هل يتأخر إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية؟ سيناريوهات محتملة

2020-10-10

مع التصويت بالبريد المعمول به في السباق الحالي للرئاسة الأميركية، عبرت أطراف رافضة له عن مخاوفها من تأخر وصول بطاقات الاقتراع ومن ثم تأخر الإعلان عن اسم المرشح الفائز، لأيام عديدة وربما أسابيع، وقد ألمح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى احتمال تدخل المحكمة العليا لحسم النتيجة مثلما حدث عام 2000 عندما قررت فوز المرشح الجمهوري، جورج بوش الابن.

لكن خبراء، نقلت عنهم صحيفة وول ستريت جورنال، يرون أن الأميركيين لن يضطروا إلى الانتظار حتى يتم الانتهاء رسميا من فرز جميع الأصوات، وقالوا إنه ستكون هناك مؤشرات على اسم المرشح الفائز، ربما  ليلة الانتخابات، أو بعد أيام قليلة.

كان الرئيس الأميركي أعلن مرارا رفضه الاقتراع بالبريد، محذرا من نتائج "كارثية". وقال وزير العدل الأميركي، وليام بار، إنه يفتح المجال أمام "التزوير وإجبار الناخبين على الاقتراع"، ووصفه بأنه "أمر متهور، وخطير، ولعب بالنار".

وتقول الأطراف، التي تؤيد الفكرة، وغالبيتهم ديمقراطيون، إن الهدف هو الحد من أخطار تفشي فيروس كورونا المستجد، في دولة هي الأكثر تضررا منه.

وجادل المنتقدون بأن التأخير في استلام بطاقات الاقتراع عبر البريد، وفرز الأصوات، من شأنه تأخير الإعلان عن نتيجة السباق لفترة طويلة وليس يوم الانتخابات كما هو معهود.

وهناك مخاوف أيضا من حدوث تزوير، نظرا لأن تسليم أوراق الاقتراع يتم بعيدا عن أعين الجمهور، وبالتالي تزداد فرص سرقة هوية الناخبين، كما أن مسار إرسال الناخبين بطاقات الاقتراع لفرزها، ليس بمستوى أمان الاقتراع الشخصي التقليدي.

وفي تقرير وول ستريت جورنال، توقع مراقبون أن تستغرق عملية فرز الأصوات مدة طويلة لأنه قد يقدم أكثر من 50 في المئة من الناخبين أصواتهم عبر البريد هذا العام، وذلك ارتفاعا من 20 في المئة في عام 2016، بحسب مسح أجري حديثا.

وما يعزز أيضا من احتمالية تأخر إعلان النتيجة أن ثماني ولايات ستنتظر حتى يوم الانتخابات (يوم الثالث من نوفمبر) لمراجعة بطاقات الاقتراع التي تصل بالبريد.

لكن، بحسب الصحيفة، معظم الولايات تقوم بمراجعة بطاقات الاقتراع قبل يوم الانتخابات، وتبدأ في وضعها على أجهزة المسح الضوئي قبل إغلاق الصناديق.

وتخلط العديد من الولايات بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد وأوراق الاقتراع الخاصة بيوم الانتخابات ليتم فرزها معا، بحيث عندما يتم إعلان نتائج الاقتراع في الدوائر الانتخابية، فالنتيجة بذلك تشمل أصوات الناخبين من الفئتين.

وفي مثل هذه الولايات، قد يتم إعلان نتيجة الاقتراع بعد بضع ساعات من السباق، أي ليلة الانتخابات، وليس بعد أيام، بحسب وول ستريت جورنال.

وعلى سبيل المثال، يسمح القانون في ولاية فلوريدا، الحاسمة، بأن تقوم المقاطعات بمراجعة التواقيع على بطاقات الاقتراع وإدخالها في أجهزة المسح الضوئي قبل 22 يوما من يوم الانتخابات.

ويطلب القانون من المشرفين على الانتخابات الإبلاغ عن جميع الأصوات المبكرة وعبر البريد خلال 30 دقيقة من إغلاق صناديق الاقتراع.

وتظهر دراسات إلى أنه في سباق عام 2016، تم الإعلان عن نتائج التصويت المبكر في فلوريدا بسرعة أكبر من نتائج التصويت في مراكز الاقتراع يوم الانتخابات.

لكن تأخر إعلان نتائج السباق يثير قلقا، بحسب مسؤولي انتخابات، في بعض الولايات الرئيسية، الذين حذروا من أن فرز الأصوات قد يستغرق أياما نظرا للزيادة المتوقعة في عدد الأصوات المرسلة بالبريد.

وقالت الديمقراطية، جوسلين بنسون، وزيرة خارجية ولاية ميشيغان، في مايو الماضي، "قد تمر عدة أيام قبل أن نعرف نتيجة الانتخابات... علينا الاستعداد لذلك الآن وقبول هذا الواقع".

وفي بعض الولايات، قد تستمر عملية تلقي بطاقات الاقتراع عدة أيام من يوم الانتخابات، طالما تم إرسالها قبل إغلاق صناديق الاقتراع.

وبينما تقوم بعض الولايات بعدّ الأصوات فور تسلمها، فإن ولايات أخرى من بينها تلك التي ستحسم نتيجة السباق، مثل ميشيغان وبنسلفانيا، تمنع قوانينها مراجعة بطاقات الاقتراع بالبريد حتى يوم الانتخابات، وهو ما يعني أن الفرز سوف يمتد إلى ما بعد ليلة الانتخابات.

وهذا الأمر لا يعني أن وسائل الإعلام لن تستطيع التكهن باسم المرشح الفائز، بحسب تقرير لوكالة أسوشيتد برس، لكن في ظل اشتداد المنافسة في سباق 2020، قد تميل إلى تأجيل الإعلان لحين الانتهاء من عد جميع الأصوات.

وتشير الوكالة إلى أنه في سباق على مقعد في مجلس الشيوخ بولاية أريزونا، عام 2018، فازت الجمهورية، مارثا ماكسالي، بفارق ضئيل في الفرز الأولي للأصوات المسجلة في مراكز الاقتراع وعبر البريد التي وصلت قبل يوم الانتخابات.

وبعد فرز جميع الأصوات التي وصلت بالبريد يوم الانتخابات، أعلن فوز منافستها الديمقراطية، كيرستن سينيما، بأكثر من نقطتين مئويتين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي