فنان جزائري يُزاوج بين التجريد والخط العربي

2020-09-04

شغف بالفن

الجزائر – تشكّل تجربة الفنان والخطاط الجزائري محمد أحمد سنوسي تجربة فريدة، بالنظر إلى ثرائها وتنوُّعها وارتباطها بمسار حياته، إذ بدأ هذا الفنان الرسم وهو في سن مبكّرة، وكان شغوفا في صغره بلوحات مشاهير الفنانين أمثال ليوناردو دافنشي ورونوار ورامبرت، ومثّلت الألوان مدار اهتمامه الأول، فضلا عن ولعه بالخط العربي، حتى إنّ أستاذه في مادة اللُّغة العربية للصف السادس أهداه كتابا لعفيف البهنسي عن الخط العربي.

ويُؤكّد الفنان الجزائري أنّ هذه الهدية كانت بمثابة الشعلة التي أوقدت فيه عشقه للخط العربي، وأثارت شغفه لتعلُّم هذا الفن وإتقان قواعده، حتى إنّه كان يُمضي الليالي الطوال في الكتابة والتمرُّن، وينتقل بين أنواع الخط من نسخ وثلث ورقعة وفارسي وكوفي.

 

محمد أحمد سنوسي يرى أن الحروفية نتاج طبيعي للتزاوج بين المدارس الفنية كالتجريدية والانطباعية.

ومع الزمن، واصل سنوني مسيرته في التعلُّم حتى تمكّن من إتقان معظم الخطوط الأساسية، ثم وسّع اهتماماته لتشمل فن الديكور، إذ كان يشتغل، بالموازاة مع انتظامه في فصول الدراسة، في مجال الديكور وتزيين واجهة المحلات، رسما وخطّا.

وبعد المرحلة الثانوية، التحق سنوسي بالمدرسة العليا للفنون الجميلة، لدراسة التصميم الفني. وبحكم انتمائه إلى هذا التخصُّص، اشتغل مع العديد من دور النشر، وصمّم العشرات من أغلفة الكتب خطا ورسما. كما شارك في العديد من المعارض بأعمال خزفية ولوحات فنيّة على الزجاج والخشب.

ويوضّح سنوسي أنه متأثّر بالمدرستين الانطباعية والتجريدية؛ وأن الحروفية نتاج طبيعي للتزاوج بين الحرف العربي وروعته والمدارس الفنية الأخرى، وهاتين المدرستين اللتين تنطويان على صفتي التحرُّر واللاجمود؛ فـ”الحرف العربي له روحه وحركته وانسيابه، والتجريد أيضا يُشكّل فضاء حيويا يتبنّى فكرة: عَبِّر وانطلق بريشتك كما يحلو لك”.

وبالنسبة للخط العربي، تأثّر الفنان الجزائري، أسوة بأقرانه، بالمدرستين التركية والعراقية اللّتين تُعدّان عماد فن الخط العربي.

ويرى سنوسي أنّ فن الحروفية هو الفضاء الأمثل للتعبير عن روعة الحرف العربي وجماله، وذلك ما حاول تجسيده في جلّ أعماله، مراهنا على تشكيل الحرف العربي بأبعاد جمالية تحاول إبراز قدرته على التناغم مع الشكل واللون.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي