ما سيحدث لترامب إذا رفض إلقاء خطاب التنازل والاعتراف بخسارته للانتخابات الرئاسية؟

2020-11-05

الرئيس الأمريكي دونالد ترامبحين يخسر مرشح انتخابات رئاسية بالولايات المتحدة، تدفعه التقاليد إلى الاعتراف علانيةً وعلى الفور بالهزيمة في خطاب تنازلٍ، للمساعدة في الانتقال السلمي للسلطة، ولكن ماذا سيحدث إذا رفض ترامب التنازل حال فوز بايدن؟

رغم صعوبة مثل هذا الخطاب على المُرشَّح، فإنه عادةً ما يكون بمثابة احتفالٍ بالديمقراطية الأمريكية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة USA Today الأمريكية.

ركَّزَت أعمدة الرأي في صحيفتي Chicago Tribune وArizona Republic على تنازل جون ماكين لباراك أوباما في عام 2008 كنموذجٍ على التقليد المُتَّبع.

قال جون ماكين آنذاك: "لقد تحدَّث الشعب الأمريكي، وجاء حديثه واضحاً. منذ فترةٍ وجيزة، تشرَّفت بالاتصال بالسيناتور باراك أوباما لتهنئته على انتخابه رئيساً للبلاد التي نحبها كلانا".

ماذا يقول القانون عن خطاب التنازل؟

وليس خطاب التنازل جزءاً من قانون الولايات المتحدة أو دستورها -بل إنه لفتةٌ طوعية عريقة، كما قال المؤلِّف والمُعلِّق المحلي فان جونز في مؤتمر Ted Talk أكتوبر/تشرين الأول.

وكان جونز من بين أولئك الذين تكهَّنوا بتفاصيل ما يمكن أن يحدث إذا رفض ترامب التنازل إذا خسر الانتخابات الرئاسية، وقد رفض سابقاً الإعلان عن الالتزام بتداول السلطة سلمياً ويواجه الآن مأزقاً في إعادة انتخابه.

وبدون تنازل، يمكن عادةً فتح أجزاءٍ خفية من العملية الانتخابية -مثل الأعمال الداخلية للمجمَّع الانتخابي- وقد تُستخدَم لاتخاذ قرارٍ بشأن الانتخابات بطريقةٍ غير مسبوقة. قد يعني ذلك أن السباق قد يتَّجه نحو نتيجةٍ تقررها المحاكم أو بنودٌ غامضةٌ من القانون.

لكن التنازل يشير للناخبين إلى أنه لن يحدث أيٌّ من ذلك، إذ يجب على المؤيِّدين للمرشح الخاسر قبول النتائج التي لن يطعن فيها مُرشَّحهم.

ماذا سيحدث إذا رفض ترامب التنازل حال فوز بايدن؟
في حين أن العديد من الأمريكيين معتادون أن تُعلَن نتائج الانتخابات الرئاسية والتنازل علانيةً من المُرشَّح الخاسر في نفس الوقت تقريباً، لكن هذا ليس إلزاماً قانونياً.

وفقاً لتقريرٍ صدر عن مشروع النزاهة الانتقالية، وهو جهدٌ قام به مؤخراً باحثون لدراسة السيناريوهات التي من شأنها أن تُعرِّض نزاهة انتخابات عام 2020 للخطر، فإنه "من الناحية القانونية، يمكن لمُرشَّحٍ لا يرغب في التنازل أن يخوص الانتخابات في يناير/كانون الثاني".

أي أن ترامب قد يرفض التنازل ويظل يعتبر نفسه مرشحاً مع توالي الإجراءات الخاصة بالانتخابات.

ففي 14 ديسمبر/كانون الأول سيجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في ولاياتهم ويصوتون لاختيار الرئيس ونائب الرئيس عبر صناديق اقتراع منفصلة، ثم في في 23 ديسمبر/كانون الأول، يلتقي رئيس مجلس الشيوخ ورئيس سجل المحفوظات والأصوات الانتخابية لأعضاء المجمع الانتخابي في موعد لا يتجاوز 9 أيام بعد انعقاد المجمع.

موضوع يهمك : هكذا صنع رئيس أميركي نصره بفضل الجيش

ومن المعروف أنه حدثت حالات أدى ممثلون لولايات في المجمع الانتخابي بأصواتهم لمرشحين مختلفين عن الذين نالوا التفويض من ولاياتهم للتصويت له، رغم أن هناك ولايات تعاقب ممثليها إذا فعلوا ذلك.

وفي 6 يناير/كانون الثاني، سيرأس نائب الرئيس بصفته رئيس مجلس الشيوخ الجلسة التي يتم فيها حساب الأصوات، وإذا لم يحرز أي مرشح انتخابي 270 صوتاً لتحقيق الأغلبية من بين 538 صوتاً، عندها يقرر رئيس مجلس النواب اختيار الفائز.

وتُعَدُّ آليات إعلان الفائز بالرئاسة علناً في وسائل الإعلام، وفرز الأصوات رسمياً وانتخاب رئيس، منفصلةً عن تنازل المُرشح الخاسر عن السباق.

هل سبق لمُرشح رئاسي أن رفض التنازل؟

لم يحدث هذا في التاريخ الحديث، رغم أن الخطاب العام شبه الفوري لم يكن دائماً الطريقة التي يتنازل بها المُرشحون الخاسرون، وفقاً لما جاء في صحيفة The Hill الأمريكية.

وإذا عدنا إلى التاريخ، يمكننا أن نجد أمثلةً انتُهكت فيها قواعد الوقت حول التنازل، مثلما فعل توماس جيفرسون.

ويمكن أن يُعزَى الفهم الحديث للتنازل علانيةً إلى عام 1896، حين أرسل ويليام جينينغز برايان برقيةً ودية لخصمه ويليام ماكينلي، وفقاً لما جاء في تقريرٍ للإذاعة الوطنية الأمريكية العامة.

ومذاك الحين، صاغ المُرشحون الخاسرون تقليداً للاعتراف العلني بالهزيمة والاحتفاء بالديمقراطية في خطاباتٍ إذاعية أو في شريط الأخبار المُسجل أو على شاشات التلفزيون في بثٍّ حي.

هل يمكن للمرشح الخاسر أن يتراجع عن التنازل؟

نعم، وقد حدث هذا من قبل في سباقٍ رئاسي.

في انتخابات عام 2000، تنازَلَ نائب الرئيس آل غور لجورج دبليو بوش، ثم تراجع عن التنازل حين احتدم السباق، وظهور مؤشرات على أخطاء في ماكينات فرز الأصوات.

ووفقاً لوكالة Associated Press الأمريكية، قالت كارين هيوز، مديرة الاتصالات بحملة بوش الابن، آنذاك: "لقد اتصل قبل ساعة للتنازل، واتصل بنا للتو للتراجع عن التنازل. إنه أمرٌ لا يُصدَّق".

ووفقاً لرايان نيفيل شيبرد، الأستاذ بجامعة أركنساس والمُتخصِّص في الاتصال السياسي، فإن هذا ممكنٌ لأن التنازل جزءٌ غير رسمي من الانتخابات الأمريكية.

وكَتَبَ نيفيل شيبرد في مقالٍ بصحيفة Washington Post الأمريكية: "ليست التنازلات الانتخابية ملزمةً بأيِّ شكلٍ من الأشكال، بل على العكس من ذلك، إنها تنشأ من ثقة المُرشَّح بالمعايير الانتخابية الأخرى، وهي إشارةٌ لهذه الثقة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي