صراع ساخن على أصوات المسنين وتويتر يجمّد حسابات مزيفة مناصرة لترامب

2020-10-14

دخلت الحملات الانتخابية الأميركية في طور جديد يتمثل في التركيز على المسنين الذين منحوا في عام 2016 أصواتهم لترامب، لكن بعضهم يميل حاليا على ما يبدو للديمقراطيين.

وعاد مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن -الذي يقاتل بشراسة من أجل الحصول على أصوات المسنين في ولاية فلوريدا- إلى الولاية يوم الثلاثاء، ليقول لحشد من كبار السن إن الرئيس دونالد ترامب يعتبرهم "عبئا" و"يمكن نسيانهم".

وجاءت زيارة بايدن للولاية التي يحتدم فيها الصراع بعد يوم من زيارة ترامب الجمهوري لها، في أول فعالية له خارج واشنطن منذ تشخيص إصابته بكوفيد-19.

وقال بايدن -الذي كان يتحدث أمام نحو 50 شخصا في مركز اجتماعي بمقاطعة برووارد في جنوب فلوريدا- إن ترامب رفض بتهور الخطر الذي شكله الفيروس على السكان المهددين.

وقال بايدن "بالنسبة لدونالد ترامب، أنتم عبء، يمكن نسيانكم، أنت في الواقع لا أحد.. هكذا يرى كبار السن، هكذا يراكم".

ومن شأن تفوق بايدن على ترامب في فلوريدا أن يلحق ضررا بالغا بفرص الرئيس في الفوز بفترة ثانية. وتبين معظم استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا تقدم المرشح الديمقراطي بين المجموعات السكانية الرئيسية في الولاية، ولا سيما المسنين. وقد فاز ترامب بهذه الولاية في انتخابات 2016 بفارق 1.2 نقطة مئوية.

التصويت المبكر

وحطّم التصويت المبكر قبل يوم الانتخاب في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الأرقام القياسية في أنحاء الولايات المتحدة، إذ أدلى أكثر من 11.8 مليون ناخب بأصواتهم إلى الآن، من بينهم أكثر من 1.6 مليون ناخب في فلوريدا، بحسب بيانات مشروع الانتخابات في جامعة فلوريدا.

واتهم بايدن (77 عاما) ترامب (74 عاما) بأنه يريد تقليص برنامج مزايا الضمان الاجتماعي للمتقاعدين، وهو اتهام نفته حملة ترامب مرة أخرى يوم الثلاثاء، قائلة إن بايدن يحاول "إخافة كبار السن لدواع سياسية".

وبدأ بايدن في وقت لاحق مسيرة بالسيارات في ميرامار بولاية فلوريدا، وأطلقت عشرات السيارات المشاركة في المسيرة أبواق التنبيه أثناء كلمة بايدن.

وكان ترامب عاد إلى الحملة الانتخابية ليل الاثنين في فلوريدا لأول مرة منذ الكشف عن إصابته بفيروس كورونا، وذلك بإلقاء كمامات واقية على أنصاره بينما لم يضع هو نفسه كمامة عندما كان يتحدث عن تعافيه.

وقال ترامب لآلاف من أنصاره الذي كانوا يقفون متلاصقين ومعظمهم لا يضع كمامات: "تعافيت منه الآن. يقولون إنني محصن، وأشعر أنني قوي جدا"، ومضى يقول "سأقبل الفتيان والنساء الجميلات".

وجاء المؤتمر بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض أن نتائج فحوص ترامب الخاصة بفيروس كورونا جاءت سلبية، وأنه ليس معديا للآخرين.

وينتقد بايدن إدارة ترامب للجائحة. وقد عمل ترامب على مدى شهور لتحويل انتباه الجمهور بعيدا عن فيروس كورونا الذي أصاب أكثر من 7.8 ملايين وقتل أكثر من 214 ألفا ودفع الملايين في الولايات المتحدة خارج العمل.

استطلاعات الرأي

وأظهر استطلاع رأي لرويترز/إبسوس -أمس الثلاثاء- أن مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن حافظ على تقدمه بفارق ملحوظ على الرئيس دونالد ترامب في ولاية ميشيغان، إلا أن المنافسة بين الاثنين متقاربة جدا في ولاية كارولينا الشمالية.

واستطلعت رويترز/إبسوس آراء الناخبين المحتملين في 6 ولايات هي ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان وكارولينا الشمالية وفلوريدا وأريزونا، والتي ستلعب دورا محوريا في تحديد فوز ترامب بولاية ثانية أو وصول بايدن للبيت الأبيض.

وخلال الاستطلاع الذي أجري في الفترة من 7 إلى 13 أكتوبر/تشرين الأول، جاءت نسبة تأييد بايدن 51% مقابل 43% لترامب، وهي نتائج مماثلة لما كان عليه الحال في الأسبوع الماضي.

وأظهر استطلاع أجرته مؤخرا شبكة "إن بي سي" وصحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ بايدن يتقدّم على ترامب في نوايا التصويت لدى المسنّين بـ27 نقطة بواقع 62% مقابل 35%، فيما منحه استطلاع لشبكة "سي إن إن" مع "إس إس آر إس" تقدّما بفارق 21 نقطة لدى هذه الشريحة.

ونشرت جامعة "فلوريدا أتلانتيك" استطلاعا لآراء الناخبين المحتملين في الولاية، أظهر حصول بايدن على 51% من نوايا التصويت مقابل 47% لترامب.

المرشح الديمقراطي، جو بايدن

هفوات بايدن

وسخر ترامب من جديد من نائب الرئيس السابق الذي يلقبه "جو النعسان"، مؤكّدا أنه لا يجذب "أي شخص تقريبا".

وكتب ترامب في تغريدة مساء الاثنين "كان اليوم سيئا بشكل خاص بالنسبة لجو النعسان".

وكان ترامب يشير إلى هفوتين ارتكبهما بايدن: الأولى نسيانه اسم السيناتور ميت رومني عند حديثه عن "السيناتور الذي كان في طائفة المورمون (جماعة دينية)، والذي كان حاكما لولاية ماساشوستس". والثانية عند إعلان بايدن -الذي كان سيناتورا لأكثر من 35 عاما- أنّه "ديمقراطي فخور مرشّح لمجلس الشيوخ"، قبل أن يستدرك ويقول "مرشح للرئاسة".

وقال ترامب في تغريدة "لو قمت أنا بهذين الأمرين، يجري استبعادي".

ووجّه ميت رومني الذي كان مرشحا لانتخابات عام 2012، انتقادا لاذعا للرئيس الثلاثاء، داعيا المرشحين إلى خفض النبرة "البغيضة والشائنة والمليئة بالكراهية" التي باتت محور الخطاب السياسي في البلاد.

تويتر يجمّد حسابات مزيفة مناصرة لترامب

أعلن موقع تويتر الثلاثاء أنّه جمّد العديد من الحسابات المزيّفة التي تتظاهر بأنّها لأميركيين أفارقة مؤيّدين لترامب، تمكّنت من جذب آلاف المشتركين في غضون أيام قليلة.

وقال متحدّث باسم المجموعة -ومقرّها سان فرانسيسكو- إنّ "فرقنا تعمل بلا هوادة للتحقيق في هذا النشاط، وستتّخذ إجراءات وفقا لقواعد تويتر عما إذا كانت التغريدات تنتهك" تلك القواعد.

ونشر دارين لينفيل الأستاذ في جامعة كليمسون والمتخصّص في شؤون المعلومات المضلّلة على وسائل التواصل الاجتماعي، أمثلة لهذه الحسابات المزيّفة على حسابه في موقع تويتر.

ونشر أحد هذه الحسابات واسمه تيد كاتيا في 17 سبتمبر/أيلول تغريدة، جاء فيها "نعم أنا أسود وأصوّت لترامب! اليساريون لن يعجبهم هذا لكنّني لا أبالي!!!".

وحصلت هذه التغريدة على أكثر من 16 ألف إعجاب، وتمت مشاركتها أكثر من 6 آلاف مرة.

وجمّد تويتر هذه الحسابات لأنّها تضلّل المستخدمين بشأن نوايا أصحابها وهوياتهم، وتقوّض تاليا نزاهة النقاش العام.

وكان تويتر نشر في سبتمبر/أيلول قاعدة تحظر استخدام المنصّة "لتضخيم المعلومات أو إخفائها بشكل مصطنع، أو الانخراط في سلوك يتلاعب أو يعطّل تجارب الأشخاص على تويتر".

مؤسس فيسبوك يتبرع للانتخابات الأميركية

أعلن مؤسس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ -أمس الثلاثاء- أنه وزوجته بريسيلا تشان، تبرعا بـ100 مليون دولار إضافية لمساعدة مكاتب الانتخابات التي تستعد للرئاسيات الأميركية المقررة الشهر المقبل.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن التبرع الأخير يرفع إجمالي تمويل زوكربيرغ وتشان للانتخابات إلى 400 مليون دولار، وهو نفس المبلغ الذي خصصه الكونغرس في مارس/آذار الفائت لمساعدة تمويل مكاتب الانتخابات التي تواجه صعوبات في التكيف مع طريقة التصويت الجديدة في ظل جائحة كورونا.

مؤسس شركة "فيسبوك" مارك زوكربيرغ

وقدّر خبراء الانتخابات أن يكلف إجراء التغييرات على الانتخابات 4 مليارات دولار، لكن الجمهوريين في مجلس الشيوخ لم يتخذوا أي إجراء بشأن مشروع قانون إغاثة قدمه مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، والذي تضمن 3.6 مليارات دولار لمساعدة مسؤولي التصويت.

ومن المقرر أن تخصص التبرعات من أجل معدات الحماية لمنع انتشار كورونا في مواقع الاقتراع، والمعدات اللازمة لمعالجة بطاقات الاقتراع البريدية وغيرها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي