تلمس طريق التغيير عبر الفن..

شابة فلسطينية تجسد أشكال العنف ضد النساء على المسرح

2020-08-16

نجحت الممثلة الفلسطينية لينا العاوور في تجسيد 10 شخصيات داخل مسرحية “ارجموا مريم”، التي تهدف لمناهضة العنف ضد المرأة.

وقالت العاوور (20 عاما) إنها جسدت في المسرحية أبرز الأسباب التي تُقتل في سبيلها المرأة العربية، إما “على خلفية الشرف، أو للحصول على ميراثها، أو بسبب السلطة الذكورية التي تعززّها الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المحيطة بالمجتمع”.

كما أدّت الممثلة الشابة عدة رقصات استعراضية، ضمن الأداء المسرحي، في مشاهد غير مألوفة في مجتمع غزة المحافظ، لتسليط الضوء على اضطهاد المرأة.

وتم عرض المسرحية عدة مرات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، لتوعية الرجال والنساء على حد السواء، بضرورة مناهضة العنف ضد المرأة.

وامتزجت مشاعر الحضور وهم يجلسون أمام خشبة المسرح يتابعون المسرحية، فتارة يجمعون على إطلاق الضحكات، وطورا يشعرون برغبة في البكاء. وخلال ذلك تستفزهم جملة “ارجموا مريم”، ليصرخوا جميعا بصوت واحد، “لا ترجموا مريم”؛ في تعبير عن رفضهم للعنف ضد المرأة.

 

الفلسطينية لينا العاوور تجسّد 10 شخصيات لنساء معنّفات في مسرحية “ارجموا مريم” بهدف مناهضة العنف ضد المرأة.

وترى العاوور أنه بإمكان هذه المسرحية أن تساهم في “إيجاد نوع من التغيير في ما يتعلق بحقوق المرأة، ومنع تعنيفها”.

وأشارت إلى أن “أساس اضطهاد الرجل للمرأة نابع من اضطهاده في خارج المنزل، وهذا ما يدفعه لإسقاط اضطهاده على كائن يشعر بأنه ضعيف كالمرأة، فيبدأ بتعنيفها وقد يؤدي ذلك إلى قتلها”.

وبيّنت أن المسرحية تسلّط الضوء على جرائم قتل النساء بدوافع كثيرة غير معلنة، كالاستيلاء على ميراثها، لكن ما يتم الإعلان عنه هو أن القتل كان بـ”دافع الشرف”.

ولفتت إلى أن المسرحية لاقت إشادات واسعة من الحضور، حيث أجمع معظمهم على أنها “تجسّد واقع المرأة العربية بشكل عام”.

حق المرأة “في عدم التنازل عن حقوقها”

وقال مصطفى النبيه، المخرج وكاتب السيناريو، إن كتابة سيناريو “ارجموا مريم” استمر لمدة عامين، حتّى خرج للجمهور بهذا الشكل الذي وصفه بـ”القوي”.

وتابع “قسمنا المسرح لقسمين، الأول يتحدث عن فساد السلطة، وفساد أدعياء الثقافة والدين والسياسة، أما القسم الثاني فهو يتحدث عن اضطهاد وقتل النساء”.

وأوضح أن الرابط بين القسمين السابقين يكمن في “دور فساد السلطة في تصدير موروث مرضي لبعض فئات المجتمع، يجعلهم في حالة اللاوعي، ما يدفعهم لممارسة أساليب الاضطهاد والتعذيب”.

وتنطلق المسرحية برفض صريح من أب لطفلته التي كانت جنينا في بطن والدتها، حيث كان يعنّف الوالدة بسبب حملها بأنثى. وسلطت المسرحية أيضا الضوء على قضية تعنيف النساء أو قتلهنّ للحصول على ميراثهنّ.

كما ركّزت “ارجموا مريم” على دور المرأة في “اضطهاد نظيراتها من النساء، وتعزيز القوة الذكورية لدى الرجال في المجتمع والتشجيع على التعنيف”، بحسب النبيه. وأضاف “مثلا في المسرحية هناك سيدة كانت تؤيد تعنيف ابنها لزوجته لأنها حملت بأنثى وليس ذكر، وكانت تلومها على ذلك؛ وهذه السيدة كانت تشعر بالاضطهاد أصلا”.

وأشار إلى أن فترة التدريبات والتجهيزات لعرض المسرحية استغرقت مدة 6 شهور، حتّى تخرج بشكّل مؤثر قد يدفع للتغيير الإيجابي في المجتمع.

وكانت الكاتبة الروائية ديانا الشنّاوي مسؤولة عن إدارة المسرحية، من حيث الديكور اللازم والموسيقى.

وأفادت الشنّاوي أنهم شرعوا بـ”اختيار التجهيزات المتعلّقة بعرض المسرحية منذ لحظة انتهاء كتابة السيناريو، والتي استمرت لمدة 6 شهور”.

وبيّنت أن السمة الأبرز للديكور كانت تتسق مع مضمون المسرحية، بحيث يعبّر كل جزء من الديكور عن حالة معينة بالسيناريو المكتوب.

مسرحية توعوية

وتابعت ”جزء من الديكور كان البلاطين الطويلة وفيها دلالة ورمز لسيطرة الرجل على المرأة، وأما الصليب فكان إشارة للاضطهاد والتعنيف”.

كما عُلّقت في خلفية المسرح ملابس بيضاء مُلطّخة بالدماء في إشارة لـ”قتل النساء، وقتل الطهارة”.

وتقول إن هذه المسرحية تهدف للتأكيد على حق المرأة “في عدم التنازل عن حقوقها”، ورسالة للرجل “بضرورة التغيير”.

ويطمح فريق المسرحية لعرضها على مستوى عربي ودولي، أو إتاحتها “مُصوّرة” على شبكة الإنترنت؛ وذلك كونها تجسّد حالة عامة غير خاصة.

وفي مارس الماضي، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان (غير حكومي)، إن عام 2019 شهد مقتل 14 سيدة، بينهن 8 نساء في الضفة الغربية، و6 نساء في غزة؛ منهن 3 نساء قتلن على خلفية ما يسمى بـ”جرائم الشرف”.

وأضاف المركز “خلال العام الماضي وبداية العام 2020، ارتفعت حالات قتل النساء على خلفيات مختلفة”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي