"التبت".. سر أغلقت بسببه الصين قنصلية أميركا في تشنغدو!

2020-07-25

يبدو أن قرار الولايات المتحدة بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن وتنفيذه لن يمر مرور الكرام عند بلد المليار أبداً، فقد ردت بكين بخطوة مماثلة وأغلقت القنصلية الأميركية في تشنغدو، جنوب غرب البلاد.

وعلى الرغم من أن أميركا بررت قرار الإغلاق بدور القنصلية في التجسس لصالح الحزب الحاكم في الصين، إلا أن بكين لم تقدم سببا لقرارها بل قالت إن "التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية للصين وإلحاق الضرر بالمصالح الأمنية الصينية" وراء المشكلات.

إغلاق نقطة مراقبة التطورات!

وتعليقاً على هذا الأمر، أفاد تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، بأن قرار بكين ليس من شأنه فقط إبعاد الدبلوماسيين الأميركيين عن عاصمة مقاطعة سيتشوان، وإنما إغلاق نقطة رئيسية لمراقبة التطورات في منطقة التبت المجاورة، حيث تغطي قنصلية تشنغدو المهمات الدبلوماسية في 4 مناطق أخرى منذ افتتاحها في عام 1985، وهي مناطق تشونغتشينغ، وقويتشو، ويوننان، وسيتشوان.

كما أوضح أن من ضمن مهمات القنصلية متابعة حالة حقوق الإنسان في التبت، حيث كانت جهود بكين في قمع المعارضة التبتية، محط توتر بين الصين والدول الغربية منذ فترة طويلة.

للوم فقط

وعن سبب اختيار بكين لقنصلية تشنغدو، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، والذي يعمل حاليا مستشارا لشركة الاستشارات "مكلارتي أسوشياتس"، جيمس غرين، للوكالة "لقد أرادوا جعل الأمر أكثر إيلاما بالنسبة لأميركا، فاختاروا تشنغدو"، مضيفاً: "ما يهتم به الصينيون أكثر، وما يهمنا أكثر، هو ما نفعله خارج تشنغدو، التي تتبع التبت"، مشيرا إلى أن هذا النوع من الإغلاقات يعد قطعا بين الولايات المتحدة وعلاقتها بالتبت.

القنصلية الصينية في هيوستن

أهمية القنصلية

بدوره، أوضح جيف مون، الذي عمل قنصلا للولايات المتحدة في تشنغدو من 2003-2006، لشبكة "سي أن أن" الأميركية، أن " قنصلية تشنغدو هامة بالنسبة للولايات المتحدة، لأنها القنصلية الوحيدة في غرب الصين"، حيث يعمل عدد من الشركات الأميركية المهمة، كجزء من استراتيجية إعادة التطوير الرئيسية التي تجريها بكين.

يشار إلى أن البيت الأبيض كان حث الصين الجمعة على عدم الرد بالمثل، بإصدار أمر بإغلاق القنصلية الأميركية في تشنغدو، ردا على إغلاق واشنطن لقنصلية بكين في هيوستون بولاية تكساس.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون أوليوت "جاء تحركنا للتوجيه بإغلاق القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في هيوستون لحماية الملكية الفكرية الأميركية والمعلومات الخاصة للأميركيين".

وأضاف "نحث الحزب الشيوعي الصيني على وقف هذه الأعمال الخبيثة بدلا من الرد بالمثل".

توتر متصاعد

بالمقابل، طلبت الصين من الولايات المتحدة الجمعة، إغلاق قنصليتها في مدينة تشنغدو غربي الصين، في خطوة من شأنها تصعيد وتيرة النزاع بين البلدين.

وجاءت هذه الخطوة ردا على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الأسبوع، إغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن، بعد أن اتهمت واشنطن عملاء صينيين بمحاولة سرقة أبحاث طبية في ولاية تكساس.

وما يزال العالم يقف حائراً ينتظر طريقة ما تنهي هذه الخلافات بين بلد الخمسين ولاية وبلد المليار العالقة منذ أشهر.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي