
يبدو أن أحلام النساء ليست دائماً وردية بل يشوبها الكثير من الكوابيس التي تعكس أحياناً بشكل لاشعوري المتاعب العائلية والاقتصادية التي تصادفهن خلال اليوم. وطُلب من 193 طالباً وطالبة بجامعة وست انغلاند في بريستول الاطلاع على الاحلام التي رأوها في مناماتهم حيث تبين أن 19% من الذكور و34% من الاناث رأوا أحلاماً أو كوابيس مزعجة.
قالت الاختصاصية والمحاضرة في علم النفس في الجامعة جنيفر باركر التي أعدت الدراسة واستغرقت نحو خمس سنوات إن الدارسة هي الاولى التي تحاول معرفة الفرق بين أحلام وكوابيس الرجال والنساء.
وأضافت “تبين من خلال هذه الدراسة أن هناك اختلافاً بين عدد المرات التي يرى فيها الرجال والنساء الكوابيس”، مشيرة إلى “أن النساء يرين كوابيس أكثر من الرجال ومضمونها عاطفي وقوي جداً”.
وتابعت “أعتقد أن النساء ينقلن همومهن بطريقة لاشعورية إلى نومهن أكثر من الرجال ويحلمن أحلاماً غير ممتعة فيها الكثير من الاخفاقات والفشل”. وقالت “إن في أحلام الرجال “إشارات” قوية للنشاطات الجنسية، في حين أن احلام النساء فيها الكثير من القبل و”الفانتازيا” الجنسية محورها شخصيات يتلهفن للالتقاء بها”.
وأفادت نتائج دراسة المانية بأن أحلام النساء شملت أيضاً الأماكن الداخلية بما في ذلك الأجهزة المنزلية وقطع الملابس وغالباً ما تتسم بالحزن والكآبة ويتساوى فيها أعداد الرجال والنساء وخاصة من المقربين.
وعلى الرغم من تحرر المرأة واهتمامها بالعمل منذ عشرات السنين إلا أن البحث أشار إلى أنها نادراً ما تحلم بالوظيفة وظروف العمل على عكس الرجل.
ويقول الدكتور يسري عبدالمحسن أستاذ الطب النفسي بطب قصر العيني في مصر ان اسبابا بيولوجية وفسيولوجية هي سبب اضطرابات النوم لدى النساء أكثر من الرجال.
ويوضح أن التغيرات في درجات الحرارة عند النساء أكثر بسبب عوامل مرتبطة بفسيولوجية الجسم والدورة الشهرية والحمل والرضاعة، وكلها ضغوط فسيولوجية سببها الأساسي التغييرات في الهرمونات.
كما أن طبيعة شخصية المرأة انفعالية وعواطفها متأججة وسريعة الاستثارة، والحالة المزاجية غالبا ما تكون متقلبة وليست مستقرة في كل الوقت، وهذا ما نربطه باضطرابات الهرمونات التي تؤثر في الجهاز العصبي وإن كانت هذه مسألة نسبية بينما تري د. إيمان جمال الدين الباحثة في علم النفس أنه ليس هناك فرق بين أحلام النساء وأحلام الرجال، وتفسر المسألة بأنها ترجمة للانطباعات الشخصية التي يمر بها الإنسان سواء كان رجلا أو امرأة، وتقول إنه إذا كانت هناك بالفعل اضطرابات تنتاب المرأة في فترات معينة فذلك لا يحدث مع كل الأشخاص بنفس الدرجة، ولذا لا يمكن تعميم نتائج مثل هذه الدراسة.
وقد أجمع العلماء على أن أحلام النساء أكثر براءة مقارنة بالرجال، إذ تحلم الطفلة بالدمية أو فستان العيد، أو ابتسامة من أمها، بينما تنحصر احلام العزباء في زوج حنون ومتفهِم، فضلاً عن حلمها بمستقبل عملي باهر، أما المرأة المتزوجة، فيذهب عقلها الباطن في الأحلام إلى رومانسية مطلقة مع شريكِها، طفل أو طفلة جميلة منه.
كما أظهرت الدراسات من جانب آخر أن السيدات تكثر على أحلامهن صبغة الحوار اللفظي أو الكلامي، في حين أن أحلام الرجال يظهر فيها بصورة أكبر القلق والعنف الجسدي، كما أظهرت الدراسات أن أحلام السيدات تتساوى فيها نسبة الرجال والنساء في الغالب أما أحلام الرجال فتكون شخصيات الرجال فيها عادة ضعف عدد شخصيات النساء.