كواليس خطة إسرائيلية للتطبيع مع الإمارات قبل 4 سنوات

2020-09-03

دخلت رحلة "العال" الإسرائيلية رقم 791 التاريخ في 31 أغسطس/آب، عندما طارت مباشرة من تل أبيب إلى أبوظبي، ومع ذلك، كان من المنتظر أن تقلع هذه الرحلة قبل 4 أعوام

وكان من الممكن أن يحدث هذا الحدث التاريخي في عام 2016، عندما كان "السلام الإقليمي" يتشكل في سلسلة من الاتصالات السرية بين مختلف الأطراف

وضم فريق المفاوضات رئيس الوزراء البريطاني السابق "توني بلير"، ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وزعيم المعارضة الإسرائيلية عضو الكنيست "إسحاق هرتسوغ"، ووزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، وسلسلة من القادة العرب، بمن فيهم الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".

وبالنسبة لـ"هرتسوغ"، كانت الفرصة الضائعة مريرة بالتأكيد. وكان يمكن أن يكون ضيف شرف على هذه الرحلة المنتظرة.

وكانت الخطة تشمل انضمام "هرتسوغ" وحزبه إلى حكومة "نتنياهو" الائتلافية اليمينية المتطرفة لتعزيز هامشها الضئيل من دعم الكنيست (61 مقعدا من 120)، وأن يطلق الاثنان معا مبادرة سلام إقليمية.

وكان الطرفان يعتزمان قلب نموذج الشرق الأوسط الذي وضع تحقيق (إسرائيل) للسلام مع الفلسطينيين كشرط مسبق لوجود علاقات رسمية لها مع العالم العربي

واحتلت الإمارات المرتبة الأولى في قائمة "شركاء السلام" المستهدفين، تليها دول عربية أخرى، من بينها السعودية.

وزار "هرتسوغ" دولا عربية مختلفة، ووجد أن عددا كبيرا من قادتها على استعداد لاتخاذ هذه الخطوة. وجرت مفاوضات "هرتسوغ" المكثفة مع "نتنياهو" على مرحلتين، الأولى في شهر مارس/آذار 2016، والثانية في سبتمبر/أيلول من ذلك العام

وتوصل الخصمان السياسيان إلى اتفاق، ولكن عندما حان وقت التوقيع، شعر كلاهما ببعض القلق. وخشي "نتنياهو" من غضب النواب والوزراء اليمينيين، وواجه "هرتسوغ" معارضة قوية من قبل بعض أعضاء حزبه، على رأسهم "شيلي يحيموفيتش". وتم تعليق جميع الاتصالات. وتم تأجيل السلام الإقليمي، ليخرج فقط إلى النور هذا الأسبوع، دون حضور "هرتسوغ".

وكان "بلير" الراعي الرئيسي للفكرة. وروى "هرتسوغ" هذا الأسبوع لـ "المونيتور" أن "بلير" كان صديقا شخصيا مقربا لـ"بن زايد"، وهو نفسه صديق مقرب لـ"السيسي" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وجاء تحرك "نتنياهو" وقتها مدفوعا إلى حد كبير بالقلق بشأن ترشح "هيلاري كلينتون" للرئاسة. ولم يعتقد أحد في ذلك التوقيت أن "دونالد ترامب" سينتصر عليها في الانتخابات، وكان الزعيم الإسرائيلي خائفا من الاضطرار إلى مواجهة فرد آخر من عائلة "كلينتون"، بعد تجربته الكارثية مع زوجها.

لذلك أراد "نتنياهو" تشكيل ائتلاف وسطي مستقر قبل دخول "كلينتون" المكتب البيضاوي. وكان من المفترض أن يمهد "هرتسوغ" المعتدل سياسيا طريق "نتنياهو" في واشنطن. وإذا كانت النتيجة الثانوية هي مبادرة سلام إقليمية دبلوماسية وبدء مصالحة مع المحور السني، فسيكون هذا أفضل.

وكان التقدم في هذه المبادرة جادا وعميقا ومثيرا. وتنقل "هرتسوغ" بين عواصم مختلفة لجمع الدعم. والتقى بالرئيس الفرنسي آنذاك "فرانسوا أولاند" في باريس، والرئيس الألماني "فرانك فالتر شتاينماير"، ورئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" في لندن، بل وزار رام الله عدة مرات للاجتماع مع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس".

وكان من المأمول أن ينضم الفلسطينيون إلى المبادرة بعد إقناع "عباس" باستئناف المفاوضات مع (إسرائيل)، والتي تم تعليقها في عام 2014.

ومع ذلك، فقد رفض "عباس" المضي قدما، ولم يستجب لمبادرات العديد من المبعوثين من الخليج ومصر ودول أخرى. فلم يكن يريد أي علاقة بـ"نتنياهو".

ولم يستسلم "هرتسوغ" و"بلير" والآخرون. وكان هدف "نتنياهو" أيضا هو استرضاء الرئيس "باراك أوباما" في الأشهر الأخيرة من ولايته في ضوء التقارير التي تفيد بأن الزعيم الأمريكي كان يخطط للانتقام من تخلف "نتنياهو" عن جلسة مشتركة للكونجرس بشأن صفقة إيران في مارس/آذار 2015.

وكان من المفترض أن يوفر استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين الحماية لـ"نتنياهو". وتم حسم صفقة الائتلاف. ولكن عشية "عيد الغفران" 2016، تراجع كلاهما، حيث خاف "هرتسوغ" من الانتفاضة داخل حزبه، وكان "نتنياهو" محاصرا بالفعل من قبل وزيري الليكود من الصقور، "ياريف ليفين" و"زئيف إلكين"، ووزيرة العدل "أيليت شاكيد" من "البيت اليهودي".

وتصلح الاتصالات بين "نتنياهو" و"هرتسوغ" لكتاب أو حتى مسلسل تلفزيوني ناجح.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي