نيويورك تايمز: ترامب قضى على الحزب الجمهوري وجرّده من الأفكار والقيم

2020-10-25

الرئيس الامريكي، دونالد ترامب

قالت صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سرّع بزوال الحزب الجمهوري، وكشف العفن الذي كان يأكل جوهره منذ عقود، وتركه خاليا من الأفكار والقيم.

وأشارت الصحيفة في الافتتاحية -التي جاءت تحت عنوان "ارقد بسلام أيها الحزب الجمهوري"؛ تعبيرا عن موت الحزب- إلى أن من بين كل الأشياء التي دمرها ترامب خلال رئاسته، فإن تدميره للحزب الجمهوري يعد الأكثر إثارة للفزع، وأصبح اهتمام الحزب منصبا فقط على الحفاظ على سلطته، حتى وإن كان ذلك على حساب الأعراف الديمقراطية والمؤسسات والمثل العليا للبلد.

وقالت إنه بغض الطرف عن وجهات النظر حول الموضوع، فإن تفكك الحزب الجمهوري في عهد ترامب أمر سيئ للديمقراطية الأميركية.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن النظام السياسي السليم يتطلب أحزابا قوية متنافسة، تقدم للمواطنين رؤى وأيديولوجيا وسياسات مختلفة. فوفقا لدراسة أجراها دانييل زيبلات، الخبير في العلوم السياسية بجامعة هارفارد، عن ظهور الديمقراطية في أوروبا الغربية؛ فإن أحزاب يمين الوسط طالما لعبت دورا مهما في صحة الديمقراطيات الليبرالية الحديثة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الجمهوري قد تحول إلى حزب متطرف تابع لترامب، واختزلت أيديولوجيته في خليط من جنون العظمة والدفاع عن مظالم البيض والشعبوية الاستبدادية، في حين أصبحت أجندته السياسية تُحدد وفقا لما يريده ترامب ويمليه.

وأوردت الصحيفة أمثلة عديدة من الأخطاء التي ارتكبها الجمهوريون بقيادة ترامب، كما أوردت آراء بعض الخبراء السياسيين من الحزب نفسه الرافضين لما آل إليه في عهد ترامب، من بينهم الإستراتيجي المخضرم ريد غالين، وهو أحد مؤسسي مشروع لينكولن، وهو لجنة عمل سياسي يديرها جمهوريون حاليون وسابقون تكرس جهودها لهزيمة ترامب ومساعديه.

ووصف غالين -في خطاب ألقاه أمام اللجنة المذكورة آنفا- الحزب الجمهوري بأنه أصبح عصابة تخدم مصالحها الذاتية ومتعطشة للسلطة، وقال إنه "لم يعد هناك أساس فلسفي للحزب الجمهوري بعد الآن".

وخلصت افتتاحية نيويورك تايمز إلى أن الندوب التي خلفتها فترة رئاسة ترامب على الحزب ستبقى مدة طويلة بعد مغادرته البيت الأبيض، وأن بعض الجمهوريين يرون أن حزبهم يمكنه التعافي إذا اقتصرت مدة رئاسة ترامب على 4 سنوات بدل 8، لكن آخرين يتساءلون عما إذا كان قد تبقى من الحزب ما يستحق الإنقاذ.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي