«كورونا» يعمق مأساة البرازيل مع اقتراب عدد الوفيات من 100 ألف

2020-08-06

برازيليا - يواصل فيروس «كورونا» المستجد حصد الأرواح بعد ظهوره منذ 6 أشهر في البرازيل؛ حيث يقترب عدد الوفيات من مائة ألف، في ما عدّه الخبراء مأساة في غياب سياسة صحية وطنية.

وقال عالم الاجتماع سيلسو روشا دي باروس لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها مأساة حقيقية، وهي واحدة من أسوأ ما شهدته البرازيل على الإطلاق»، بينما يحصي هذا البلد؛ الذي يبلغ عدد سكانه 212 مليون نسمة، نحو ألف وفاة يومية منذ أكثر من شهر.

وسجلت البرازيل أول إصابة مؤكدة في 26 فبراير (شباط) الماضي في ساو باولو وأول وفاة في 16 مارس (آذار) الماضي في هذه المدينة الكبيرة.

وقال عالم الأوبئة في «جامعة ساو باولو» باولو لوتوفو: «في ذلك الوقت، كانت البرازيل قد بدأت تنظيم نفسها لمكافحة الوباء»، لكن مؤشرات الوفاة والإصابات ارتفعت منذ ذلك الحين، وتثير مشاهد الدفن السريع الذي يستمر 6 دقائق فقط في ساو باولو والمقابر الجماعية في ماناوس الهلع.

وأصبحت البرازيل، في يونيو (حزيران) الماضي، ثانية الدول الأكثر تضرراً من الوباء بعد الولايات المتحدة، ومن المتوقع تجاوز عتبة المائة ألف وفاة في نهاية الأسبوع.

ورأى لوتوفو أن غياب تنسيق الحكومة أحبط فعالية رد الفعل السريع لرؤساء البلديات وحكام الولايات، الذين اتخذوا تدابير احتواء صارمة إلى حد ما في مارس الماضي وزادوا عدد الأسرّة في العناية المركزة.

وقلل الرئيس جاير بولسونارو مراراً من أهمية «الإنفلونزا الصغيرة» التي أصيب بها هو وزوجته، كما رفض تدابير الإغلاق بحجة حماية الاقتصاد، وأصر على فعالية عقار «هيدروكسي كلوروكين»، رغم تأكيد عدم نجاعته علمياً.

وقبل أسبوع، عندما تجاوزت الوفيات في البلاد عتبة التسعين ألفاً، قال الرئيس الذي لم يعرب قط عن تعاطفه مع الضحايا أو الطاقم الطبي المنهك: «هذا الفيروس الجميع سوف يصابون به يوما ماً، ممَّ تخافون؟».

وقال عالم الاجتماع سيلسو روشا دي باروس إن «الحجر ليس أمراً طبيعياً، ويجب أن ينسّقه زعيم يتمتع بمصداقية سياسية»، وأضاف: «يجب أن نشرح للمجتمع أن الأمر في غاية الصعوبة، لكنه ضروري، وإلا فسيموت كثيرون. في البرازيل، يجري تمرير الرسالة المعاكسة».

ووسط أزمة صحية عاصفة، غادر وزيران للصحة مؤيدان لفرض إجراءات عزل الحكومة في أقل من شهر، منذ منتصف مايو (أيار) الماضي، ولا أحد يشغل حقيبة هذه الوزارة الرئيسية التي عُيّن فيها جنرال بصفة موقتة.

وبضغط من بولسونارو، بدأت عملية فك الإغلاق التي اعتبرها المختصون خطوة متسرعة، في يونيو بمعظم الولايات، من دون أي تنسيق على الصعيد الوطني، رغم الزيادة الحادة في أعداد الإصابات والوفيات. وأثارت صور الشواطئ والحانات المكتظة جدلاً حول اللامبالاة الواضحة للمجتمع البرازيلي تجاه المأساة. وقد أصاب الفيروس بشكل خاص السكان السود والمحرومين، واجتاح الأحياء الفقيرة حيث يتجمع أكثر البرازيليين حرماناً.

وفي غابات الأمازون، أودى الوباء بحياة كثير من السكان الأصليين الذين يفتقرون إلى الرعاية الصحية، بينهم زعماء قبائل.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي