موقع عبري: اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب اختراق تاريخي لكن الطريق معقد وطويل

2020-10-26

حمدوك وبومبيو

وصف موقع "ذا تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel) الإخباري الإلكتروني اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان -الذي أُعلن عنه الجمعة الماضي- بأنه "اختراق تاريخي"، لكنه اعتبر أن الطريق إلى إقرار معاهدة سلام رسمية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين قد يكون معقدا وطويلا.

ولفت الموقع في تقرير لمراسله للشؤون الدبلوماسية رافائيل آهرين إلى أن الإمارات وإسرائيل لم توقعا على معاهدة سلام، وإقامة علاقات دبلوماسية وتطبيع كامل إلا بعد مرور 33 يوما من إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بيانا مشتركا أعلن فيه أن الإمارات العربية المتحدة وافقت على إنشاء علاقات مع إسرائيل.

كما استغرق الأمر من البحرين المدة نفسها بالضبط للانتقال من مجرد إعلان سلام "غامض" إلى التوقيع على "بيان مشترك بشأن إرساء علاقات دبلوماسية سلمية وودية".

وما لبث أن مضت الدولتان (الإمارات والبحرين) في إجازة اتفاقهما مع إسرائيل، وفقا لتقرير الموقع الإلكتروني.

حالة مختلفة

غير أن الاتفاق مع الخرطوم يُعد "حالة مختلفة جدا"، حسب تعبير "ذا تايمز أوف إسرائيل"؛ فعلى العكس من النظامين الملكيين في الإمارات والبحرين، فإن جمهورية السودان -حيث ما يزال العداء لإسرائيل واسع النطاق- تمر بفترة انتقالية "هشة" من حكم دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي، مما يجعل إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل تحديا "هائلا"، حسب رأي كاتب التقرير.

فقد شدد وزير الدولة للشؤون الخارجية السوداني عمر قمر الدين على أن أي اتفاق سلام مع إسرائيل يجب أن يوافق عليه أولا المجلس التشريعي، الذي لم يتشكل بعد.

وقال في هذا الصدد إن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل سيُبت فيها بعد اكتمال بناء المؤسسات الدستورية عبر تشكيل المجلس التشريعي.

رهن بموافقة المجلس التشريعي

وعلّق الموقع على تصريح الوزير السوداني بالقول إنه لم يتضح بعد متى سيتفق المكونان العسكري والمدني في حكومة الخرطوم الانتقالية على انعقاد المجلس التشريعي.

ومضى إلى القول إنه حتى لو أُخضع التطبيع مع إسرائيل لإجراءات تصويت مقبولة رسميا في الأسابيع القادمة، فإنه من غير المؤكد على أية حال أن يُصادق المسؤولون السودانيون على نتائجه بالسهولة نفسها التي حظي بها قرار إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في كل من الإمارات والبحرين.

وأشارت الصحيفة الإلكترونية الإسرائيلية إلى أن كتلة "عريضة" مناهضة لإرساء سلام مع إسرائيل تعهدت بمعارضة الاتفاق.

ونقلت عن بيان أصدره تحالف قوى الإجماع الوطني القول إن "شعبنا سيلتزم بمواقفه التاريخية، وسيعمل من خلال جبهة عريضة لمقاومة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على كامل حقوقه المشروعة".

 "ذا تايمز أوف إسرائيل": البيان الإسرائيلي السوداني المشترك يوحي بأن التطبيع بين الطرفين سيكون مختلفا

إشارات البيان المشترك

وتطرقت الصحيفة إلى البيان المشترك، الذي أصدره الجمعة الماضي كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.

وذكرت أن البيان تضمن بعض الإشارات التي توحي بأن عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب تبدو مختلفة عن اتفاقيتي الإمارات والبحرين.

ونقلت فقرة عن ذلك البيان المشترك، وجاء فيها أن القادة اتفقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، وإنهاء حالة العداء بين بلديهما. كما اتفقوا على بدء علاقات اقتصادية تجارية واقتصادية، مع التركيز بالدرجة الأولى على الزراعة.

وتعهدوا أيضا بأن تجتمع الوفود في الأسابيع المقبلة "للتفاوض بشأن اتفاقيات التعاون في تلك المجالات، وكذلك في مجال تكنولوجيا الزراعة والطيران وقضايا الهجرة وغيرها من المجالات لما فيه خير الشعبين".

ما لم يُقل أكثر مما قيل

وعقد الزعماء العزم على "العمل معا لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة. ستعمل هذه الخطوة على تحسين الأمن الإقليمي وإطلاق فرص جديدة لشعب السودان وإسرائيل والشرق الأوسط وأفريقيا".

وتعتقد "ذا تايمز أوف إسرائيل" أن ما لم يقله البيان أكثر مما أفصح عنه؛ فالبيان لم يحدد أن ما تم الاتفاق عليه هو "تطبيع كامل للعلاقات أم إرساء علاقات دبلوماسية". كما لم يشر -حسب الصحيفة- إلى تبادل فتح سفارات في كلا البلدين.

ومضت إلى القول إن البيان المشترك لم يتطرق أيضا إلى "اتفاقيات أبراهام" بين إسرائيل والإمارات والبحرين، التي أُبرمت بوساطة أميركية في احتفال بالبيت الأبيض في واشنطن الشهر الماضي.

مجرد إعلان سياسي

واعتبر الموقع أن البيان الصادر الجمعة مجرد "إعلان سياسي" حول نوايا مستقبلية، مماثل للبيانات المشتركة التي أصدرها في 13 أغسطس/آب الماضي كل من ترامب ونتنياهو وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، و"إعلان السلام" المبرم في 15 سبتمبر/أيلول الماضي مع البحرين.

وأكد أن البيان "ليس معاهدة، وليس له وضع قانوني".

وكان نتنياهو أعلن السبت الماضي أن وفدا إسرائيليا سيزور الخرطوم في الأيام القادمة لاستكمال ما تم الاتفاق عليه بين البلدين.

وأفاد الموقع -في تقريره- بأن الطبيعة الدقيقة للعلاقات الثنائية، ومكان وزمان توقيع معاهدة سلام وفتح السفارات بين إسرائيل والسودان سيتم البت فيها في المحادثات المقبلة.

واستطرد قائلا إن النتيجة التي ستسفر عنها انتخابات الرئاسة الأميركية، والوضع السياسي الراهن في السودان؛ سيلعبان دورا فيما يتعلق بتطورات العملية الجارية.

وختم الموقع الإلكتروني بالقول إن الأمر سيستغرق -على الأرجح- في ظل الأوضاع القائمة أكثر من 33 يوما، قبل أن يُتوج إعلان الجمعة باتفاقية سلام "صادقة" بين إسرائيل والسودان.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي