانبحار وأنهارعالم النباتاتكوارث

ظاهرة جيولوجية فريدة.. هذه الأحجار الطبيعية تنمو وتتحرك مثل كائن حي

متابعات الامة برس:
2020-12-29

 

لا تعتبر صخور تروفانتس غريبة بسبب بنيتها وقدرتها على النمو فقط إذ تزيدها قدرتها على الانتقال غموضا

فكرت المهدي: تمثل كوستستي Costesti، وهي بلدة صغيرة في رومانيا، ظاهرة جيولوجية فريدة من نوعها تتمثل في هياكل صخرية تسمى تروفانتس trovants. تتنوع بشكل كبير سواء من حيث الحجم أو الشكل، فبعضها يمكن أن يقاس براحة اليد في حين قد يصل ارتفاع أخرى إلى 4.5 أمتار فوق سطح الأرض.

ووفقا للتقرير المنشور على موقع ساينس ألرت Science Alert في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، فقد شوهد المئات منها عبر 20 موقعا على الأقل على امتداد رومانيا. وتتكون هذه الأحجار بشكل أساسي من نواة صلبة يحيط بها قشرة إسمنتية منتفخة.

كربونات الكالسيوم

عزت الدراسات التاريخية نمو "تروفانتس" إلى مياه الأمطار الغنية بكربونات الكالسيوم. حيث إنه بعد هطول غزير للمطر المشبع بكربونات الكالسيوم، تمتص صخور تروفانتس المعادن الموجودة في مياه الأمطار.

ويحدث بعدها اندماج ما بين معادن المطر والروابط الكيميائية الموجودة بالفعل في تلك الصخور، لينتج عنه قوى ضغط داخلية تؤدي إلى ظهور نتوءات تنمو من المركز إلى الأطراف، وتتكاثر بمعدل ترسيب يصل إلى 4- 5 سنتيمترات خلال 1200 عام.

يحتضن 20 موقعا في رومانيا المئات من أحجار تروفانتس (شترستوك)

ويرجح الباحثون أن تكون تروفانتس قد تشكلت أثناء حدوث الزلازل التي ضربت كوكب الأرض قبل 6 ملايين عام في العصر الميوسيني الأوسط الذي يمتد من 5.332 ملايين إلى 23.03 مليون سنة مضت.

وقد تم تشبيه محتواها بالخلطة الخرسانية، فهي عبارة عن صخور رملية رسوبية ترتبط فيما بينها بواسطة إسمنت من الحجر الجيري (كربونات الكالسيوم). وقد فسر العلماء شكلها الكروي بأن الأمواج الزلزالية داخل الأرض قد قامت بضغط الرواسب الرملية والإسمنت الجيري لتشكيلها على هذه الهيئة الكروية.

تنتقل من مكان إلى آخر

لا تعتبر صخور "تروفانتس" غريبة بسبب بنيتها وقدرتها على النمو والتكاثر فقط، إذ إن قدرتها على الانتقال من مكان إلى آخر تزيدها غموضا. كما أن لديها امتدادات تشبه الجذور وحلقات عمرية مرئية عند قطع الحجر.

وتحتوي طبقات الحجر الرملي المحيطة بها على صفائح (سلسلة من الطبقات الدقيقة) مما يشير إلى أن المنطقة كانت في الأصل عبارة عن بيئة بحرية قديمة عندما وجدت الحجارة والطبقات الرسوبية حولها. وهنا يمكن تشبيه اكتشاف أصل هذه الأحجار المتكاثرة بالآلية نفسها التي يتم من خلالها العثور على الحفريات ذات الصدفتين داخل بعض الصخور.

تشكلت صخور تروفانتس أثناء حدوث الزلازل التي ضربت كوكب الأرض قبل 6 ملايين عام (شترستوك)

ولطالما أثارت هذه الأحجار اهتمام السكان المحليين، بأشكالها العضوية ونضح الإسمنت الغريب، مما ألهمهم العديد من الأساطير حول قدرة الأحجار على النمو والحركة تماما مثل الكائنات الحية عوضا عن كونها صخورا ميتة.

وهكذا قد لا تكون أحجار "تروفانتس" -التي تجمع ما بين خصائص النبات والحجر في آن واحد- حية بالمعنى الحرفي، إلا أنه من المؤكد أنها وجدت على سطح الأرض وتكاثرت منذ عصور قديمة حتى إنها قد تكون أقدم من ظهور الإنسان الأول.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي