قبرص تتأهب لمواجهة تدفق المهاجرين وترسل وفدا إلى لبنان

2020-09-09

خوفا من تدفق المهاجرين، قالت السلطات القبرصية إنها سترسل وفدا إلى لبنان خلال اليومين القادمين "للتعامل" مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لا سيما بعد وصول 123 مهاجرا على متن قوارب انطلقت من سواحل شمال لبنان خلال يومين فقط.

أعلنت السلطات القبرصية أمس الاثنين، إرسال وفد رسمي إلى لبنان، إثر وصول أربعة قوارب تقل عشرات المهاجرين السوريين واللبنانيين إلى ساحل الجزيرة الواقعة شرقي البحر المتوسط في غضون 48 ساعة.

وقالت الشرطة القبرصية الأحد 6 أيلول/سبتمبر، إن أربعة قوارب ظهرت قبالة السواحل الجنوبية والشرقية للجزيرة خلال اليومين الماضيين وعلى متنها 123 مهاجرا، نصفهم تقريبا سمح له بالنزول.

وزير الداخلية القبرصي نيكوس نوريس، أوضح أن مسؤولين من مختلف الأجهزة القبرصية المعنية سيزورون لبنان خلال اليومين القادمين "للتعامل مع هذه الظاهرة بأفضل طريقة ممكنة وأكثرها فاعلية".

ووفقا للسلطات القبرصية، فإن القسم الأكبر من المهاجرين الذين أبحروا من لبنان في الأيام الأخيرة كانوا لبنانيين وسوريين. وأضاف نوريس، متحدثا بعد اجتماع وزاري مع وزيري العدل والدفاع، "قبرص تدرك قضية لبنان، ووقفنا إلى جانب الشعب، لكن الهدف الآن هو الحد من مغادرة المهاجرين غير الشرعيين موانئ لبنان نحو قبرص".

ويأتي ذلك في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، والذي فاقم من حدتها الانفجار الذي هز مرفأ العاصمة بيروت، مخلفا 190 قتيلا وآلاف الجرحى.

إعادة مهاجرين إلى لبنان

وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السلطات سمحت لبعض الوافدين بالنزول بينما أُعيد البقية إلى لبنان على متن سفينة استأجرتها نيقوسيا لهذا الغرض.

وتحدثت السلطات عن إعادة 33 مهاجرا غير شرعي (30 لبنانيا وثلاثة سوريين) وصلوا إلى ساحل مدينة ليماسول جنوب الجزيرة بعد ظهر السبت 5 أيلول/، وكان بينهم 14 طفلا و6 نساء.

ووفقا لشهادات مهاجرين كانوا على متن ذلك القارب، نشرتها جريدة "المدن" الالكترونية اللبنانية، كان المهاجرون قد انطلقوا من شاطئ الميناء شمال لبنان بنية التوجه إلى إيطاليا، بعدما اشتركوا في شراء قارب كلّفهم حوالي 20 ألف دولار. لكن عند اقترابهم من ليماسول، ساءت الأحوال الجوية "وتواصلوا عبر الـGPS مع عبّارة قبرصية لمساعدتهم". وبعد "إنقاذنا بالعبارة القبرصية، أكدوا لنا أنهم سيتوجهون بنا إلى لارنكا في قبرص من أجل البصم، وتأمين أماكن لنا، لكنهم خدعونا وعادوا بنا إلى لبنان وسلمونا للجيش. واستغرقت عودتنا نحو 14 ساعة".

من الناحية القانونية، لبنان وقبرص يربطهما اتفاقية تنصّ على "إعادة إرسال" المهاجرين غير الشرعيين القادمين من لبنان.

من جهته، قال نوريس إن بلاده ستطلب دعم الاتحاد الأوروبي لحماية الحدود البحرية للجزيرة، التي هي أيضا حدود الاتحاد الأوروبي. منوها أن وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" يمكنها توفير سفن للمساعدة في إدارة تدفق المهاجرين.

والعام الماضي، ارتفع عدد طلبات اللجوء في قبرص إلى أكثر من 13 ألف ملف، فيما بلغ عدد طالبي اللجوء حوالي 2200 في عام 2015. وتعزو قبرص سبب هذا الارتفاع إلى إغلاق دول البلقان حدودها أمام المهاجرين في عام 2015.

وكان نوريس أشاد الأسبوع الماضي بموافقة البرلمان القبرصي على تقليص المدة التي يمكن خلالها للاجئ أن يستأنف قرار رفض طلبه من 75 إلى 15 يوما.

وتعليقًا على الوضع في مناطق الحجر الصحي في مخيم بورنارا في كوكينتريميثيا، حيث يتم احتجاز المهاجرين بعد خضوعهم لاختبار فيروس كورونا، قال نوريس إن المنطقة ممتلئة، لكن الجهود جارية لتوسيعها.






شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي