صاندي تايمز: اغتيال محسن زاده تحمل علامات وحدة "كيدون" الإسرائيلية

لندن-وكالات:
2020-11-29

قالت صحيفة "صاندي تايمز" إن عملية اغتيال عالم الذرة الإيراني، محسن زاده، تحمل علامات وحدة "كيدون" الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن طريقة القتل التي استهدفت موكبا من ثلاث سيارات في طريق عام، وخروج المنفذون فجأة وقتلهم الهدف، هي طريقة الموساد التي اعتمدها منذ عقود في التخلص من أعدائه.

ولفتت إلى أن "وفاة فخري زادة تحمل كل علامات تخطيط الموساد، حيث أنها تمت في وضح النهار وعلى التراب الإيراني واستهدفت رجلا قتل بطريقة وحشية ستترك أثرها خارج إيران، وهذا يعني أن العملية جرى التخطيط لها بدقة عالية.

ولكن الصحيفة تساءلت، "لماذا تخاطر إسرائيل بعملية اغتيال وصفها مدير مخابرات باراك أوباما جون برينان بجريمة متهورة لن تقود إلا إلى زيادة درجة التوتر في المنطقة؟

أجاب الصحيفة بالقول، إنه لو كانت إسرائيل هي المسؤولة عن الإغتيال فستكون وحدة "كيدون"هو المنفذ بالتأكيد لها.

 وتدار المجموعة من فرع عمليات "قيصريا" وهو فرع منفصل عن عملية جمع المعلومات، ومعظم أفراده الذي يطلق عليهم لوخاميم أو المحاربون تم اختيارهم من وحدات العمليات الخاصة ويتم تدريبهم خلف خطوط العدو، وتحتاج أي عملية تقوم بها المجموعة يجب الموافقة عليها من رئيس الوزراء نفسه.

ويعود تاريخ الوحدة إلى عملية ميونيخ وقتل اللاعبين الإسرائيليين في 1972 حيث أمرت رئيسة الوزراء في حينه غولدا مائير مسؤول العمليات مايك هاراراي بتشكيل المجموعة "كيدون" التي تعني "الحربة" لتلاحق المنفذين الفلسطينيين للعملية.

وفي البداية كانت هناك سلسلة من الأخطاء والفشل بما فيها عملية قتل نادل مغربي في مدينة "ليليهامر" بالنرويج عام 1973 على أنه أحد أعضاء منظمة "أيلول الأسود"، لكن الفريق لاحق كل المسؤولين عن العملية وقتلهم في قواعدهم إما في الشرق الأوسط أو أوروبا.

ومع زيادة حرفية الوحدة، زادت عمليات قتل القادة الفلسطينيين والشخصيات البارزة في سوريا وإيران وبدون أن يترك المنفذون وراءهم أي أثر، باستخدام سلسلة من الأساليب في السنوات الأخيرة مثل القتل عبر سيارة سريعة أو دراجة نارية كما في حالة زعيم الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في مالطا عام 1992.

وتابعت الصحيفة حديثها عن عمليات القتل التي قامت بها الوحدة: "وكذا أربعة علماء ذرة إيرانيين قتلوا في الفترة ما بين 2010 – 2012. كما واستخدمت كميات صغيرة من المتفجرات زرعت في هاتف الزعيم العسكري في حركة حماس، يحيى عياش عام 1996. أو عملية قنص عن بعد كما حدث في اغتيال مسؤول برنامج الذرة السوري في 2008".

لكن الوحدة فشلت عندما حاولت استخدام مادة سامة ضد زعيم حركة حماس خالد مشعل في عمان عام 1997 حيث أجبر رئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو على تقديم الدواء المضاد للسم والإفراج عن الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين. ولكن عمليات الوحدة استمرت بدون ترك أثر مثل عملية الجمعة التي استهدفت مسؤولا مهما في البرنامج النووي الإيراني.

وبحسب الحكومة الإيرانية فقد كان فخري زادة أستاذا لعلم الفيزياء في جامعة الإمام حسين ومسؤولا بارزا في وزارة الدفاع، ولكن الإسرائيليين والغربيين يقولون إن هذا مجرد غطاء لحجب النظر عن دوره الحقيقي، فهو لم يكن مجرد عالم ذرة بل جنرالا في الحرس الثوري الإيراني وأشرف منذ عقدين على البرنامج النووي في البلاد.

"ومع أن إسرائيل لم تعترف أبدا بترسانتها النووية إلا أنها تتعامل مع المشروع النووي الإيراني كتهديد لها، ويصر المتطرفون فيها على تدميره". بحسب صنداي تايمز.

وكان فخري زادة ومنذ مقتل خمسة من زملائه الباحثين أكثر العلماء حراسة في إيران، وكان مسؤولا عن برامج البحث والمكونات الحيوية للسلاح النووي وتوجيه أنظمة الصواريخ، ولهذا السبب ظلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطالب ومنذ أربعة أعوام السلطات الإيرانية بمقابلته بدون أي رد.

وخصه نتنياهو بالذكر كمسؤول عن البرنامج عندما كشف عن الوثائق التي سرقتها إسرائيل من طهران في 2018، وقال "محسن فخري زادة، تذكروا الإسم".

وتواجه المؤسسة الأمنية الإيرانية أسئلة عن سبب تركها عالم بهذا المقام معرضا للخطر وكيفية معرفة القتلة خط رحلته. فرغم حالة الخوف والشك من أي أجنبي في إيران إلا أن القتلة كانوا قادرين على الإغتيال والضرب حسبما يريدون.

ويأتي اغتيال فخري زادة بعد سلسلة من الفشل الأمني هذا الصيف وعمليات تخريب في المشروع النووي وحرائق في أماكن حيوية في طهران وموانئ على الخليج. ويقول مسؤول أمني إسرائيلي إن إيران توهمت إن إسرائيل كانت وراء البنى التحتية وقالت إن الحرائق وعمليات التخريب جاءت بسبب أعطال فنية وقدم البنى التحتية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين سابقين قوله،  إن إسرائيل تعرضت في الأسابيع الأخيرة لضغوط من أمريكا لزيادة تصعيد الحرب السرية ضد إيران.

وتقول الصحيفة إن سقف المواجهة بات مرتفعا خاصة أن دونالد ترامب سيظل في السلطة حتى 20 كانون الثاني/يناير. والموقف من داخل إسرائيل أن يرى أن هناك "احتمال ضعيف" لتوجيه أمريكا ضربة ضد إيران رغم التهديدات والتلويح بالحرب وإرسال المقاتلات إلى الخليج. ولكن العمليات السرية هي أمر آخر.

وترى الصحيفة أن وجود مدير المخابرات يوسي كوهين في لقاء نتنياهو غير المسبوق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المعروف بتشدده من إيران إلى جانب آخر وهو وزير الخارجية مايك بومبيو يجب عدم تجاهله.

فنتنياهو ليس قلقا مع حلفائه في إدارة ترامب من خطط جوزيف بايدن العودة إلى الإتفاقية النووية مع إيران لكنه يخوض معركة سياسية للبقاء، وقتل عدو أجنبي عادة ما يكون مفيدا للجمهور المحلي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي