الدمى تساعد الأطفال على تنمية الحس العاطفي في التعامل مع الآخرين

2020-10-02

الدمى تشجع الأطفال على إنشاء عوالمهم الخيالية الصغيرة

لندن- توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن اللعب بالدمى يساعد الأطفال على تطوير التعاطف مع الآخرين ومهارات المعالجة الاجتماعية.

وكشفت الدراسة التي أنجزت بالتعاون مع شركة ماتيل لصناعة الألعاب، التي تنتج دمية الأزياء باربي، أن الأطفال عندما يلعبون بالدمى يستخدمون منطقة دماغية تدعى التلم الصدغي الخلفي العلوي.

وأوضحت مؤلفة الدراسة، الباحثة التنموية سارة غيرسون من جامعة كارديف في بريطانيا، أن منطقة الدماغ هذه تلعب دورا مشابها في دعم التعاطف والمعالجة الاجتماعية.

واستخدمت الدكتورة غيرسون وزملاؤها أثناء الدراسة تقنية مسح للدماغ تسمى التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء لمراقبة 33 طفلاً من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات، أثناء لعبهم بدمى باربي وألعاب الأطفال المتنوعة. ولعب الأطفال بمفردهم ومع أحد الباحثين، وتمت مقارنة هذه الأنشطة مع اللعب الذي يتضمن ألعاب الفيديو على الكمبيوتر اللوحي.

 

91 في المئة من الآباء يرون أن التعاطف مهارة اجتماعية أساسية يرغبون في أن يطورها أطفالهم

وكشف الباحثون أن منطقة التلم الصدغي الخلفي العلوي كانت نشطة تماما عندما كان الأولاد والبنات يلعبون جنبا إلى جنب مع الدمى كما كان الحال عندما لعبوا اجتماعيا مع الآخرين. وأشاروا إلى أنه في المقابل، عندما تُرك الأطفال يلعبون ألعاب الفيديو على جهاز لوحي، كان هناك نشاط أقل بكثير في منطقة الدماغ.

وأوضحت غيرسون “هذه نتيجة جديدة تماما، تُستخدم هذه المنطقة من الدماغ عندما نفكر في أشخاص آخرين، خاصة عندما نستحضر أفكارا أو مشاعر شخص آخر، وهذه الدمى تشجع الأطفال على إنشاء عوالمهم الخيالية الصغيرة، على عكس ألعاب حل المشكلات أو بنائها الدمى تشجع الأطفال على التفكير في الآخرين وكيف يمكنهم التفاعل مع بعضهم البعض”.

وتابعت موضحة “أظهرت نتائج دراستنا أن اللعب بالدمى يساعد على التدرب على بعض المهارات الاجتماعية التي سيحتاج إليها الطفل في حياته لاحقا. حيث أنها أثبتت أن منطقة الدماغ هذه تلعب دورا في دعم التعاطف والمعالجة الاجتماعية لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم”.

وأظهرت نتائج الدراسة أنه عندما يلعب الأطفال بالدمى بمفردهم، فإنهم يظهرون نفس مستويات تنشيط منطقة التلم الصدغي الخلفي العلوي كما لو كانوا يلعبون مع الآخرين، كما أنها كشفت أنه عندما تُرك الأطفال يلعبون ألعابا على اللوحات الإلكترونية بمفردهم، كان هناك تنشيط أقل بكثير لـهذه المنطقة، على الرغم من أن الألعاب تضمنت عنصرا إبداعيًا كبيرا.

ولفهم صلة هذه النتائج بعلم الأعصاب، كُلفت باربي بشكل مستقل بإجراء مسح عالمي يتضمن مقابلات مع أكثر من 15 ألفا من الآباء في 22 دولة.

وكشفت النتائج أن 91 في المئة من الآباء يرون أن التعاطف مهارة اجتماعية أساسية يرغبون في أن يطورها أطفالهم، إلا أن 26 في المئة فقط يعرفون أن اللعب بالدمى يمكن أن يساعد أطفالهم على تطوير هذه المهارات.

وقال الباحثون إنه في هذه الأثناء وبسبب البقاء المتواصل في المنزل الذي فرضه تفشي فايروس كورونا، يشعر الآباء بالقلق بشكل متزايد بشأن ضمان أن يطور أطفالهم مهارات التنمية الاجتماعية، حيث قال أكثر من الثلثين إنهم قلقون بشأن كيفية تأثير هذه العزلة على أطفالهم، وكيف يتفاعلون مع الآخرين. وأكد 74 في المئة من الآباء أنهم مستعدون لتشجيع أطفالهم على اللعب بلعبة إذا علموا أنه ثبت أنها تساعدهم على تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي