فوضى أكبر تلوح في الأفق بالشرق الأوسط

2020-08-10

إذا كنت تعتقد أن الشرق الأوسط قد وصل إلى الحضيض وقد حان الوقت ليخرج من أزمته أخيرا بعد عقد من الاضطرابات والصراع، فعليك أن تفكر في الأمر مرة أخرى.

وبالنظر إلى الحقائق الاقتصادية والسياسية والمجتمعية في المنطقة فإنها تتحول فقط من رهيبة إلى مروعة، ولا نهاية تلوح في الأفق.

ويمكن للمنطقة أن تخرج عن نطاق السيطرة نحو مستقبل أكثر عنفا وفوضى مع تداعيات دولية غير متوقعة.

وربما تراجعت عمليات القتل والدمار نسبيا في بعض الأماكن في الوقت الحالي، لكن جراح الحرب لا تلتئم بل تتفاقم بسبب جائحة فيروس "كورونا" وما يرتبط به من صعوبات اقتصادية.

وفي عام 2010، كانت المنطقة أيضا تتجه نحو الهاوية، ولكن مع القليل من الضجة، أما اليوم، فالأمور أوضح من ضوء الشمس.

وإذا كانت المواقف الشبيهة بما نحن عليه اليوم قد أدت إلى عقد عنيف ومدمّر، فقد تؤدي أحداث نهاية العالم التي نشهدها اليوم إلى نتيجة أسوأ بكثير.

شتاء حار

وكنت قد كتبت في نوفمبر/تشرين الثاني 2010: "سيكون هذا شتاء حارا"، متنبئا بدرجة الحرارة السياسية للعام التالي.

وقلت حينها: "لن تفعل درجات الحرارة المنخفضة في الشرق الأوسط الكثير لتهدئة ما نتوقع أن يكون فصل شتاء حار. ونظرا لأن عددا من الدول الهشة، أو التي وصلت إلى طريق مسدود، قد زادت بها حدة التوترات بما ينبئ بأزمة كبيرة وصراع وربما عنف رهيب، فمن الأهمية بمكان أن نفكر ونستعد للسيناريوهات المختلفة، بما في ذلك الحرب في أسوأ السيناريوهات".

وكانت قائمة البلدان طويلة، وكانت تشترك في خصائص متشابهة، الانقسام العميق، وإحباط الشعب، والسيادة المعرضة للخطر، وعدم الاستقرار، وخطر الصراع والعنف بين الدول وداخلها.

وربما عانت المنطقة بشكل رهيب خلال القرن الماضي، ولكن لم يبد الشرق الأوسط بائسا للغاية كما كان في العقد الأول من القرن الـ21، حيث نخب الحكم الفاسدة للغاية، والتوترات الشديدة، وانتشار الفقر على نطاق واسع.

وفي غضون أشهر، اندلعت الاحتجاجات الشعبية في كل مكان تقريبا، ما أدى إلى "الربيع العربي" القصير، الذي سرعان ما أعقبه مواسم مضطربة جعلت المنطقة في حالة من الفوضى والعنف.

واليوم، كما في ذلك الوقت، يكمن الغضب واليأس في كل زاوية في الشوارع، وفي مطلع هذا العقد، تماما كما في مطلع العقد السابق، تواجه المنطقة أزمة اقتصادية عالمية.

ومرة أخرى، لا تعاني دول الشرق الأوسط من عدم الكفاءة والقمع والفساد في أنظمتها فحسب، بل تعاني أيضا من السياسة الخارجية الأمريكية الحمقاء والمتهورة التي تدعم المستبدين وتثير عدم الاستقرار.

لكن الآن، على عكس ما كان عليه الحال في ذلك الوقت، لا تعاني المنطقة من صراع دام عقدا واحدا بل عقدين، وأضيف لها الحروب الأهلية، والحروب بالوكالة، والحروب الإمبريالية، التي تركت سوريا وليبيا واليمن والعراق في حالة يرثى لها.

وفي الواقع، لا ترقى الكآبة في عام 2010 إلى مستوى الاكتئاب والغضب الشديدين في عام 2020. 

لقد مهد مزيج الفساد السياسي والشلل الجيوسياسي والكساد الاقتصادي الطريق لوحشية وعنف غير مسبوقين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي