البوسنة: آلاف المهاجرين على الحدود وتحذيرات من أزمة إنسانية

2020-09-26

الشتاء يقترب حاملا معه عقبة أخرى بوجه أكثر من 8 آلاف مهاجر على الحدود البوسنية، يحاولون العبور إلى كرواتيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي. وحذرت منظمة الهجرة الدولية من تدهور الوضع، ودعت الأطراف السياسية في البوسنة إلى إيجاد "حلول عقلانية" لرعاية المهاجرين واللاجئين المشردين على الحدود لتجنب أزمة إنسانية.

رغم الظروف القاسية التي يعيشها آلاف المهاجرين شمال البوسنة، تستمر أعدادهم بالارتفاع في ظل رفض كرواتيا استقبالهم وعدم تحرك السلطات البوسنية لتبني حلول "عقلانية"، وفقا لتعبير بيتر فان دير أوفريرت، منسق شؤون غرب البلقان في المنظمة الدولية للهجرة.

2500 مهاجر في العراء

وخلال حديثه مع وكالة "أسوشيتيد برس"، يرى أوفريرت أن الدولة بدلا من أن تساعد وكالة الأمم المتحدة في توسيع أماكن الإقامة للمهاجرين، فإن بعض السلطات المحلية في البلاد باتت تعمل على تقييد قدرة الوصول إلى أماكن السكن المتاحة بالفعل.

ومن بين حوالي 8,500 مهاجر عالق في البوسنة، أجبر 2500 على النوم في العراء "في الغابات والشوارع والمباني المهجورة" ، معظمهم في منطقة كرايينا الشمالية الغربية، التي تشترك مع كرواتيا بحدود تمتد على مدى 1000 كلم.

"الأمر المحزن هو أن كل هذا غير ضروري على الإطلاق، بمعنى أنه لدينا موارد مالية، يقدمها الاتحاد الأوروبي في الغالب، لرعاية جميع هؤلاء الأشخاص"، وفقا للممثل الأممي.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية لمركز استقبال كرايينا 1500 شخص، إلا أن السلطات المحلية لا تسمح بدخول سوى 500 شخص، "يمكنني غدا أن أنقل 1000 شخص من الشارع إلى داخل هذا المركز، لكن السلطات لا تسمح لي بذلك".

ولم يصدر حتى اليوم تعليقا من السلطات البوسنية.

موضوع يهمك : طالبي لجوء أزمة الهجرة سياسة اللجوء لاجئون مسيرات في مدن ألمانية تطالب باستقبال مزيد من لاجئي مخيم موريا

وفي عام 2017، تحولت البوسنة إلى بوابة دخول لآلاف المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا، الساعين إلى الوصول إلى دول أوروبا الغربية باحثين عن فرصة لحياة أفضل.

"بضعة أسابيع لتجنب أزمة إنسانية"

منذ بداية العام الحالي، سجلت قوات شرطة الحدود الكرواتية أكثر من 16 ألف محاولة لدخول البلاد من قبل مهاجرين غير شرعيين، وفدوا من مراكز الاستقبال في البوسنة والهرسك، وفقا لتصريحات وزير الداخلية الكرواتي دافور بوجينوفيتش الأسبوع الماضي.

وقدم الاتحاد الأوروبي للبوسنة 60 مليون يورو، ضمن ما يسمى "تمويل طارئ"، لمساعدة الدولة التي لا تزال تتعافى من آثار حرب التسعينات، على إدارة سبعة مراكز للمهاجرين من بينها ستة في كرايينا، والتي يمكن أن تستوعب أكثر من 7000 شخص

ويلقي الوضع السياسي المعقد الناجم عن اتفاقية "دايتون" للسلام في البوسنة والهرسك، بظلاله على طالبي اللجوء [معاهدة أنهت حرب التسعينات وأدت إلى تقسيم البوسنة لكيانين، فيدرالية البوسنة والهرسك، وجمهورية صرب البوسنة (صربيسكا)].

وقال أوفريرت إن أمام المسؤولين في البوسنة "بضعة أسابيع للاجتماع" واتخاذ قرار "بطريقة عقلانية" للتعامل مع وضع الهجرة الحالي. "إذا لم نفعل ذلك، فسنواجه أزمة إنسانية في غضون شهر... سيكون لدينا أشخاص ينامون في الثلج، بما في ذلك العائلات والأطفال هذه المرة".

من جانبها، قدمت البوسنة وعودا في تحديد ممتلكات عامة إضافية مناسبة لإيواء المهاجرين. لكن سلطات كرايينا المحلية ترى أن باقي المناطق في البلاد فشلت في تقاسم عبء الأزمة المستمرة، لذلك بدأت مؤخرا في إفراغ بعض مراكز الاستقبال في المنطقة. وعمدت السلطات على دفع الأشخاص إلى خارج حدود منطقتها، حيث تركوا في الغابات لتدبير أمورهم بأنفسهم. ومنعت قوات الشرطة في المناطق المجاورة المهاجرين من العودة

في المقابل، وجود الآلاف من الأشخاص الذين لا مأوى لهم ودون رعاية طبية أو حتى طعام كاف، يزيد من الشعور بانعدام الأمن بين السكان المحليين، الأمر الذي أدى إلى انتشار مجموعات متطرفة تهدد المهاجرين بالعنف.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي