سياسي عربي فرنسي يترك زعيمة معارضة فرنسا بسبب خطابها عن المسلمين

2020-11-05

جان مع لوبانأعلن جان مسيحة، المفكر البارز في حزب "التجمع الوطني" اليميني الفرنسي المتطرف، الخميس 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، استقالته من الحزب ليضيف وقوداً إلى نار التمرد المشتعلة ضد مارين لوبان رئيسة الحزب، في وقت تستعد فيه لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

جان مسيحة (حسام مسيحة، بحسب أصوله المصرية)، البالغ من العمر 50 عاماً، وهو مسؤول حكومي كبير ومعلق تلفزيوني لطالما كان يُطلق عليه "دينامو أفكار" الحزب قال حسب صحيفة The Times البريطانية إنه يشعر بخيبة أمل حيال لوبان، التي تفشل في الفوز بالانتخابات، على الرغم من الدعم الشعبي القوي والمتنامي لسياسات الحركة الشعبوية اليمينية.

كما أوضح مسيحة رؤيته قائلاً إن الحزب انتصر في معركة الأفكار، لكنه لم ينجح في إثارة موجة شعبية واسعة النطاق تتحول إلى فوز وانتصار في صناديق الاقتراع. ويقول مسيحة، الذي يعمل بوزارة الدفاع الفرنسية وانضم إلى فريق لوبان أثناء حملتها الرئاسية لعام 2017، إن وضع الحزب أصبح مثل فريق كرة قدم لديه كثير من المؤيدين ومدرب يبدي بوادر حسنة، لكنه لا يفوز أبداً".
موضوع يهمك : كبلوه وخنقوه 13 دقيقة.. "فلويد المغربي" قصة ضحيتها قاصر قتل بأيدي شرطيين إسبان
تتمثل أبرز انتقادات مسيحة وغيره من نقاد لوبان في عدم الرضا عن لوبان لقيامها علناً بتخفيف حدّة الخط التقليدي المتشدد للحزب بشأن قضايا الهجرة والدفاع عن الهوية الفرنسية. وجاءت انتقادات مسيحة خلال مقابلة أجراها مع مجلة Valeurs actuelles الأسبوعية اليمينية الفرنسية، إذ قال عن لوبان: "إنها تعتقد أن الدين الإسلامي مجرداً ليس مشكلة لفرنسا… وتُميّز بين الدين الإسلامي كدين وبين النزعة الإسلامية الراديكالية. فيما أعتقد أنا تلك النزعة تنبع من قلب تعاليم القرآن نفسه".

على مستوى آخر، يشكّل رحيل مسيحة ضربة قوية للسيدة لوبان في وقت تستعد فيه لمنافسة محتدمة متوقعة مع الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي ينافس على فترة رئاسية جديدة، في الانتخابات التي تجري في ربيع عام 2022. وتظهر استطلاعات الرأي أن لوبان قد تحصل على عدد أصوات أعلى من ماكرون إذا أجريت جولةٌ أولى من التصويت الآن، لكنها ستخسر السباق في نهاية المطاف، كما حدث في عام 2017.

مارين لوبان رئيسة الحزب
أما جان مسيحة، الذي انتقلت عائلته القبطية من مصر إلى فرنسا عندما كان طفلاً، فهو أحدث المنشقين عن قيادة الحزب والذين يقولون إن نجم لوبان قد بدأ في الخفوت بعد جولتين رئاسيتين فاشلتين و9 سنوات في قيادة الحزب.

على الجانب الآخر، تحركت لوبان لمواجهة المعارضة المتصاعدة لها داخل الحزب وعزلت 6 أعضاء من لجنة الاستثمار الوطنية للحزب خلال الصيف، فيما يقال إنهم جميعاً من أنصار ابنة شقيقتها، ماريون ماريشال لوبان، البالغة من العمر 30 عاماً، والتي تتمتع بحسب مؤيديها بشخصية جذابة تدعمها كقائدة محتملة للحزب، وتحظى بتأييد من أعضاء موالين لسياسات الهوية المتشددة التي بدأت مع جان ماري لوبان، جدها ومؤسس الحزب.

يُذكر أنه على الرغم من أن هذا الشهر قد شهد مقتل 4 أشخاص بالسكاكين وإصابة اثنين بجروح خطيرة في ثلاث هجمات إرهابية متطرفة، فإن لوبان بدت معتمدةً على نبرة معتدلة على نحو غير معهود منها. وعلى ما يبدو، فإن نهجها هذا جزء من سعيها لكي يبدو الحزب أقل تطرفاً وأكثر ملاءمة لتولي رئاسة البلاد.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي