معتقلة بسبب واجباتها المدرسية وشجارها مع أمها! قاضية ترفض الإفراج عن قاصر، وتظاهرات لإطلاق سراحها

2020-07-22

في حادثة غريبة، قررت قاضية في ولاية ميشيغان الأمريكية عدم الإفراج عن تلميذة تبلغ من العمر 15 عاماً محتجزة منذ شهر مايو/أيار الماضي بمركز خاص بالأشخاص القصر، وذلك بسبب إهمال واجباتها المدرسية وشجارها المتكرر مع أمها.

الطفلة السمراء، واسمها الأوسط "غرايس"، قالت للمحكمة، الإثنين 20 يوليو/تموز 2020، إنها تفتقد أمها، لكنها حاولت أن تظهر متماسكة قائلة: "أستطيع التحكم في نفسي، ويمكنني أن أكون فتاة مطيعة" بسحب ما نقله موقع "بي بي سي عربي".

مبررات عدم الإفراج: أما عن دوافع القاضية التي رفضت الإفراج عن الطفلة، فقالت ماري إيلين برينان إن المراهقة تستفيد من برنامج خاص لعلاج المقيمين وغير مستعدة بعد للعودة إلى أمها، مضيفة أن احتجاز الفتاة يصب في مصلحتها.

هذه الواقعة أدت لاندلاع احتجاجات ومزاعم بأن الأمر متعلق بالعنصرية.

فقالت إذاعة ميشيغان إن القاضية خاطبت غرايس قائلة: "لا شك أنني إذا استجبت لطلبك بإطلاق سراحك اليوم، فإنني سأضر بمصلحتك".

كما أضافت القاضية برينان أيضاً أن الشرطة سجلت عدة محاضر لحوادث شجار بين الأم وابنتها، وأن احتجازها جاء نتيجة لكل هذا.

القاضية من جهتها بررت احتجازها بالقول: "لم تُحتجز لأنها لم تنجز واجباتها المدرسية… وإنما احتُجزت لأنها شكلت تهديداً على أمها".

وخاطبت القاضية أيضاً القائمين على المراقبة العامة الذين تعاملوا مع حالتها، قائلة إنها (أي القاضية) "لن تتأثر بالصخب العام أو الخوف من الانتقاد".

وخرجت القضية إلى العلن لأول مرة في تقرير نشره الموقع الإخباري الأمريكي "بروبوبليكا".

حالة المراهقة داخل السجن: ووصف الموقع في أعقاب مقابلات مع أم غرايس، كيف أن المراهقة تعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) وتشكو أصلاً من اضطرابات سلوكية.

يذكر أن غرايس وُضعت تحت المراقبة في منتصف أبريل/نيسان من طرف محكمة للقُصر، أصدرت قرارها بعد اتهام غرايس بالاعتداء والسرقة السنة الماضية، وكان من ضمن متطلبات الإفراج المشروط عنها التزامها بإنجاز الواجبات المدرسية.

موقع بروبوبليكا ذكر أن بداية الإفراج المشروط لغرايس تزامنت مع الأيام الأولى من تطبيق إنجاز الواجبات المدرسية عن بعد في ميشيغان.

لكن وفي منتصف شهر مايو/أيار، قالت القاضية برينان من محكمة الأسرة بمقاطعة أوكلاند عند النظر في قضيتها لتحديد فيما إذا كانت قد أخلّت بشروط الإفراج عنها: "إنها مذنبة بسبب تقاعسها عن تسليم أي واجبات مدرسية والاستيقاظ من النوم للذهاب إلى المدرسة"، واصفة غرايس بأنها "تشكل تهديداً على المجتمع المحلي" بسبب التهم السابقة ضدها.

احتجاجات تطالب بالإفراج عنها: لم يمر هذا الأمر مرور الكرام في ميشيغان، فقد خرج مئات الطلبة في مسيرة خارج مدرسة غرايس للمطالبة بالإفراج عنها، رافعين لافتات كُتبت عليها شعارات "حياة السود مهمة" إلى جانب لافتات "أفرجوا عن غرايس".

بدا الغضب واضحاً على المشاركين في المسيرة، فقد قالت شيري كرولي، إحدى الأمهات، لقناة تلفزيونية محلية: "أعرف أن غرايس، البالغة من العمر 15 عاماً، لو كانت فتاة بيضاء، لم تكن لتجلس في مركز احتجاز القُصَّر".

كما لم يقتصر الأمر على المظاهرات، فقد وقع آلاف الأشخاص أيضاً على عريضة بالإنترنت للمطالبة بالإفراج عنها.

ورغم كل ذلك، فإن غرايس ستبقى في السجن لشهرين آخرين على الأقل، فقد أفادت تقارير صادرة عن الإعلام المحلي بأن جلسة أخرى للنظر في قضيتها بعد شهر سبتمبر/أيلول.

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي