هآرتس: سندفع ثمنا باهظا لمحاولة تجاوز الفلسطينيين

2020-08-28

قالت صحيفة إسرائيلية، إن "تل أبيب مخطئة في السعي لاتفاق مع الدول العربية، بينما تتحايل على الفلسطينيين"، وذلك على خلفية اتفاقية التطبيع الأخيرة مع الإمارات العربية المتحدة.

وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال ترجمته "عربي21"، أن المحاولة الإسرائيلية لعزل وإضعاف الفلسطينيين، قد ينتهي بدفعهم نحو "الكفاح العنيف" كملاذ أخير، محذرة في الوقت ذاته أن تجاوز الفلسطينيين سيلقي بآثار باهظة على تل أبيب.

وشددت الصحيفة على أن أي تصعيد من قبل الفلسطينيين، تتحمله إسرائيل بسبب خطواتها مع الدول العربية، مشيرة إلى أن "الاتفاق مع الإمارات رغم أهميته، لكن يجب أن يرافقه مبادرة إسرائيلية لحل القضية الفلسطينية".

وتابعت: "من الرائع زيارة دبي لكن رام الله أهم"، معتقدة أن الإمارات والسعودية تتمتعان الآن بنفوذ كبير على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن السياسية الخارجية للحركة الصهيوينة كانت تتمثل في "إقصاء عرب أرض إسرائيل، وتجاوز قادتهم في البحث عن حلول مع قادة دول الجوار"، معتبرة أن "اتفاقية تل أبيب وأبو ظبي، هي مثال ساطع على هذه المدرسة الفكرية".

ونوهت إلى أن إسرائيل عملت منذ تأسيسها في اتجاهين متناقضين باستراتيجيتها تجاه دول أخرى بالشرق الأوسط، الأول ركز على الجهود المبذولة لحل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، والثاني سعى إلى التوصل إلى اتفاقيات مع دول عربية، على أمل أن يؤدي إخراجها من الصراع إلى إضعاف الفلسطينيين، وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وأكدت الصحيفة أنه "طوال فترة الصراع اختارت إسرائيل السياسة الأولى"، لافتة إلى أن العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات تعود إلى الأيام الأولى من القرن الحادي والعشرين، وقام بها ممثلون عن الموساد الإسرائيلي ووكالات دفاع أخرى.

وأفادت بأن "وزير النقل الإسرائيلي إفرايم سنيه كان أول سياسي إسرائيلي رفيع يزور دبي سرا في عام 2001، بهدف إقامة روابط استخباراتية وأمنية لمواجهة التهديد الإيراني"، مشيرة إلى أنه حدث تغيير كبير في أعقاب وفاة رئيس الإمارات زايد بن سلطان آل نهيان عام 2004، وصعود جيل أكثر جرأة، وخاصة ولي العهد محمد بن زايد.

وأردفت: "ظهرت مؤشرات أولية على التغيير في عام 2005، حينما انسحبت إسرائيل بشكل أحادي من غزة، بمشاركة رجل أعمال إماراتي في مخطط لشراء مستوطنات وبيعها للفلسطينيين، لكن انكشاف الصفقة دفع رجل أبو ظبي للتخلي عنها".

وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، حافظت على علاقات جيدة مع ابن زايد طيلة ولايتها (2006- 2009)، مبينة أن "وثائق ويكيليكس نقلت عن دبلوماسي إسرائيلي كبير قوله؛ إن الإماراتيين يعتقدون أن إسرائيل يمكن أن تعمل بطريقة سحرية في واشنطن".

ولفتت إلى أنه في الماضي كان هناك جدل حول إمكانية تحقيق اختراق بالعلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، مال لم يتم حل المشكلة الفلسطينية، أو على الأقل يتم إحراز تقدم كبير نحو حلها، إلا أن "الاتفاق مع الإمارات وربما مع دول أخرى، يقوض تماما هذا المفهوم الأساسي".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي