نيويورك تايمز: ترامب يريد خلق انطباع بأن الشعب لا يستطيع التخلي عنه

2020-09-27

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب

وصف مقال في صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه "أضعف مما يود منا جميعا أن نصدقه"، كما أنه يريد أن يخلق انطباعا بأن الشعب لا يستطيع التخلي عنه.

وقالت كاتبة المقال الصحفية ميشيل غولدبيرغ إن ترامب ربما يحاول الظهور بمظهر الزعيم القوي، واصفة تصرفه هذا بـ"المخيف".

ورأت أن العيش في كنف رئيس "يستبيح" منصبه يوميا ويتباهى بتجاوز الأعراف التي تحافظ على تماسك الديمقراطية ينطوي على "تواكل" و"فتور همة".

على أنه ليس من الممكن -لا من حيث الناحية العاطفية أو النفسية- المحافظة على مستويات مناسبة من الصدمة والانفعال إلى ما لا نهاية، إذ ما يلبث أن يستبد بالناس الإرهاق والقنوط في نهاية المطاف، حسب تعبير غولدبيرغ.

فساد وخيانة وسادية

وتضيف الكاتبة "لكن ترامب دأب بين الفينة والأخرى على تجاوز حدود الفساد والخيانة والسادية التي أجبرنا على التعود عليها، فالغضب يستفحل والعالم السياسي المرهق يستثار".

وتقول إنه حتى بعض الجمهوريين من شاغلي المناصب يشعرون أحيانا بالحاجة للنأي بأنفسهم عن تصريحات الرئيس أو تصرفاته.

و"ذات مرة غرد ترامب مطالبا 4 عضوات ملونات في الكونغرس بالعودة إلى المناطق المنهارة والموبوءة بالجريمة التي أتين منها".

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض "يجب أن نرى ما سيحصل"، وذلك ردا على صحفي سأله عما إذا كان يتعهد بالالتزام بأبسط قواعد الديمقراطية في الولايات المتحدة، وهي النقل السلمي للسلطة حين يتغير الرئيس.

ثم أبدى شكوكه بشأن التصويت عبر البريد قائلا "تخلصوا من بطاقات الاقتراع وستحصلون على انتقال هادئ للغاية، لن يكون هناك انتقال -بصراحة- بل استمرار".

نية استبدادية

واعتبرت كاتبة المقال أن مطالبة ترامب بالتخلص من بطاقات الاقتراع عبر البريد، ورفضه أي نقل سلمي للسلطة بمثابة إعلان عن "نية استبدادية".

وأضافت أنه بالتمعن في العنوان "الصارخ" الذي تصدر موقع "بي بي سي" (BBC) الإلكتروني بشأن عدم التزام ترامب بنقل سلمي للسلطة يمكن للمرء أن يرى كيف أن أخبار أميركا أصبحت تغطى كما لو أنها دولة فاشلة.

ميشيل غولدبيرغ قالت إن ترامب وحملته الانتخابية يسعيان لتقويض الانتخابات 

ووصفت غولدبيرغ عبارات ترامب التي أطلقها بأنها "الأشد رعبا"، إذ جاءت في نفس اليوم الذي نشرت فيه مجلة "ذا أتلانتيك" مقالا للكاتب بارتون جيلمان تطرق فيه إلى الأساليب التي ينتهجها لتقويض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونقلت عن مستشار قانوني لحملة ترامب الانتخابية القول إنهم سوف يطعنون في نتائج الاقتراع النهائية لو خسر ترامب، وسيعتبرونها غير دقيقة ومزورة.

ولعل من المهم أن يتذكر الناس -تضيف الكاتبة- أن ترامب وحملته يسعيان لتقويض الانتخابات، إذ يبدو حتى الآن أنه سيخسرها، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن ترامب يتأخر عن منافسه الديمقراطي جو بايدن في معظم الولايات المتأرجحة، كما أنهما متعادلان في ولاية جورجيا، وهو بالكاد يتقدم في ولاية تكساس.

يعوّل على المحكمة العليا

وبرأي الكاتبة، فإن الرئيس يعول على مرشحته الجديدة لخلافة القاضية الراحلة روث بادر غينسبورغ في المحكمة العليا، وذلك من أجل إنقاذ رئاسته للبلاد في حال أحيلت عملية فرز الأصوات إلى المحكمة العليا.

على أن أي اعتماد متعجل للنتائج لن يصب على الأرجح في مصلحة ترامب، لأن استطلاعات الرأي أظهرت أن أغلبية الأميركيين يرون أن من سيفوز في الانتخابات هو الذي تقع عليه مسؤولية تعيين القاضية الجديدة.

وأضافت الكاتبة أن ترامب ربما يكون يتصرف مثل رجل قوي "إلا أنه أضعف مما يريد منا جميعا أن نصدقه"، فالطغاة -بنظر غولدبيرغ- الذين يتمتعون بنفوذ يجعلهم يتلاعبون بنتائج الانتخابات لا يفصحون عن نواياهم، بل يكتفون بالادعاء بأنهم حصلوا على 99% من الأصوات.

وكشفت ميشيل غولدبيرغ أن القلق يؤرقها في كل لحظة وكل يوم، واصفة ترامب بأنه "فاشي طموح سيقضي على الديمقراطية قضاء مبرما ليشبع غروره العليل".

نفوذ لا يتناسب مع شعبيته

وتعتبر أن رغبة ترامب في تحطيم القواعد الملزمة للآخرين تمنحه نفوذا لا يتناسب مع مؤشرات شعبيته الضعيفة، فهو من يقف وراء العنف دون اكتراث للعواقب بتحريضه أنصاره، حتى أن بعضهم حاولوا بالفعل ترهيب الناخبين في ولاية فرجينيا.

وقالت غولدبيرغ إن ترامب -الذي درج على إطلاق تهديدات ترقى إلى التلويح بالقيام بانقلاب- أجبر بعض مسؤولي الحزب الجمهوري المنتخبين على توبيخه ضمنيا بتأكيد ولائهم لعملية نقل السلطة كما هو منصوص عليه في الدستور.

وأضافت أن ترامب يريد تحويل أميركا إلى دولة دكتاتورية، لكنه لم يفعل ذلك بعد، فخلال السنوات الأربع الماضية شن ما يمكن اعتباره نوعا من الحرب النفسية على الجماهير، ومصادرة وعيها إلى الحد الذي يجعل من الصعب تخيل خروجه من الرئاسة.

ولعل ذلك أحد الأسباب التي تجعله يقول إنه لن يغادر إذا انهزم في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أو حتى بعد انتهاء الولاية الرئاسية المقبلة في عام 2024، وهو بذلك يريدنا أن ننسى أن الأمر لا يعود إليه، حسب تعبير مقال نيويورك تايمز.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي