إسبانيا

ظروف معيشية "مؤسفة" يعيشها العمال المهاجرون

2020-08-10

عامل حقل في اسبانيا

يعاني المهاجرون العاملون في الحقول الزراعية الإسبانية من أوضاع معيشية "متردية" وفق ما ذكرت الأمم المتحدة، محذرة السلطات الإسبانية من تدهور أكبر في أوضاع العمال المهاجرين. سيدو (28 عاما) عامل مهاجر من السنغال، قال خلال حديثه مع مهاجرنيوز "نعيش مثل الحيوانات"، ويحاول الشاب المهاجر تحمل ظروف العيش القاسية منذ أكثر من أربع سنوات، حاله كحال غيره من العمال المهاجرين.

أوليفييه شوتر، المختص بملف حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، حذر السلطات الإسبانية من تدهور أكبر في أوضاع العمال المهاجرين قائلا "على السلطات الإسبانية اتخاذ إجراءات فورية لتحسين الظروف المعيشية للعمال المهاجرين، قبل أن ينتهي الأمر بموتهم جميعا". وكان أوليفييه دعا في حزيران/يونيو الماضي، الحكومة الإسبانية لتوفير الضمان والرعاية الصحية للعمال المهاجرين ولكن يبدو أن الأحوال من سيء إلى أسوأ، وفق ما قاله.

"إن لم تحصد الكمية المطلوبة منك، فستتم معاقبتك

إسبانيا من أوائل الدول الأوروبية في زراعة وتصدير الخضار والفاكهة، تتعدد فيها شركات تشغّل عمالا موسميين في حصاد المزروعات، حظوظ هؤلاء العمال المهاجرين سيئة فحقوقهم منتهكة، بحسب ما أكده لمهاجر نيوز، سيدوا ديبو (28 عاما)، وهو مهاجر سنغالي يعمل في حقول منطقة هويلفا Huelva جنوب البلاد، منذ أربع سنوات

 "لا تعاملنا الشركات كما يجب، إنها لا تعترف بحقوقنا ولا تحترمنا، بل وتضغط علينا للإسراع في إنجاز العمل ونتقاضى أجورا بخسة في النهاية"

سيدوا مهاجر شرعي، حصل على بطاقة إقامته منذ أشهر، لكن ليس لجميع عمال الحقول أوراقا رسمية، ما يدفع بعض أصحاب العمل لاستغلال العمال المهاجرين. يضيف المهاجر الشاب أن إصابات وحوادث العمل ليست غريبه عنه وعن زملائه، ولكن لا أحد يكترث.

 "على سبيل المثال، نصعد سلالم غير متينة أثناء قطاف البرتقال، يصاب كثيرون إثر وقوعهم على الأرض بالإضافة إلى أوجاع نعاني منها أثناء حمل أكياس البرتقال، فوزن الكيس الواحد يمكن أن يصل إلى 25كلغ".

هذا النوع من الانتهاكات أكد عليه ممثل اتحاد العمال الأندلسيين، خوسيه أنتونيو بازو، خلال مقابلة تلفزيونية قال فيها "من لا يبدي نشاطا أثناء العمل يتعرض للمحاسبة، إننا في العصور الوسطى، إن لم تحصد كمية محددة أو عدد محدد من الكيلوغرامات فستتم معاقبتك ومن الممكن أن تبقى من دون عمل ليومين أو ثلاثة، وبالتالي لن يدفع لك أي نقود لتعيش".

 

لا نصل إلى الماء ولا الكهرباء

يعيش سيدو وغيره من العمال المهاجرين في أحياء أندلسية فقيرة، عبارة عن ملاجئ مؤقتة مصنوعة من الخشب والصفيح والبلاستيك. تغيب أساسيات الحياة عن أحيائهم لاسيما الماء والكهرباء.

يقول سيدو "نعيش مثل الحيوانات هنا وهذا ليس بجديد، هكذا هو حال العمال المهاجرين منذ 20 عاما"، مضيفا أنهم استمروا بأداء مهامهم في الحصاد والقطاف والمساهمة بإطعام السكان في فترة الحجر الصحي، أثناء ذروة انتشار فيروس كورونا في البلاد. ويأسف لحال هؤلاء العمال المهاجرين "فالسلطات الإسبانية خصّت الإسبان فقط بإجراءات الحماية من فيروس كورونا. ولم يكترث السياسيون لأوضاع العمال المهاجرين أبدا"

وفي منتصف تموز/يوليو، اندلعت ثلاثة حرائق في أحياء ومخيمات العمال المهاجرين غير الرسمية في جنوب البلاد. ومنذ ذلك الحين، ينام نحو مئة مهاجر في الشارع، أمام مبنى بلدية مدينة ليبي، للمطالبة بحقوقهم وبمساكن آمنة تؤويهم.

وبعد انتقادات عدة وجهتها الأمم المتحدة للحكومة الإسبانية في موضوع العمال المهاجرين، أعلنت إسبانيا أخيرا، إرسال جنود إلى جنوب البلاد لإيجاد مكان مناسب لبناء مخيم للعمال المهاجرين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي