احذر الفخ بعد تخفيف الحظر .. عروض السفر الرخيصة طريقك للإصابة بكورونا

2020-07-11

ماري هارون

في الوقت الذي تضج فيه مجموعات السفر والترحال مؤخرا بعروض السفر المغرية، أطلقت كافة المنظمات المعنية بالصحة العامة محاذير حول التجمعات والتنقل لا سيما بعد تخفيف معظم دول العالم الحظر وإجراءات الحجر الصحي.

 وبينما يصارع المسؤولون في حرب ضروس بين إنقاذ الاقتصاد والحفاظ على صحة العامة، فقد تقرر إعادة فتح الدول والمنشآت السياحية تدريجيا وبحذر، آملين استعادة عهدهم بالتشغيل السياحي الكامل. ولكن، مع الترويج للعروض السياحية المختلفة، كيف تختار الآمن منها؟

وجهة السفر

وحددت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية "CDC" قائمة دول تُحدث يوميا عن معدلات انتشار جائحة كورونا "كوفيد-19" تحذر من خلالها من السفر إليها لأمور غير ضرورية، كما منعت الولايات المتحدة دخول أية أجانب قضوا آخر 14 يوما بتلك البلاد لما تمثله من فرصة كبيرة في زيادة تفشي الفيروس، وضمت القائمة بتاريخ 9 تموز/يوليو البلدان التالية:

البرازيل، الصين، إيران.

الدول الإسكندنافية (فنلندا، النرويج، السويد).

الدول الأوروبية (إسبانيا، إيطاليا، فرنسا).

المملكة المتحدة (بريطانيا، إيرلندا).

وقد حذرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأميركية من السفر عبر وسائل النقل المختلفة وخاصة الحافلات، وأوضحت أن السفر بالحافلة لأي مدة مهما قصرت غير آمن، وذلك لضيق المكان وانعدام التهوية الجيدة، ويعد السفر بالطائرة أقل خطورة حال تم اختيار أحد خطوط الطيران الآمنة والتي تضع المحاذير القصوى مثل عدم تناول الطعام على الطائرة وحجز مقاعد أقل لتسمح بالتباعد الاجتماعي.

وبعكس الحافلات، تحتوي الطائرات على منقيات هواء من الفيروسات وتعيد تدوير الهواء لتنقيه من غالبية الفيروسات، لكن تكمن المشكلة في احتمالية وجود الأفراد واختلاطهم بمسافة تقل عن ستة أمتار، وهو الأمر الذي لا يزال يعتبر مصدرا محتملا للعدوى، كما حذرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأميركية من استخدام المراحيض العامة لارتفاع خطر الإصابة بالعدوى.

الإقامة والوصول

لم يعد اختيار فندق الإقامة بنفس المعايير التي تتضمن السعر ومدى قربه من المزارات ومحطات المواصلات فحسب، فقد فرضت الجائحة توصيات جديدة، أهمها عدم الحجز مطلقا في حجرات مشتركة أو استخدام المراحيض المشتركة، لما تحمله تلك الغرف من احتمال جلب أشخاص من كافة الجنسيات بنفس الغرفة واستخدامهم نفس المرحاض ومن ثم ارتفاع نسب احتمالية العدوى.

وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية الأميركية باختيار فنادق تجبر الطاقم والنزلاء على استخدام الأقنعة وتراعي محاذير التباعد الاجتماعي في الردهات وصالات الطعام، كما يجب التأكد من معايير مكافحة العدوى في كل من حمامات السباحة والساونا ومراكز التجميل والرياضة، والتي لا ينصح باستخدامها في الفترة الحالية.

المزارات وأماكن التنزه

يعتبر البعض الشواطئ المفتوحة ملاذا آمنا نظرا لكونها في الهواء الطلق، إلا أنها قد تحتوي على عوامل شديدة الخطورة مثل الطاقم الفندقي الموجود بها واختلاط النزلاء ببعضهم البعض واحتمالات مشاركة الطعام والألعاب الشاطئية وحتى المقاعد المخصصة لحمامات الشمس مع الآخرين، لذلك يجب الحفاظ على كافة المحاذير حتى في المناطق المفتوحة.

لا يختلف الأمر كثيرا عن حمامات السباحة رغم وجود مادة الكلور بالمياه، إلا أنها غير موجودة بالجو، ويجب الحفاظ على مسافات التباعد الاجتماعي وتجنب ابتلاع المياه من حمامات السباحة أو استخدام المراحيض العامة. كما ينصح بارتداء أقنعة الوجه فور الخروج من المياه مباشرة لتجنب فرص العدوى قدر الإمكان.

تأجير السيارات والدراجات

يشاع استخدام خدمات تأجير السيارات والدراجات أثناء السفر، لذلك يجب الحفاظ على تهوية جيدة لتجنب العدوى حال ركوب أي سيارة مع غرباء، وذلك بفتح كافة النوافذ الموجودة وتجنب استخدام مكيف الهواء تماما، مع ارتداء الأقنعة وتجنب لمس أي شيء، أما حال تأجير السيارة أو الدراجة بمفردك فيمكنك تعقيمها بالكحول أو الكلور المخفف بالمسح على أماكن المقابض وغسيل اليد جيدا قبل وبعد القيادة لتجنب انتقال العدوى من قائد المركبة السابق.

تجربة جزر المالديف

تعيد جزر المالديف فتح أبوابها لاستقبال السائحين بعد شهور من الإغلاق، وهي المرة الأولى في تاريخ الجزر التي تعتمد على السياحة في ثلثي دخلها القومي، وترفع السلطات العديد من الإجراءات بدءا من 15 يوليو/تموز في كافة المنتجعات السياحية والبواخر الفندقية لمدة أسبوعين، وبعدها يمكن للسائحين الدخول إلى بيوت الضيافة والتي ستفتح أبوابها في الأول من أغسطس/آب.

وتعد المنتجعات السياحية والبواخر الفندقية أماكن معزولة تماما عن السكان المحليين، وبذلك يمضي السياح فترة الحجر الصحي 14 يوما من الرحلة السياحية بمعزل عن السكان.

وقد سجلت المالديف 2491 إصابة بكورونا، وتحتوي الجزر على ثمانية مستشفيات فقط، يوجد اثنان بالعاصمة "ماليه" وستة بالأقاليم، وتحتوي كل جزيرة على مركز صحة أسرة به طبيب واحد على الأقل.

ورفعت العديد من المنتجعات الفاخرة شعار "خال من كوفيد-19) لإعادة التشغيل، ووضعت سياسات صارمة للنزلاء منها إجراء اختبار للكشف عن فيروس كورونا PCR فور الوصول وإعادته كل أربعة أيام، كما تفرض إجراءات حظر تام على النزلاء داخل الفيلات الضخمة والمنعزلة عن باقي المنتجع، حيث تمنع تماما التواصل المباشر مع النزلاء، الأمر الذي كان سببا رئيسا في اعتبارها وجهة الأغنياء والمشاهير بحثا عن الخصوصية، ويعد اليوم ملاذا آمنا بعيدا عن الوباء، لكن تتراوح تكلفة هذا النوع من المنتجعات من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف دولار في الليلة الواحدة.

ومازالت منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأوبئة والوقاية منها توصي بالتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة وتجنب التنقل قدر الإمكان، نظرا لوجود العديد من حاملي المرض دون أعراض لكنهم ما زالوا قادرين على نقل العدوى في صمت، الأمر الذي يجعل الاختلاط بالغرباء وعدم الالتزام بالمسافات الآمنة مصدرا محتملا للعدوى.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي