رئاسيات أميركا.. كاميلا هاريس قد ترافق بايدن خلال حرب الانتخابات ضد ترامب

2020-07-22

محمد المنشاوي

يترقب الأميركيون عموما والديمقراطيون بشكل خاص إعلان مرشحهم لرئاسة البلاد، جو بايدن، عن هوية الشخص الذي سيرافقه في السباق، مرشحا لمنصب نائب الرئيس.

وتتصدر كاميلا هاريس، السيناتورة الديمقراطية من ولاية كاليفورنيا قائمة الأوفر حظا بالترشح لمنصب نائب الرئيس رفقة بايدن لمواجهة الثنائي الجمهوري دونالد ترامب ونائبه مايك بنس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويتوقع أن يعلن بايدن عن هوية نائبه قبل انعقاد المؤتمر القومي العام للحزب الديمقراطي من 17 إلى 20 من الشهر المقبل.

وتشير تقديرات أغلب الخبراء الديمقراطيين إلى أنه ومع اكتساح بايدن لكل استطلاعات الرأي على المستوى القومي، تقل الحاجة لأن يختار نائبة له تضمن له الفوز بإحدى الولايات المتأرجحة.

ويرى هؤلاء الخبراء أن بايدن لا يركز في تقييمه على شخص يساعده كنائب الرئيس فقط، بل اختيار مرشحة مؤهلة لقيادة دفة الحكم في الولايات المتحدة وقد تصبح لاحقا أول سيدة تصل للمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

طفولة مختلفة

ولدت هاريس يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 1964 في منطقة سان فرانسيسكو لأب أسود من دولة جامايكا وأم هندية. والدها دونالد كان خبيرا اقتصاديا، وكان يُدرس في جامعة ستانفورد العريقة، والدتها شيامالا، عملت باحثة في مجال السرطان وحصلت على الدكتوراة من جامعة بيركلي الشهيرة.

خلال طفولتها دأبت هاريس على الذهاب إلى كنيسة لأميركيين من أصول أفريقية بصحبة والدها، كما صحبتها والدتها لمعابد هندوسية.

انفصل والداها وعمرها سبع سنوات، وانتقلت مع والدتها وأختها الوحيدة التي تصغرها بثلاث سنوات إلى مدينة مونتريال الكندية حيث مقر عمل والدتها الجديد في جامعة ماكجيل.

وانتظمت هاريس في حياتها كتلميذة في مدارس أغلب طلابها من البيض بنسب تتخطى 95% حتى أنهت تعليمها الثانوي.

جامعة

كبرت كاميلا هاريس في عالم معظمه أبيض من حولها، ثم ذهبت إلى جامعة يكثر بها عدد الأميركيين من أصل أفريقي.

أرادت هاريس أن تقترب من حياة الأميركيين من أصل أفريقي، وانضمت لجوهرة تاج الجامعات السوداء في هوارد، حيث تعد الجامعة بمثابة هارفارد للأميركيين من أصول أفريقية.

وعندما يتحدى أي شخص هويتها العرقية كسيدة سوداء، تشير هاريس إلى السنوات الأربع التي قضتها في جامعة هوارد. ثم درست هاريس القانون في كلية هاستينغز بجامعة كاليفورنيا.

سجل وظيفي

خاضت هاريس انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2020، وانسحبت مبكرا، وأعلنت تأييدها لاحقا لجو بايدن.

جرى انتخابها عام 2016 سيناتورة عن ولاية كاليفورنيا، وتعد هاريس ثالث امرأة تشغل منصب السيناتورة من ولاية كاليفورنيا.

وتشتهر هاريس بتبنيها تشريعات مهمة لبرامج الرعاية الصحية، ولها سجل جيد لمساعدة المهاجرين غير النظاميين للحصول على إقامة قانونية.

عملت منذ عام 1990 في مكتب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، وفي مكتب المدعي العام لمدينة سان فرانسيسكو.

وشغلت هاريس بين عامي 2004 و2011 منصب المدعية العامة لمدينة سان فرانسيسكو، ثم شغلت بين عامي 2011 و2017 منصب النائبة العامة (وزيرة العدل) لولاية كاليفورنيا، كبرى الولايات الأميركية.

هاريس والسياسة الخارجية

كانت معارضة هاريس القوية لقرار ترامب بحظر دخول المسلمين من عدة دول في يناير/كانون الثاني 2017 نموذجا لقدرتها على المواجهة في الصراعات السياسية، وذلك لخبرتها السابقة كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا.

وتشغل هاريس عضوية عدة لجان مهمة بمجلس الشيوخ، منها اللجنتان القضائية والمالية وكذلك لجنتا الأمن الداخلي والاستخبارات.

ويعرف عن هاريس معارضتها القوية للسياسات الصينية تجاه حقوق الإنسان خاصة ما يتعلق بمسلمي الإيغور في غرب البلاد، وتناصر حقوق سكان هونغ كونغ، وتعارض ممارسات الصين التجارية غير العادلة.

وعارضت هاريس التقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ، إذ ترى أن ترامب غير مؤهل للتعامل مع دكتاتور محنك مثل الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وتعارض هاريس مواقف ترامب المعادية للصدام مع حلف الناتو، كما تعارض تقارب ترامب غير المبرر من روسيا وعلاقاته الجيدة برئيسها فلاديمير بوتين.

العلاقة مع إسرائيل

وبخصوص السلام في الشرق الأوسط، تعد هاريس من أقوى المؤيدين لإسرائيل، وتؤمن بحل الدولتين كمعادلة لإنهاء الصراع.

وتحدثت عامي 2017 و2018 في مؤتمر منظمة أيباك، أكبر لوبي إسرائيلي في الولايات المتحدة. وعبرت عن معارضتها لاستمرار بناء مستوطنات إسرائيلية في أراضي الضفة الغربية.

وتطالب هاريس بألا يكون دعم إسرائيل الكامل قضية حزبية، وتنادي بالدعم الأميركي الكامل لإسرائيل.

إيران

وأيدت هاريس الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، واعترضت على انسحاب إدارة ترامب منه لاحقا، وترى ضرورة التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين لضمان تنفيذ إيران لتعهداتها.

وبخصوص السعودية، تبنت هاريس مواقف متشددة من المملكة، خاصة بعد مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.

وتعارض هاريس بشدة حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ودعمت قرارات حظر تصدير السلاح للسعودية بسبب حرب اليمن وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

وخلال تلك الفترة، تبنت هاريس الكثير من التشريعات للتأكيد على حقوق الأطفال وحقوق المثليين جنسيا، وبرامج الإصلاح الجنائي والمطالبة بوقف عقوبة الإعدام وحماية المستهلكين والحفاظ على الخصوصية.

مرشحة تقدمية؟

وصفت هاريس نفسها بأنها تقدمية خلال فترة عملها كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا. وفي حين أنها دفعت إلى اليسار في قضايا مثل زواج المثليين وعقوبة الإعدام، كانت تغضب الليبراليين في بعض الأحيان برفضها الذهاب إلى أبعد من ذلك.

وأثناء حملتها الرئاسية، تعتبر السيناتورة هاريس نفسها أنها تستطيع حل المشاكل بصورة عملية، وفي نواح كثيرة، فإنها تمثل كيف انتقل الحزب الديمقراطي إلى اليسار على نطاق واسع، حتى لو ظلت معتدلة بصورة أكثر من نجوم التيار التقدمي بالحزب.

وتمثل هاريس صوة قريبة من صورة أميركا الديمغرافية التي يزيد فيها بصورة سريعة نسبة السكان من غير البيض إلى إجمالي السكان.

وبسبب خلفيتها القانونية، يراها البعض النقيض الطبيعي للرئيس ترامب، حيث إنها شخص يؤمن بسيادة القانون، ولا تخشى مواجهة المتنمرين، كما أنها لا تخشى التحدث بموضوعية عما يجب أن يكون.

حظوظ الاختيار

ترى كاميلا هاريس أنها تستطيع جذب المعتدلين الديمقراطيين التقليدين، إضافة إلى جذب أنصار التيار التقدمي المتزايد قوة داخل أوساط الحزب.

وقد يتهم البعض هاريس بالتأرجح بين مواقف سياسية متعارضة تجاه القضية ذاتها، ومع ذلك، فإن مهاراتها الحادة في النقاش وشخصيتها القوية جعلتها منافسة وخصما عنيدا خلال فترة وجودها القصيرة في مجلس الشيوخ.

ويشير شين ماكولي، خبير استطلاعات الرأي بالحزب الديمقراطي، أن بايدن سيختار شخصية سياسية ولن يختار مرشحة طبقا للون بشرتها أو خلفيتها العرقية.

يبقى أن تقنع هاريس المرشح الديمقراطي جو بايدن وكبار مساعديه أن بإمكانها جذب الناخبين السود والشباب والنساء للتصويت للديمقراطيين بنسب أكبر كثيرا من تلك التي حصلت عليها خلال حملتها الرئاسية.

ويشبه الكثير من الخبراء حال إقدام بايدن على اختيار هاريس بحالات اختيار الرئيس السابق رونالد ريغان لأكبر خصومه في الانتخابات التمهيدية، جورج بوش الأب، نائبا له في سباق انتخابات 1988، أو اختيار بيل كلينتون غريمه آل غور نائبا له في سباق انتخابات 1992.

وعندما سئلت هاريس عن هجومها الشديد خلال المناظرات الرئاسية الأولى ضد منافسها جو بايدن، ردت بكلمة واحدة تشير فيها إلى أنها كانت "مناظرة"!







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي