المافيا و"اقتصاد كورونا".. خطر خفي يواجه أوروبا

2020-08-28

حالة الاقتضاد زمن كورونا نتج عنها انتعاش شبكات الجريمة المنظمة بأوروبا

قد تتمكن أوروبا من كسب معركتها الصحية مع فيروس كورونا، لكنها قد لا تتخطى بسهولة آثاره الاقتصادية بعد تنامي ثروات شبكات الجريمة المنظمة والزيادة الهائلة في عمليات غسل الأموال في أكبر دول القارة.

في مقال نشرته صحيفة "ليزيكو" (Les Echos) الفرنسية، سلط الكاتب جاك أوبير رودييه الضوء على انتعاش شبكات الجريمة المنظمة بأوروبا في ظل ما أصبح يُعرف بـ "اقتصاد كوفيد" والمخاطر الاقتصادية المحدقة بالقارة في ظل هذا الوضع.

وينقل الكاتب عن الصحفي الإيطالي روبرتو سافيانو -في مقال له بصحيفة "لا ريبوبليكا"(la Repubblica) الإيطالية- قوله إن "اقتصاد كوفيد" تميز بتسارع نمو عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون أو آبل، مقابل انهيار الاقتصاد الحقيقي الذي تمثله الشركات الصغيرة والمتوسطة والمطاعم وشركات النقل.

ويؤكد سافيانو أن "اقتصاد كوفيد" أدى إلى تراكم الثروات لدى شبكات الجريمة المنظمة، وهو ما يهدد أوروبا بأكملها حسب رأيه، وليس إيطاليا فقط، ويرى أن بإمكان أوروبا أن تنجو من آثار كورونا الصحية وتتغلب على الفيروس، لكنها لن تفلت من قبضة "اقتصاد كوفيد" في ظل حجم الأموال الهائل الذي تتداوله المنظمات الإجرامية.

 "اقتصاد كوفيد" أدى لتراكم ثروات شبكات الجريمة المنظمة مما يهدد أوروبا بأكملها (غيتي)

منظمات المافيا

في إيطاليا، تبلغ إيرادات منظمة "ندرانغيتا" (Ndrangheta) نحو60 مليار يورو، في  حين تتراوح إيرادات منظمة "كامورا" (Camorra) بين 20 و35 مليار. لكن الخطر يتخطى هذا البلد -حسب الكاتب- ويشمل دولا مثل ألمانيا التي تتجاهل مخاطر تأثير الجريمة المنظمة على الاقتصاد رغم أنها إحدى أكثر الدول عرضة للخطر، باعتبار سهولة غسل الأموال داخل نظامها المالي.

ووفق منظمة "تاكس جاستس نتوورك" (Tax Justice Network) غير الحكومية، تحتل ألمانيا المرتبة 14 عالميا في مؤشر السرية المالية، متقدمة على بنما صاحبة المركز 15، وجزيرة جيرزي التي تحل بالمرتبة 16.

في هذا السياق، يقول البروفيسور كاي ديتليف بوسمان من جامعة هاله الألمانية "هذا يشكل خطرا خفيا" حيث يقدر أن يبلغ حجم عمليات غسل الأموال في البلاد 100 مليار يورو سنويا.

ويعود سافيانو فيقول إن أوروبا -التي تركز اهتمامها على إحصاء عدد وفياتها جراء فيروس كورونا المستجد- تتجاهل حجم الأموال التي تستثمرها المافيا في مراسم الدفن والجنازات، وفي غسل الأموال عبر إنقاذ الشركات القريبة من الإفلاس. لكنه يرى أن الوقت لم ينقضِ بعد من أجل معالجة الأمر وإنقاذ اقتصاد القارة العجوز.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي