تونسيات ينافسن الرجال على منصة الدي جيه

الامة برس-متابعات:
2020-12-25

الموسيقى من أجل المساواة

تونس: تُقبل تونسيات، يقلن إنهن مستبعدات منذ زمن من عالم الموسيقى الإلكترونية، على التعلم في أكاديمية محلية للتدريب على تشغيل وتنسيق الأسطوانات الموسيقية (دي جيه) على أمل الحصول على فرصة تساعدهن في بدء مسيرة مهنية في المجال الإبداعي.

تقول طالبات ومعلمات كثيرات إن العمل حتى ساعات متأخرة من الليل في الملاهي الليلية والحانات وعدم توافر التدريب ليس سوى جزء بسيط من الصعوبات التي تعترض طريقهن منذ سنين، وإن ذلك كان ضمن أسباب تأسيس الأكاديمية.

تدرب أكاديمية الدي جي للنساء “لو فبريكا” الطالبات، وتمنحهن الخبرة العملية علاوة على الأطر النظرية لمحاربة الصورة النمطية حول هذا العمل باعتباره مهنة لا يمارسها سوى الرجال.

وقالت هيفاء بازديا وهي من مؤسسي أكاديمية لو فبريكا “في إحدى المرات التي لن أنساها أبدا.. استوقفني شخص عندما نزلت بعد أن قمت بعرضي، وقال لي، بالنسبة إلى فتاة أنت تنسقين الأغاني بشكل جيد.. وهذا ما جعله يغير رأيه إذ كان عندما يرى فتاة خلف جهاز التنسيق، فهو ينتظر أقل من المأمول، مؤكدا أنني قد فاجأته، هذه الشهادة التي تمدحني هي في الحقيقة تحزنني؛ فلماذا يتوقع الناس أن أكون أقل من الرجال الذين سيقومون بعرضهم بعدي، في حين أنه من المفروض أن يعتبرونا فنانين متساوين”.

دراسة وتربصات

وأضافت، “عمل منسقة أغان في تونس بالنسبة إلى النساء له جانبان؛ جانب سيء، وجانب جيد، مثل كل مجالات العمل التي يمكن أن نقول، إنها مخصصة للرجال، لأنه عمل ليلي، ولأن هذا المجال صعب، فليس بالسهل على النساء العمل في الليل، وخاصة في الحانات أو الملاهي الليلية”.

ومضت قائلة، “لقد عانيت مع عائلتي من بعض الضغوط الاجتماعية، لكنني محظوظة لأن لي عائلة رائعة تدعمني طوال الوقت. حتى أقاربي احترموا خياراتي ودعّموني في كامل مسيرتي المهنية.. بالنسبة إليّ اختيار المرأة للعمل في هذا المجال الذي يعتبر حكرا على الرجال فيه جرأة، فنحن نحتاج فقط إلى التعليم ومحاولة تغيير العقليات".

وأضافت، "النساء أصبحن يملكن الثقة في أنفسهن أكثر، وأصبحن يحببن العمل في هذه المجالات بعد أن كنّ في الماضي يتخوفن منها، ولكن الجميل في هذا الأمر أن النساء عندما يرين أن هناك نساء قد أصبحن منسقات أغان وأردن أن يعملن في الليل، فإن هذا يصبح مشجعا لهن، وهذا شيء جيد”.

في الشهر الماضي، وفي إطار فعاليات دولية على مدى 16 يوما لمكافحة العنف القائم على النوع، اختارت “لو فبريكا” 16 طالبة لتقديم عروض عبر الإنترنت لزيادة الوعي بالمساواة والقضاء على العنف ضد المرأة.

وقالت الدي جيه التونسية ألفة عرفاوي والمؤسسة المشاركة في لو فبريكا “أطلقنا حملة 16 منسقة أغان ضد العنف، وهي عبارة عن مهرجان رقمي بث على صفحة لو فبريكا. لقد أردنا إعطاء دور لفنانات الأكاديمية بالتعبير عن رفضهن لكل أشكال العنف”.

شغف وحب اطلاع

بدأت ألفة عرفاوي العمل في هذا المجال منذ سنة 2017، ومن حسن حظها عثرت على تدريب في تونس ينظمه معهد غوته الألماني.

ولكن بعد انتهاء البرنامج، قالت عرفاوي، إنها لم تتمكن من العثور على مكان يمكن لها تطوير مهاراتها فيه وتتعلم تقنيات موسيقية جديدة.

تقول ألفة، “ما أردت أن أقوله، إن النساء تعترضهن صعوبات أكبر عندما يردن الدخول إلى مجال الموسيقى الإلكترونية أو الفن بصفة عامة.. الصعوبات تتمثل في إمكانية الولوج إلى التكوين، وحتى الحصول على الدعم والإمكانيات”.

  الأكاديمية تمنح الطالبات الخبرة وتشجعهن على محاربة الصور النمطية حول هذا العمل باعتباره مهنة لا يمارسها سوى الرجال

وقالت خولة برناد إحدى المشاركات في الدورات التي تنظمها أكاديمية الدي جيه للنساء، “عندما قررت أن أصبح منسقة أغان، وأردت أن أدرس هنا في هذه الأكاديمية، وجدت صعوبات.. هناك من لا يفهمك.. هناك من يقول، ما هذا الشيء الذي تريدين أن تفعليه، ولكن لا ننسى أن الناس الإيجابيين موجودون كذلك وهم الذين يشجعونك دائما، ويقولون نعم، ما تفعلينه جيّد.. فليس لدينا عدد كبير من منسقي الأغاني من النساء، فلا نعرف غير الرجال. ويشجعونني لأواصل وأحقق حلمي”.

وفي صورة من صور الاحتجاج على المشهد الموسيقي، أطلقت عرفاوي مع زميلتها ريم شرفي في عام 2018 منصة موسيقية – وهي مبادرة مستقلة – لتأسيس أول أكاديمية دي جيه للنساء في تونس ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومنذ إنشائها دربت أكاديمية الدي جيه التونسية 50 طالبة في تونس، وتوسعت إلى مناطق أخرى في البلاد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي