لماذا يخشى أثرياء أمريكا فوز بايدن بالانتخابات؟

2020-10-10

المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس ، كامالا هاريس

قال تقرير نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية، إن العائلات الأمريكية الثريّة تُنصح في هذه الفترة من قِبل مستشاريها بضرورة التحرّك لإنقاذ ثرواتها، أو المخاطرة بفقد ملايين الدولارات لاحقاً في حال نجح الديمقراطيون في السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر/تشرين الثاني.

تحذيراتهم هذه جاءت بعد اقتراح مرشح الرئاسة جو بايدن فرض ضرائب أعلى إلى حد كبير على الأثرياء، مما يزيد صعوبة التهرُّب من ضريبة الـ40% على العقارات الكبيرة.

المستشارون ينصحون الأثرياء بنقل الثروات إلى الجيل القادم، عبر استغلال قواعد ضريبة العقارات السخيّة التي أقرّها الرئيس دونالد ترامب، وفق وكالة Bloomberg الأمريكية، إذ ضاعفت التغييرات التي طرأت على قانون الضرائب الجمهوري عام 2017، كمية الأموال التي يُمكن للعائلات الثريّة تمريرها من دون دفع ضرائب، لتبلغ 11.58 مليون دولار للأفراد، و23.16 مليون دولار للأزواج. ويُمكن للمستشارين المُتمرّسين التهرُّب من الضرائب باستخدام تقنيات تخطيط مُعقدة- "أو ثغرات" بحسب العديد من الديمقراطيين- أحجمت إدارة ترامب عن حظرها.

جيري دويل، استراتيجي التخطيط العقاري في شركة BNY Mellon Wealth Management للخدمات المصرفية الاستثمارية، قال: "كنا ننصح الأثرياء بإنفاق أموالهم أو خسارتها. إنّه العصر الذهبي للتخطيط العقاري لكثير من الناس. قد لا نشهد شيئاً مماثلاً مرة أخرى".

مستشارون يقولون إنّه إذا انتظر الأثرياء الأمريكيون ولم يحرّكوا ساكناً حتى تتضح نتائج الانتخابات الرئاسية، فسيخاطرون بفقدان فرصتهم لإنقاذ ثرواتهم، إذ يستغرق الأمر وقتاً لإنشاء صناديق ائتمان، وتحديد الأصول التي يجب التخلي عنها، وتقييم الأعمال والممتلكات القيّمة مثل اللوحات الفنية. وبعد اكتساح الديمقراطيين المُحتمل (في حال فاز جو بايدن)، يُتوقَّع أن يكون المخططون والمحامون مشغولين للغاية.

الموجة الزرقاء

إدوارد رين، الشريك في شركة Withers للمحاماة، قال: "إذا كانت هناك موجة زرقاء، فسيجد الناس صعوبة شديدة في إيجاد محامين مُتفرّغين. سيكون هناك طوفان من الطلب (على محامين). لذا نقول للناس: تعالوا الآن، لدينا وقتٌ للنظر في استشاراتكم حالياً".

لم يُفصح بايدن بعد عن خطة ضريبية مُفصّلة. وبدلاً من ذلك، اقترح طرقاً مختلفة لزيادة الإيرادات –تستهدف حصراً الأثرياء والشركات- لتغطية تكاليف الإنفاق الإضافي على الرعاية الصحية، والبنية التحتية، ومكافحة تغيّر المناخ. وقدّرت إحصاءات مؤسسة Moody's، الشهر الماضي، أن زياداته الضريبية، وضمن ذلك الرسوم المرتفعة على الشركات والأفراد الذين يربحون أكثر من 400 ألف دولار، ستجمع نحو 4.1 تريليون دولار على مدى 10 أعوام. فيما يُتوقَّع أن قيمة الإعفاء من ضريبة العقارات والهدايا، التي تم تخفضيها إلى مستوى عام 2009 البالغ 3.5 مليون دولار، ستجمع نحو 267 مليار دولار.

مجلة Bloomberg قالت إن ناقوس الخطر يدق بالنسبة للأمريكيين ذوي العقارات الكبرى. إذ ينتهي الإعفاء الضريبي الأعلى لقانون الضرائب لعام 2017 في عام 2026، حيث من المقرر خفضه ​​بمقدار النصف.

يُساور بعض المليونيرات الأمريكيين القلق من فكرة التخلي عن كثير من ثرواتهم للأبناء والأحفاد. والخيار الشائع لهؤلاء العملاء في هذه الحالة هو صندوق Spousal Lifetime Access Trust، الذي يسمح للفرد بنقل الثروة من ممتلكاته مع تمكين الزوجة أو الزوج من الوصول إلى المال. وقال مارشال رو، رئيس خدمات أصحاب الأعمال في Colony Group، إن هذه الأموال بمثابة "طبق اليوم الأكثر طلباً على أقل تقدير بين المتزوجين".

أمرٌ لا يحتاج لتفكير

بالنسبة للمليارديرات والأثرياء، فإن تحويل الأصول إلى الجيل التالي أمر لا يحتاج لتفكير من المنظور الضريبي. لكن ما يزال كثيرون يقاومون التخلي عن السيطرة على ثرواتهم، أو المماطلة لأنهم لا يريدون مواجهة الحقائق غير المريحة.

إذ قال مايكل سيمونز، مدير التخطيط المالي في Transitions Wealth Management بدنفر: "لا يريد كثير من الناس القيام بالتخطيط العقاري". وفي عوالم الأغنياء بشكل خاص "يريد الناس القيام بالأشياء وفق جدولهم الزمني".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي