احتدام الصراع بين ترمب وبايدن في فلوريدا المتأرجحة

2020-09-16

بندر الدوشي

تُعتبر فلوريدا أكثر الولايات المتأرجحة أهمية وفوضوية في آن واحد في الانتخابات الأميركية. وكانت آخر ولاية تم إعادة فرز الأصوات فيها في الانتخابات السابقة، كما حصدت أكثر من 200 مليون دولار حتى الآن من الإعلانات الانتخابية الرئاسية في عام 2020 وحده.

وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يحافظ على تقدم طفيف على الرئيس دونالد ترمب بين الناخبين في فلوريدا، حيث حصل بايدن على تأييد 50% من المستطلع آراؤهم من قبل جامعة مونموث. في المقابل أظهر استطلاع آخر تقدم ترمب في الولاية.

ومن المتوقع أن يكون هامش السباق في فلوريدا ضيقاً للغاية. وقد فاز ترمب بالولاية بفارق 113 ألف صوت في عام 2016.

ومنذ تموز/يوليو الماضي، تنفق الحملات الانتخابية على الدعاية في فلوريدا أكثر من أي مكان آخر في الولايات المتحدة. وحتى الآن، أنفقت حملة ترمب 57.5 مليون دولار بينما أنفقت حملة بايدن 63.7 مليون دولار، وفقاً لشركة Advertising Analytics، وهي شركة لتتبع الإعلانات. كما تعهّد مايكل بلومبرغ بإنفاق 100 مليون دولار في فلوريدا لدعم بايدن.

وتُعد شاشات التلفزيون في فلوريدا الطريقة الرئيسية التي تقدم بها الحملات حججها لإقناع الناخبين. وتُظهر الاستراتيجيات الإعلانية الأخيرة لكلا الحملتين أهمية هذه الولاية.

وتستعرض حملة بايدن قوتها المالية مؤخراً من خلال الإعلانات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، إلا أنها تركّز بشكل خاص على فلوريدا، حيث أطلقت الحملة أكثر من 20 إعلاناً فريداً على مدار الأسبوع الماضي.

موضوع يهمك : حليف ترامب يقدم له نصائح كارثية إذا خسر الانتخابات

 

وكانت الرسالة الأكثر شيوعاً في إعلانات بايدن في فلوريدا مألوفة للديمقراطيين، وهي "الرعاية الصحية". وقد تم إنفاق حوالي 600 ألف دولار على إعلان واحد خلال الأسبوع الماضي يعيد سرد قصة فقدان بايدن لزوجته وابنته في حادث سير أثناء أدائه القسم في مجلس الشيوخ، ومدى أهمية التأمين الصحي لرعاية أولاده.

من جهة أخرى، يربط إعلانان آخران، تم دعم كل منهما بحوالي 300 ألف دولار خلال الأسبوع الماضي في فلوريدا، مقترحات بايدن للرعاية الصحية المتصلة بكورونا.

ويبدو من الواضح أن حملة بايدن قلقة بشأن الحفاظ على تقدمها على ترمب بين الناخبين من أصول لاتينية في فلوريدا. وقد أظهر استطلاع للرأي تقدم ترمب على بايدن لدى اللاتينين في هذه الولاية على الرغم من أن الحملة أنفقت 4 ملايين دولار على الإعلانات باللغة الإسبانية في فلوريدا منذ يونيو/حزيران الماضي.

ومن إعلانات بايدن باللغة الإسبانية، إعلانان أطلقتهما حملته ويعرضان حالياً على الهواء في فلوريدا ويهدفان لدحض هجمات ترمب على المرشح الديمقراطي وسياسته "الأكثر تقدمية". وهما دليل على القلق بشأن فعالية اتهامات الرئيس ضد بايدن.

وبالنسبة إلى ترمب، يبدو أن تركيز حملته ينصب على مجموعتين رئيسيتين في فلورديا هما: كبار السن والناخبون اللاتينيون.

ومن بين إعلانات ترمب الأربعة التي يتم بثها حالياً في فلوريدا، يركّز أحدها مباشرةً مع الضمان الاجتماعي. وفي هذا الإعلان، تصور حملة ترمب بايدن كمرشح يريد خفض الضمان الاجتماعي، كما يُظهر الإعلان أن بايدن يريد تحويل الضمان الاجتماعي من المواطنين الأميركيين إلى المهاجرين غير الشرعيين. كما يؤكد إعلان آخر لترمب أنه في ظل حكم بايدن، في حال فوزه بالرئاسة، سيتعين على سكان فلوريدا "التنافس مع المهاجرين غير الشرعيين للحفاظ على وظائفهم".

موضوع يهمك : ترامب يهاجم الديمقراطيين عقب تقارير استخفافه بالجيش

وهذه الإعلانات لم تضر بالضرورة بالتأييد الذي يحظى به بايدن من قبل الناخبين اللاتينيين في فلوريدا، إلا أنها تشير إلى أن ترمب يحقق نجاحات مع بعض الناخبين من أصول لاتينية في الولاية.

ولهذه الغاية، أنفقت حملة ترمب بشكل كبير على الإعلانات باللغة الإسبانية في فلوريدا، فقدت دفعت 3.2 مليون دولار منذ بداية أغسطس/آب الماضي و426 ألف دولار هذا الأسبوع.

ويركز الإعلان باللغة الإسبانية الذي يتم بثه حالياً في فلوريدا بشكل كبير على الاقتصاد، قائلاً إن الأجور في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ظلت راكدة، بينما رفع ترمب الأجور. كما يتضمن الإعلان مقطعاً إخبارياً يكشف أنه تم خلق المزيد من الوظائف بين الأميركيين اللاتينين في عهد ترمب.

وتخطط كلتا الحملتين لإنفاق ملايين الدولات على الإعلانات في هذه الولاية حتى تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ويبدأ التصويت في الانتخابات الرئاسية في فلوريدا بتوزيع بطاقات الاقتراع الغيابي في 24 سبتمبر/أيلول الحالي.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي