مصر تودّع سعيد الكفراوي أحد كبار حكّائيها

2020-11-16

الراحل سعيد الكفراوي

القاهرة - شيّع المثقفون المصريون أمس الأحد كاتب القصة المصري سعيد الكفراوي (1939 ـــ 2020) الذي غيبه الموت أول من أمس بعد رحلة مع المرض. وقد حالت إجراءات التباعد بسبب كوفيد 19 دون تدفّق أعداد كبيرة من المثقفين للمشاركة في الجنازة والعزاء الذي سيُقام في منزل الراحل.

يعدّ الكفراوي أحد كبار الحكائين في الأدب العربي المعاصر، وظل مخلصاً لفن القصة القصيرة وحدها، فأنجز خمس عشرة مجموعة قصصية، ورواية لم تكتمل أو تُنشر بدافع البقاء كآخر حصن للقصة.

وكما ظلّ مخلصاً لفنّ القصة وحدها، أخلص أيضاً للقرية المصرية بحكاياتها وأساطيرها التي لا تنتهي، رغم أنه غادر القرية، في أوائل السبعينيات إلى المدينة الكبيرة القاهرة، إلّا أن تفاصيل القرية وحكايات العجائز، والريفيين البسطاء كانت المصدر الرئيسي لمنابع الإبداع لدى الكفراوي الذي تميزت كتاباته بقدرته على توليد الحكايات من مواقف بسيطة، تبدو لكثيرين غير مدهشة.

لكن الكفراوي كان يحيلها إلى حكايات ذات أبعاد متعددة، ومدهشة، مع لغة تتميز بالسخرية الحادّة التي تناسب شخصية الكفراوي نفسه القادرة على انتزاع البسمات فيما يحكيها. كما يحضر الموت كسمة رئيسية تميّز كتابات الكفراوي بطقوسه في الريف، وتفاصيله. ولكن رغم ذلك هو موت يحمل في طياته الأعمق حنيناً إلى الحياة، ورغبة في المواجهة.

ولد الكفراوي عام 1939 في المحلة (شمال القاهرة)، وبدأ حياته الأدبية في «قصر ثقافة المحلة» عام 1964 ضمن جماعة الأدب التي كانت تضمّ: نصر حامد أبو زيد، وجابر عصفور، ومحمد المنسي قنديل، ومحمد فريد أبو سعدة، وجار النبي الحلو ومحمد صالح، وهي المجموعة التي تركت جميعها المدينة الصناعية الصغيرة إلى القاهرة على فترات زمنية متقاربة، وشكّلت ما سُمي في ما بعد «شلة المحلة».

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي