هل باكستان مستعدة للاعتراف بإسرائيل؟

2020-09-30

رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان

مع تحرك عدد من دول الخليج -منها الإمارات والبحرين- لتطبيع العلاقات مع إسرائيل يتساءل بعض المراقبين: هل يمكن أن تكون باكستان التالية؟

وتعقيبا على هذا التساؤل كتب المحرر صدف شودري في تقرير نشره موقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) أن باكستان تعد من أقرب حلفاء السعودية، وفي الوقت نفسه لعبت الرياض دورا رئيسيا في تلميع صورة إسرائيل، وساهم هذا الموقف بشكل كبير في التوقيع مؤخرا على ما تسمى اتفاقات أبراهام بين إسرائيل والبحرين والإمارات.

وأشار إلى أن التحالف السعودي الباكستاني مكبل بالديون، مما يجعل باكستان طوع رغبات المملكة بسبب المخاوف المالية الحالية لإسلام آباد.

في المقابل، أشار شودري إلى ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مؤخرا لقناة إخبارية محلية إن بلاده لن تعترف بإسرائيل بسبب محنة الفلسطينيين، مضيفا أنه حتى لو "أراد العالم بأسره الاعتراف بإسرائيل فإن إسلام آباد لن تفعل ذلك".

ويرى الكاتب أن أكبر عقبة أمام خان ستكون الجماعات الدينية الكثيرة في البلاد، والتي تمتلك قدرا كبيرا من القوة وتعارض بشدة أي اعتراف بإسرائيل.

أكبر الجماعات الدينية تقف ضد عمران خان، وإذا قررت الحكومة يوما الاعتراف بإسرائيل فإن ضغوط السلطة الدينية ستشكل تحديا كبيرا

واستند إلى ما قاله رئيس مجلس البحوث الدولية للشؤون الدينية في إسلام آباد محمد إسرار مدني فإن "أكبر الجماعات الدينية تقف ضد عمران خان، وإذا قررت الحكومة يوما الاعتراف بإسرائيل فإن ضغوط السلطة الدينية ستشكل تحديا كبيرا، والقضايا الطائفية في البلاد مهمة ومقرونة بالتوترات بين إيران والسعودية، وباكستان ستنتظر في النهاية لترى ما ستفعله السعودية".

وعلق شودري بأن إدانة خان العلنية للاتفاق تتناقض مع اجتماعات باكستان السرية ومشاركة المعلومات مع إسرائيل، وأشار في ذلك إلى هبوط طائرة إسرائيلية في إسلام آباد في عام 2018، مما أجبر الحكومة الباكستانية على إصدار نفي متكرر لزيارة وفد إسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، دعا العديد من القادة الباكستانيين -من الرئيس السابق برويز مشرف إلى وزير الخارجية شاه محمود قريشي- إلى علاقات أفضل مع إسرائيل، وفي عام 2005 أدلى مشرف بتصريح علني جريء بمصافحة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون في إسطنبول.

وأشار الكاتب إلى توتر العلاقات بين باكستان والسعودية في السنوات الأخيرة وتركز الخلاف السياسي الأخير بين البلدين على عدم دعم المملكة لقضية كشمير بعد خطوة الحكومة الهندية العام الماضي بإزالة وضع الحكم الذاتي الخاص عن جامو وكشمير، مما أدى إلى إدانة من وزير الخارجية الباكستاني الذي حذر من أنه لم يعد بإمكانه "التساهل" في المجاملات الدبلوماسية مع المملكة بشأن هذه القضية.

وأنهى الكاتب تقريره بما قالته الباحثة في معهد جنوب آسيا عائشة صديقة إن أي اعتراف بإسرائيل سيكون تحديا صعبا للغاية داخليا بسبب "الديمقراطية الفوضوية" في البلاد، مضيفة أن "فكرة التواصل مع إسرائيل لن تؤدي إلا إلى ثورة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي