الخطر الأطول عمرًا.. أشياء قد لا تعرفها عن النفايات النووية

مصدر: Four things you didn’t know about nuclear waste
2020-08-03

كثيرًا ما نصادف خلال قراءتنا معلومات تتعلق بتخزين النفايات النووية، وعلى الرغم من أن بعض ما نسمعه صحيح، فإنها قد تستغرق آلاف السنين حتى تتحلل، وقد يكون التعرض لأخطر أنواعها، حتى ولو لفترة وجيزة، مميتًا، فإن الأمر يتضمن كذلك الكثير من المعلومات الخاطئة.

تقول الدكتورة لورا ليي، الباحثة في الهندسة النووية بجامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، والمتخصصة في تطوير نظم التخلص من النفايات النووية: إنها صادفت الكثير من الهراء خلال السنوات العشر التي قضتها في العمل والبحث في مجال النفايات النووية، مضيفة أن الأمر ليس بالسوء الذي تُصوره القصص المخيفة.

وفي التقرير، المنشور على موقع شبكة «ذا كونفرسيشن» في نسختها البريطانية، ترى الكاتبة أنه مع اضطرار المملكة المتحدة وغيرها من البلدان إلى تحديد أماكن لإنشاء الجيل القادم من مرافق التخلص من النفايات النووية، فإن هذه التصورات الخاطئة قد تكون ضارة للغاية.

في البداية، تذكر لورا أنه يمكن تعريف النفايات النووية بأنها أي شيء يأتي من موقع مرخص له بالتعامل مع المواد النووية التي لم تعد مفيدة، أما النفايات المشعة فهي أي شيء غير مفيد ويُطلق أيضًا إشعاعات مؤينة ضارة. لذا، فإن الهدف من هذا التقرير هو توضيح بعض الأمور المتعلقة بهذه الأنواع من النفايات.

النفايات النووية لا تتوهج

هذا ليس فيلمًا وثائقيًّا: فنظراء هومر سيمبسون (في المسلسل الكوميدي عائلة سيمبسون، يعمل هومر في محطة طاقة نووية) في الحياة الحقيقية لا يتعاملون باستمرار مع أشياء متوهجة. وإذا ما رأيت مفاعلًا نوويًّا، أو بعضًا من برك التبريد التي تحتوي على نفايات مشعة، فسترى بالفعل وهجًا أزرق اللون، إلا أن هذا الوهج لا يصدر مباشرة من المواد المشعة، بل يصدر من الماء، وذلك عندما تنبعث الجسيمات المشحونة، مثل الإلكترونات، من المواد المشعة بسرعات عالية للغاية. ويبطئ الماء سرعة هذه الجسيمات المشحونة عن طريق امتصاص بعض طاقتها، وإطلاق هذه الطاقة على شكل ضوء، وهذا هو ما يجعل الماء المحيط ببعض الأجسام المشعة يبدو شديد التوهج.

وتوضح الكاتبة أنك إذا كنت تعتقد أن التوهج سيكون أخضرَ وليس أزرقَ، فيجب أن تعلم أن جذور هذه الأسطورة ربما تعود إلى استخدام مواد مشعة لصنع طلاء يتوهج في الظلام. وأضافت أن العديد ممن أُطلق عليهن اسم «فتيات الراديوم» توفين في الولايات المتحدة، في عشرينيات القرن الماضي، بعد لعق فُرش الطلاء في مصانع كن يعملن فيها لتزويد الساعات بنوع من الطلاء يتوهج في الظلام.

ولا تُحفظ في براميل النفط

قالت لورا إن الصور الشائعة عن النفايات النووية تشير إلى وضعها في براميل تشبه إلى حد ما براميل النفط، موضحة أن النفايات الناتجة من الصناعة النووية تتخذ أشكالًا عديدة، ولا تشبه معظم هذه الأشكال النفط في الواقع.

وتابعت قائلة إن بعض الأشياء تُصنف نفايات مشعة؛ لأنها مغطاة بجسيمات مشعة خطيرة تصعب إزالتها. ويتضمن ذلك أشياءً مثل مرشحات فتحات التهوية، والبدلات التي ارتداها العمال لمنع الجسيمات من الوصول إلى جلدهم، كما تشمل أيضًا بقايا المعادن والرمال المستخدمة في عمليات معالجة المياه، والركام.

وأوضحت أن المواد المشعة حقًّا تأتي من الوقود النووي المُستهلك، والمُكون في معظمه من اليورانيوم الذي استُخدم داخل المفاعل، والذي خضع بعضه لتحلل إشعاعي يحوله إلى عناصر كيميائية مختلفة. وأشارت إلى أن هذا الوقود المُستهلك يُذاب في حمض، بحيث يمكن استخراج العناصر الكيميائية المفيدة منه، واستخدامها في صنع وقود جديد.

وبعد ذلك، يجري تحويل النفايات السائلة المتبقية مرة أخرى إلى مادة صلبة (زجاج)، مما يجعل من السهل التعامل معها. ولا يشغل هذا النوع من النفايات حيزًا ماديًّا كبيرًا، إلا أنه يُمثل مصدر معظم النشاط الإشعاعي في مخزون المملكة المتحدة.

تعبأ وفقًا لمعايير عالية جدًّا

وقالت كاتبة التقرير إن معظم أنواع النفايات الصلبة تُوضع في وعاء أسطواني بسعة 500 لتر، ثم يُصب فوقها نوع خاص جدًّا من الإسمنت وبكمية معينة، ثم يتدفق هذا الإسمنت حول النفايات ويحولها إلى كتلة قوية وصلبة ومقاومة للإشعاع إلى حد كبير مقارنة بغيرها من المواد، مثل البلاستيك.

وأضافت أن بعض أنواع النفايات تُسحق في آلة متخصصة قبل عملية صب الإسمنت. وفي الحالات التي يجري فيها تحويل النفايات السائلة إلى زجاج، يجب أن تستوفي أولًا بعض معايير الجودة، مثل مقدار الطاقة التي يمكن أن تنبعث من النظائر المشعة. وتضمن هذه المعايير إمكانية تخزين النفايات بأمان لفترة طويلة.

وأوضحت أن بعض النفايات مُشع للغاية لدرجة أنه يصبح ساخنًا، مضيفة أن الوقود النووي المُستخدم يحتوي على الكثير من العناصر المشعة المختلفة، والتي يتحلل بعضها بسرعة كبيرة. وعندما تتحلل، فإنها تنتج الكثير من الطاقة التي يمكن لمحيطها أن يمتصها، مما يجعلها دافئة.

نعم.. يمكن التعامل مع بعضها بأمان

تؤكد الكاتبة أن الإشعاع موجود في كل مكان حولنا، فهو ينبعث من الصخور الموجودة في الأرض، ومن الفضاء، ومن بعض الإجراءات الطبية مثل الأشعة السينية. وتوضح أنك إذا تعرضت للكثير من الإشعاعات، فإنها ستتسبب في حدوث ضرر، إلا أنه يمكن التعامل مع كميات صغيرة منها بأمان، وهذا هو السبب في أن العاملين في مجال الإشعاعات يلتزمون بحدود معينة.

وأوضحت أنه يُسمح للشخص الذي يتعامل مع الإشعاعات بالتعرض لجرعة تبلغ 20 مللي زيفرت سنويًّا (الزيفرت هو مقياس النشاط الإشعاعي). وبالمقارنة، تُصدر الأشعة السينية التي تُجرى على الصدر جرعة إشعاع تبلغ 0.1 مللي زيفرت.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي