إثارة نفسية وخيال علمي وساحرات.. أفضل أفلام رعب صدرت في العقد الماضي

2020-10-28

تجاوزت إيرادات فيلم "مكان هادئ" 340 مليون دولار

ريتا فؤاد

لا يمكن لشهر أكتوبر/تشرين الأول، أن يمر دون معاودة النظر لفئة أفلام الرعب، التي يزداد محبيها عاما بعد آخر، حيث الإصدارات الجديدة دوما من أفلام الرعب تزامنا مع الاحتفالات السنوية بـ"يوم الهلع/الهالوين"، خاصة مع التنوع الثري للأفكار المخيفة التي صار يقدمها صناع السينما والخدع البصرية الجديدة.

وبين الإثارة، والرعب النفسي، وعالم الساحرات، نستكشف اليوم أفضل أفلام الرعب التي صدرت بالعقد الأخير.

هل يمكن للرعب أن يكون عنصريا؟

إذا كنتم تعتقدون أن العمل الفني كي يكون مرعبا يحتاج ميزانية ضخمة لخدمة المؤثرات البصرية أو لأبطال مشهورين لاستقطاب الجمهور وتحقيق إيرادات مرتفعة، ربما عليكم مراجعة أنفسكم ومشاهدة الفيلم المستقل "غيت آوت" (Get Out) الذي صدر في 2017، وفاز بالأوسكار، وتجاوزت إيراداته 255 مليون دولار من إجمالي ميزانية 4.5 ملايين.

العمل تأليف وإخراج جوردان بيل وبطولة دانيال كالويا، ويحكي عن الشاب كريس ذي الأصل الأفريقي، الذي يجد نفسه على بعد خطوة من التعرف إلى أسرة حبيبته بيضاء البشرة، وهي خطوة بديهية وسعيدة لأي حبيبين.

إلا أن ما لم يتوقعه كريس أن يكون على موعد مع وجبة دسمة من الرعب والإثارة، التي حملت من الخوف والقلق بقدر ما حملت من الكوميديا والبعد الثقافي، وذلك عبر حبكة ذكية وعصرية مثيرة للتأمل والاهتمام، للحد الذي جعل النقاد يضعون العمل بالمرتبة الرابعة ضمن قائمة ضمت أفضل الأفلام التي صدرت بالعقد الأخير، وفقا للإحصائيات التي نشرها موقع "ميتاكريتيك" (Metacritic).

وحدك تواجه المجهول

بالطبع هذه القائمة لا يمكن لها ألا تتضمن ولو عملا واحدا للكاتب ستيفن كينغ، ومايك فلانغان صانع أفلام الرعب الشهير. لهذا اخترنا "لعبة غيرالد" (Gerald's Game)، وهو فيلم رعب درامي من أعمال نتفليكس الأصلية، حظي بنسبة مشاهدة عالية وقت عرضه، فيما اعتبره النقاد الأهم بمسيرة بطلته كارلا جوجينو الفنية.

حبكة العمل تتمحور حول زوجين يعانيان من الملل الزوجي، لهذا يقرران قضاء عطلة نهاية الأسبوع في كوخ متطرف لإشعال جذوة علاقتهما الزوجية؛ إلا أن نوبة قلبية مفاجأة تصيب الزوج وتتسبب بوفاته، تاركا خلفه زوجته مكبلة بالأصفاد في مواجهة مع المجهول وغياب تام لأي عنصر قد يمنحها النجاة، فتبدأ الأحداث بالتصاعد وسط موجة من الرعب النفسي شديدة الحدة والتعقيد.

رعب بنكهة الخيال العلمي

بميزانية ضئيلة تراوحت بين 17-21 مليون دولار وطاقم فني صغير، صنع الكاتبان سكوت بيك وبرايان وودز عملا فنيا حقق نجاحا على الأغلب حتى صانعيه لم يتوقعانه. بين إيرادات تجاوزت 340 مليون دولار وترشيحات عديدة للأوسكار وغولدن غلوب وبافتا البريطانية، وهو ما دفعهم لتقديم جزء جديد سيصدر في 2021.

هذا الفيلم لم يكن سوى "مكان هادئ" (A Quiet Place) الذي صدر عام 2018، وجاء من بطولة مخرجه جون كراسينسكي وزوجته الممثلة إيميلي بلانت، أما عن أحداثه فدارت في أجواء من الخيال العلمي وتمحورت حول عائلة تواجه خطرا استثنائيا.

بعد أن ظهر على الأرض مخلوقات وحشية تهاجم ضحاياها، وتحدد أماكنهم لتلتهمهم اعتمادا على حاسة السمع الهائلة التي يتمتعون بها، مما يضطر العائلة للتعامل سويا بلغة الإشارة تجنبا للوقوع فريسة، قبل أن تضعهم الظروف وجها لوجه مع ما ظلوا طويلا يحاولون الهرب منه.

الفقد والحزن يسببان الخوف أيضا

يمكن لعواقب الخسارة الفادحة أن تكون أكثر ترويعا من الرعب القائم على فكرة الوحوش ومصاصي الدماء أحيانا، هذا هو ما قدمه فيلم "البابادوك" (The Babadook) الأسترالي الذي أنتج 2014، ولعب على وتيرة التعقيدات العاطفية والمشاعر المشحونة.

قصة العمل تحكي عن أرملة توفي زوجها مؤخرا بطريقة شنيعة وغير متوقعة، غير أنها تفشل في مواجهة حزنها وهو ما يؤثر بدوره على ممارستها لأمومتها تجاه ابنها الصغير، خاصة وأنه صعب المراس.

وحين يجلب لها ابنها كتابا مشؤوما للأطفال يحكي عن "السيد بابادوك" الذي لا يجب السماح له مطلقا بالدخول إلى المنزل، تنقلب حياتهما رأسا على عقب ويكتشفان معنى جديدا للرعب.

تحفة الرعب الشعبي

أفضل مخرج، أفضل فيلم، أفضل صانع أفلام، أفضل فيلم رعب لعام 2015.. جوائز عديدة من مهرجانات مختلفة فاز بها المخرج روبرت إيغرز عن فيلمه "الساحرة" (The Witch) الذي جمع بين الدراما التاريخية والرعب والكثير من الخرافات، وتميز بالتصوير السينمائي والأداء المتميز لأبطاله، بجانب التصاعد الدرامي الشيق والحوار الفلسفي الغني بالتفاصيل.

تدور أحداث قصة الفيلم في القرن 17، وتحكي عن عائلة من المستوطنين الإنجليز، الذين يتم نفيهم، وهناك حيث الغابات الكثيفة والمظلمة يتعرضون لهجوم غامض من قوى شريرة، فينسبونه إلى الأشباح المجهولة.

ومع زيادة جرعة الرعب والعنف التي يتعرضون لها، لا يلبثون أن يوجهوا أصابع الاتهام لابنتهم ظنا منهم أنها تمارس السحر متسببة بكل ما يجري، وهو ما يهدد العلاقات بين أفراد العائلة ويضعهم في مواجهة اختبار قاسٍ بجانب تعرضهم المستمر للرعب.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي