
غادرت العاصمة اليونانية أكبر رحلة جوية لهذا العام (ضمن برناج الأمم المتحدة)، وعلى متنها 134 عراقيا عائدين "طوعيا" إلى بلدهم الأم. وتنضوي الرحلة تحت خطة الاتحاد الأوروبي " بالتخفيف عن اليونان" التي تستقبل عشرات الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء. إلى ذلك، شككت بعض الجمعيات الإنسانية بـ"طوعية الرحلة"، معتبرين أنها نجمت عن الضغوطات والتعقيدات التي تواجه طالبي اللجوء بعد وصولهم إلى القارة الأوروبية.
134 عراقيا، بينهم 36 طفلا وقاصران اثنان غير مصحوبين بذويهم، عادوا إلى بلادهم على متن رحلة غادرت مطار أثينا الدولي يوم الخميس الماضي 6 آب/أغسطس، ضمن ما يعرف باسم "برنامج العودة الطوعية وإعادة الإدماج (AVRR)"، بدعم من المنظمة الدولية للهجرة.
وهي "أكبر عودة طوعية لهذا العام في الاتحاد الأوروبي، والأكبر على الإطلاق لليونان"، وفق تصريح لوزير الهجرة نوتيس ميتاراشي الذي تواجد في المطار.
ونزلت المجموعة الأولى من الركاب في مطار بغداد الدولي، ثم تابعت الطائرة رحلتها وأنزلت المجموعة الثانية في مطار أربيل الدولي. وساعدت المنظمة الدولية للهجرة في اليونان المهاجرين أثناء عمليات التفتيش والتدقييق في المطار حتى صعودهم إلى الطائرة، وقُدمت لكل منهم مساعدة نقدية لمرة واحدة (تترواح قيمتها بين 500 إلى 2000 يورو)، "كمساهمة في نفقاتهم الأولية عند الوصول".
وأقام معظم المهاجرين (العائدين) في جزر ليسبوس وساموس وكوس وخيوس وليروس. وقبلوا في برنامج "العودة الطوعية" لأنهم دخلوا إلى الأراضي اليونانية قبل كانون الثاني/يناير من هذا العام، وهو شرط أساسي لقبول المهاجرين في برنامج العودة.
ستئناف عمليات العودة الطوعية
الهدف بالنسبة إلى وزارة الهجرة اليونانية، هو إعادة 5 آلاف مهاجر خلال الأشهر القليلة المتبقية من عام 2020، "مع إعطاء الأولوية للمهاجرين الموجودين على الجزر اليونانية" حيث يقيم أكثر من 25 ألف طالب لجوء في مخيمات جزر شرق بحر إيجة، التي تبلغ قدرتها الاستيعابية القصوى نحو 5,500 شخص.
الاكتظاظ في الجزر اليونانية ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه طالبي اللجوء المقيمين فيها وفي البر الرئيسي أيضا. فكثير منهم يجدون أنفسهم مشردين من دون سكن أو عمل حتى بعد حصولهم على أوراق رسمية. لكن الوزير اليوناني يرى أنه "بالإضافة إلى حماية الحدود، فإن تخفيف الازدحام عن الجزر والبلد، خطوة بخطوة، يصبح أمرا واقعيا".
ووصف جيانلوكا روكو، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليونان، هذه المبادرة بأنها "خطوة مهمة" نحو استئناف العمليات في خضم جائحة كورونا، بعد أن كان من المفترض تنفيذ الخطة في آذار/مارس الماضي، ورأى أن برامج العودة تزود "المهاجرين بخيار العودة الآمنة".
وقال روكو "فرضت جائحة كوفيد 19 قيودا علينا جميعا، ولكن بالنسبة إلى بعض فئات المهاجرين، فقد أخرت إمكانية عودتهم إلى ديارهم". مضيفا "تمت هذه الخطوة من خلال تعاون السلطات العراقية مع المفوضية الأوروبية والحكومة اليونانية لتخفيف أزمة الهجرة".
سفير العراق لدى اليونان شورش خالد سعيد أوضح أن نحو 4000 عراقي عادوا إلى بلادهم العام الماضي وأرجع ذلك إلى "تحسن الوضع الأمني في العراق".