إحياء اتفاق الرياض.. هل ينهي الصراع في جنوب اليمن؟

2020-08-13

حدث تقدم في أواخر يوليو/تموز نحو إحياء اتفاقية الرياض التي تهدف لتهدئة الصراع في جنوب اليمن، وهي الخطة التي تم التوصل إليها بوساطة سعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

يشار إلى أن تعثر اتفاقية الرياض، بين الحكومة اليمنية ممثلة بالرئيس "عبدربه منصور هادي" والمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً برئيسه "عيدروس الزبيدي"، جاء بسبب انعدام الثقة المستشري بين الموقعين وعدم قبول أنصار اليمن الموحد بها، حيث يخشون أن أجندة المجلس الانتقالي الجنوبي لا تتوافق مع هذا الهدف.

ولم يُنفذ اتفاق الرياض بنجاح منذ أن تم الاتفاق عليه، واندلعت اشتباكات في وقت سابق من هذا العام بين القوات الموالية لحكومة "هادي" والقوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين.

كما تصاعدت التوترات في أبريل/نيسان عندما أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي "الحكم الذاتي" في جنوب اليمن، فيما كان مدفوعًا بشكل جزئي بالاحتجاج على فشل حكومة "هادي" في تقديم الخدمات بعد فيضان مدمر ضرب مدينة عدن.

وصعّد المجلس الانتقالي الجنوبي بمصادرة الأموال المخصصة لفرع البنك المركزي اليمني في عدن والمطالبة بدفع رواتب لقواته الأمنية، والتي كان معظمها يواجه تصعيد "الحوثي" في ​​محافظة الضالع ومناطق أخرى في الجنوب.

تدابير بناء الثقة

وعلى الرغم من أن اتفاقية الرياض ليست مثالية، إلا أن الضغط السعودي على الأطراف لإعادة الالتزام بمبادئها قد ساعد في تحفيز بعض تدابير بناء الثقة بين الجانبين.

ففي 29 يوليو/تموز، ألغى المجلس الانتقالي الجنوبي قرار الحكم الذاتي بعد تأكيدات من نائب وزير الدفاع السعودي "خالد بن سلمان"، بأن حكومة "هادي" ستلتزم بإعادة تشكيل مجلس الوزراء بتمثيل متساوٍ من الشمال والجنوب، بما يشمل أعضاء موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي لتمثيل مصالح الجنوب.

وكان هذا بمثابة تنازل سياسي كبير خفف المخاوف بشأن المواجهات العسكرية المحتملة ومستقبل الوحدة اليمنية.

وكان هذا الإنجاز غير متوقع، وأتى بعد تقارير عن الجمود في المفاوضات وزيادة الخطابات المثيرة للانقسامات على الأرض.

فقبل أسبوع من ذلك، تصاعدت التوترات مع اندلاع مظاهرات كبيرة في لحج وحضرموت دعماً لإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الحكم الذاتي، وفي تلك الأثناء، اندلعت احتجاجات مناهضة للمجلس الانتقالي الجنوبي في أبين والمهرة.

واستخدم المجلس الانتقالي التظاهرات كوسيلة ضغط خلال المفاوضات، وهي استراتيجية عملت لصالحه حيث نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في الاحتفاظ بالقوات العسكرية تحت قيادته لحماية المجتمعات الجنوبية من هجمات الحوثيين المحتملة، بعد أن زادت جرأتهم ​​مؤخرًا عقب سيطرتهم على قطاعات من الأراضي التي كانت الحكومة تسيطرعليها في الشمال.

وبالرغم من البيئة الإيجابية والالتزامات المتجددة باتفاق الرياض من كلا الجانبين، إلا أن الامتثال الواسع للاتفاق لا يزال غير مؤكد بسبب الافتقار إلى التأييد الوطني، وخاصة من الخصوم السياسيين للمجلس الانتقالي الجنوبي في المجتمعات الجنوبية والشمالية، والذين يخشون من أن أي صفقة مع المجلس الانتقالي الجنوبي سوف تزيد من تمكين الجماعة وتجلب لها "شرعية غير مستحقة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي