السينما تخطف العقول.. أفلام ستجعلك تتعاطف مع جرائم السطو المسلح

2020-09-24

(The Sting) تدور أحداثه في شيكاغو في ثلاثينيات القرن الماضي

محمد صلاح

جرائم السطو والاحتيال غالبا ما تشكل مادة ثرية للدراما التي تعيد معالجتها وتقديمها للجمهور محملة برسائل إنسانية واجتماعية وسياسية، مثل تأثير الأزمات الاقتصادية وما تسببه من تضخم وبطالة وزيادة في معدلات الجرائم المالية، كما في فيلم "اللدغة" (The Sting). وتأثير الإعلام في شحن الجماهير واستفزاز اللصوص.

وهوس الشهرة الذي يتجلى في تلويح عامل يجلب البيتزا إلى الخاطفين ورهائنهم للكاميرات صائحا "أنا نجم" وسط تصفيق المحتشدين، ورفض الموظفة التحرر من الأسر "لأنها تستمتع بكونها محط اهتمام الجمهور". وحضور الدين في اقتحام المجرم للبنك ملوحا بالبندقية قائلا "أنا كاثوليكي ولا أريد أن أوذي أحدا". بالإضافة إلى تأثير الحروب والمشكلات العائلية في حوادث السطو.

اللدغة

"اللدغة" أو (The Sting)، فيلم أميركي أنتج عام 1973 وحصد 7 جوائز أوسكار، سيناريو ديفيد إس. وارد. أخرجه جورج روي هيل، مُوظفا الجريمة والدراما والكوميديا لرصد مشكلة اجتماعية سببتها الأزمة الاقتصادية الكبرى التي ضربت أميركا عام 1929. ونتج عنها هبوط البورصة وزيادة البطالة، وارتفاع معدلات السطو والاحتيال. ليكون هذا هو موضوع الفيلم الذي أصبح على أساسه أكثر اهتماما بالكوميديا والشخصية أكثر من اهتمامه بالعنف والدماء، بالتركيز على تصوير سلوك المجتمع وقيمه في تلك الحقبة بشكل مفصل.

تدور الأحداث في شيكاغو في ثلاثينيات القرن الماضي، من خلال رجلين يتمتعان بقدرات احتيالية معقدة لدرجة لا تصدق. هما جوني هوكر (روبرت ريدفورت)، وهنري غوندورف (بول نيومان). وقد اشتهرا بالذكاء والبراعة في إقناع الضحايا بالعودة إلى الوقوع في شباكهما، رغم ما خسروه في مرات سابقة. والطريف أن يكون زعيم المافيا روبرت شاو (دويل لونغان) في مقدمة الضحايا.

مما يُثري الفيلم بأحداث غير متوقعة، تُبقي أعصاب المشاهد مشدودة وتدفعه للتفكير.

أداء الممثلين للشخصيات جاء عاليا في مجمله، لكن التناغم بين الثنائي ريدفورد ونيومان، أضفى على العمل مذاقا خاصا، وجعله أحد أكثر الأفلام أناقة، بلمسة كوميدية خفيفة.

حرارة (Heat)

فيلم أميركي أنتج عام 1995، واحتل مكانة خاصة بين أفلام الجريمة، بفضل فلسفة مؤلفه ومخرجه "مايكل مان" تجاه السلوك الإجرامي. فهو يهتم برسم صورة أكبر للمجتمع ككل، تعتمد على نسبية الخير والشر. من خلال قياس "حرارة" الظروف الشخصية والاضطرابات الداخلية والأسباب العاطفية الكامنة في القصة التي تدور حول تتبع التحري هانا (آل باتشينو) للص محترف يُدعى ماككولي (روبرت دي نيرو)، حتى تنشأ بينهما علاقة إنسانية فريدة من نوعها، تصل إلى حد أن يفاجئ الشرطي رئيس العصابة، بدعوته على كوب من القهوة.

إنهما خصمان، لكن بينهما أشياء مشتركة، "المرأة" مثلا. فخلال الأحداث يقع ماككولي في حب إيدي (أيمي برينيمان) رغم تعارض ذلك مع مبادئ عمله.

أما التحري هانا فيتزوج للمرة الثالثة من امرأة تُدعى جستيس (ديانا فينورا) عندما يضبطها مع رجل آخر، تقول إنه هو من أجبرها على الحط من قدر نفسها. ولديها ابنة من زوجها السابق (ناتالي بورتمان) فتاة مراهقة سكيرة ومتمردة، حاولت الانتحار لحرمانها من الأبوة. كذلك أحد شركاء ماككولي في العصابة، شيرليس (فال كيلمر) متزوج هو الآخر من شارلين (آشلي جود). ومن خلال هؤلاء سيفسر لنا "مان" الكثير من سلوك أبطاله.

 

السائق بيبي

(Baby Driver) فيلم أميركي كتبه وأخرجه إدغار رايت عام 2017 ، عن شاب يُسمي نفسه "بيبي" (أنسل إلغورت)، لديه موهبة مذهلة في قيادة السيارات. يقضي بيبي وقته بين السباحة في خيالاته مع أمه التي فقدها، ورجل عجوز يرعاه، وفي تحويل العالم من حوله إلى موسيقى، يتغلب بها على طنين الأذن الذي أصابه إثر حادث سيارة، فلم يعد يستطع القيادة دون وضع سماعات الموسيقى في أذنيه.

تضعه أقداره في طريق زعيم عصابة يُدعى "دوك" (كيفين سباسي)، يوظف ٣ مجرمين ويريده رابعا ليتولى مهمة الهروب بهم بالسيارة بعد العملية، على وعد منه بأن تكون تجربة عابرة لمرة واحدة لن تتكرر، وسيضمن "دوك" بعدها للفتى أن يعود إلى حياته الطبيعية.

وبعد أن أتم الفتى مهمته، إذا بالزعيم "دوك" يخلف وعده له ويهدده بعنف. حتى يقابل "بيبي" نادلة جميلة تدعى ديبورا (ليلي جيمس) لتكون هي المحفز لمحاولاته للانعتاق من ابتزاز "دوك" الذي يجبره على أن يقوم بمهام جديدة خطرة وعنيفة، ولم يترك له مفر من استخدام ذكائه من أجل النجاة.

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي