
يعيش آلاف المهاجرين في شمال البوسنة في ظروف صعبة، خاصة بعد قرار السلطات منع حركتهم وإلزامهم البقاء في أماكن إقامتهم بسبب الجائحة. ومن جانبها، نددت المنظمات غير الحكومية بهذا القرار، ودعت الحكومة البوسنية إلى إيجاد حلول لإسكان هؤلاء المهاجرين.
شددت السلطات البوسنية، منذ نحو أسبوع، قيودها على حركة آلاف المهاجرين المتواجدين في شمال البلاد، بالقرب من الحدود مع كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي. ومنعتهم من التنقل بأي شكل من الأشكال، لا على أقدامهم ولا باستخدام سيارات الأجرة، ولا حتى عبر وسائل المواصلات العامة.
وبفعل هذه القرارات، وجد المهاجرون أنفسهم أمام طريق مسدود، ومن دون أي وسيلة لمحاولة اجتياز الحدود والدخول إلى الاتحاد الأوروبي، ما جعلهم مجبورين على البقاء في ظروف صعبة جداً في مخيماتهم ومساكنهم العشوائية.
وبررت نرمينا سيمالوفيتش، وزيرة الصحة في منطقة أونا سانا، هذا القرار الصارم بالعدد المتزايد للمهاجرين المصابين بفيروس كورونا في المنطقة.
وقالت في مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين 24 آب/أغسطس، "لا يمكننا السيطرة عليهم، إنهم يتحركون بالعشرات، كما أنهم لا يتبعون أي قواعد للوقاية من المرض. ونحن مسؤولون عن حماية مواطنينا".
وأضافت من دون تقديم حلول واضحة، "إذا وضعناهم جميعا في المخيمات سيكون هناك انفجار في عدد الإصابات. وإذا تركناهم في الخارج فسيتعاملون مع السكان ويعرضونهم للخطر".
وبعد أن باتوا مجبرين على عدم الخروج من أماكن تواجدهم، يخاف المهاجرون من حدوث أي تطورات تزيد من التضييق عليهم، ما قد يدفعهم إلى محاولة عبور الحدود على عاتقهم الشخصي، معرضين أنفسهم لعمليات صد عنيفة من السلطات الكرواتية.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن شرطة منطقة "أونا سانا" المحلية لا تتردد أيضا في تنظيم مداهمات على المساكن العشوائية أو حتى المنازل الخاصة، التي يقال إن المهاجرين يقيمون فيها، من أجل إجلائهم قسراً، من دون توفير أي مساكن بديلة.
وبالنسبة إلى المتواجدين في مخيمات المهاجرين في "أونا سانا"،سيعرضون أنفسهم لخطر الاعتقال، إن قرروا التنقل بحرية.
عشرات المهاجرين عالقين بين نقطتي تفتيش للشرطة
ووفقاً لتقارير محلية بوسنية، انتشرت دورات تابعة للشرطة بين المحافظات والمناطق، وباشرت بتفتيش وفحص الحافلات والسيارات المتوجهة إلى منطقة "أونا سانا". ويقول تقرير لصحيفة "بالكان إنسايت"، إن "الحافلات القادمة من منطقة ريبوبليكا سيرفسكا، يتم إيقافها وتفتشيها. وبالفعل، تم إنزال بعض المهاجرين منها".
لكن المشكلة وفقاً للصحيفة، أن هؤلاء المهاجرين عالقون بين منطقتي "أونا سانا" و"ريبوبليكا سيرفسكا"، فالشرطة في كلا المنطقتين لن تسمح لهم بالدخول.
وعلى الرغم من خطورة الموقف، يستمر المهاجرون في التوافد على بوابات "أونا سانا"، وبسبب عدم قدرتهم على العودة إلى الوراء، تقطعت بهم السبل في العراء، بين نقاط التفتيش المنتشرة في المنطقة.
وأحصى الصليب الأحمر على وجه الخصوص، ما لا يقل عن 60 شخصا، من بينهم عائلات لديها أطفال، محاصرين بين بلدتي "ريبنيك" و"كلجوك"، وكذلك بين "نوفي جراد" و"أوتوكا".
وقامت طواقم الصليب الأحمر على عجل، ببناء كوخ خشبي على جانب الطريق، وذلك بمساعدة عدد من سكان المنطقة المتضامنين، مما أتاح لنحو 30 من هؤلاء المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل، فرصة أن يناموا تحت سقف على الأقل.
وأقام 30 مهاجراً آخراً أسرة مؤقتة حول الكوخ، وناموا في العراء.
ووفقاً للصليب الأحمر، لا توجد أي إجراءات صحية في المكان، على الرغم من استمرار توافد المهاجرين منذ عدة أيام.