ترمب من أمام جبل راشمور: لن نسمح بثورة يسارية متطرفة

2020-07-04

بندر الدوشي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الجمعة 3 يوليو 2020، من أمام جبل راشمور في داكوتا الجنوبية إدانته الكاملة لـ"الفاشية اليسارية المتطرفة" والدفاع عن "القيم الأميركية".

وأعلن ترمب وسط هتافات وتصفيق المئات من الحضور وخلفه نصب الآباء المؤسسين أنه "لن يتم تدنيس هذا النصب أبداً، هؤلاء الأبطال لن يتم تشويههم أبداً. ولن يُدمَّر إرثهم أبداً. ولن ننسى إنجازاتهم أبدا كما أن جبل راشمور سوف يقف إلى الأبد كتحية أبدية لأجدادنا ولحريتنا".

وأكد الرئيس أن الهجمات الأخيرة على الآثار في البلاد، إلى جانب "إلغاء الثقافة" وصعود الإيديولوجية الماركسية وحركة "حياة السود" (BLM)، كانت أعراض "ثورة ثقافية يسارية" تهدد "بالإطاحة بالثورة الأميركية". وتدعو "حركة السود" صراحة إلى تدمير "بنية الأسرة الأميركية"، التي قال ترمب إنها في الواقع "حجر الأساس للحياة الأميركية".

وقال ترمب: نحن نركع فقط لله"، في إشارة واضحة إلى الرياضيين الذين يركعون احتجاجا خلال النشيد الوطني. وقال "لن يرهبنا الناس السيئون والأشرار لن يحدث ذلك".

ووصف ترمب الجهود المعارضة والاحتجاجات كشكل من أشكال "الشمولية" و"هجوم على حريتنا الرائعة"، ووعد بأنها "ستتوقف بسرعة كبيرة".

وقبل ساعات من حديثه، سخرت "سي إن إن" CNN، ورددت صدى صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times، التي وصفت جبل راشمور "كنصب تذكاري لمالكي العبيد في الأراضي الأصلية المسروقة".

وقال ترمب، في إشارة إلى جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وثيودور روزفلت وأبراهام لينكولن: "تهاجم هذه الحركة علانية إرث كل شخص على جبل رشمور"، معلنا عن خطط لإنشاء "نصب تذكاري جديد لعمالقة ماضينا".

وقال إنه سيوقع أمرا تنفيذيا لإنشاء حديقة وطنية للأبطال الأميركيين.. "حديقة خارجية واسعة" لعرض تماثيل "أعظم أميركيين على الإطلاق".

وأضاف: "من هذه الليلة ومن هذا المكان الرائع ، دعونا نمضي قدماً متحدين في هدفنا ونكرس عزمنا وسنرفع الجيل الماضي من الوطنيين الأميركيين".

وجاءت تعليقات ترمب بعد سلسلة من الاحتجاجات وأعمال الشغب في جميع أنحاء البلاد التي أدت إلى تدمير العديد من المعالم الأثرية، فضلا عن إنهاء عمل أكاديميين رفيعي المستوى وخبراء في السياسات لمجرد تحديهم حياة السود.

وقال ترمب، وسط هتافات USA: "إنهم يريدون إسكاتنا"، مضيفا: "لكننا لن نسكت.. نريد نقاشاً حراً ومفتوحاً، وليس إلغاء الثقافة.. وهدفهم ليس أميركا أفضل.. هدفهم هو إنهاء أميركا.. ولكن مثلما كان الحال في القرون الماضية، فإن الشعب الأميركي سيقف في طريقه".

وأشاد ترمب على وجه التحديد باعتقال مكتب التحقيقات الفدرالي مؤخراً "منفذي" العديد من الهجمات على التماثيل، فضلاً عن أمره التنفيذي بزيادة العقوبات على أولئك الذين يشوهون المعالم الأثرية.

وقال: "الليلة، ونحن نجتمع هنا الليلة، هناك خطر متزايد يهدد كل نعمة ناضل أسلافنا من أجلها، وناضلوا، ونزفوا من أجل تأمينها"، محذراً من محاولة منسقة "للقضاء على تاريخنا.. وتلقين أطفالنا". وكانت تلك إشارة واضحة إلى قرار المدارس العامة بتدريس معلومات كاذبة من "مشروع 1619" لصحيفة "نيويورك تايمز" حول حياة السود. وقد اعترفت مؤلفة هذا المشروع بالعنصرية المعادية للبيض، وفضح المؤرخون الادعاءات الأساسية للمشروع.

وتابع الرئيس وسط التصفيق قائلا: "إنهم يعتقدون أن الشعب الأميركي ضعيف وناعم ومنقاد.. لكن لا، الشعب الأميركي قوي وفخور. ولن يسمحوا بأن تؤخذ منهم بلادنا وقيمها وتاريخها وثقافتها".

وقال ترمب إن "أولئك الذين يسعون إلى محو تراثنا يريدون من الأميركيين أن ينسوا عزتنا وكرامتنا العظيمة، حتى لا نتمكن بعد الآن من فهم أنفسنا أو مصير أميركا".

وقال ترمب إن الوقت قد حان لكي يستجمع السياسيون الأميركيون الشجاعة لمواجهة هذه اللحظة.

وتابع: "من أجل شرفنا، ومن أجل أبنائنا، ومن أجل أطفالنا، يجب أن نحمي ونحافظ على تاريخنا وتراثنا وأبطالنا العظماء".

اعتقال متظاهرين

وكانت بلدة كيستون الصغيرة، التي تقع على بعد ميلين من النصب التذكاري، عجت بالناس يوم الجمعة على أمل إلقاء نظرة على الألعاب النارية والرئيس. وارتدى الكثيرون قمصانا وقبعات مؤيدة لترمب، لكن قليلون ارتدوا الأقنعة.

وجذب هذا الحدث الآلاف من المتفرجين، معظمهم بدون أقنعة، حتى مع ارتفاع حالات الفيروس التاجي في جميع أنحاء البلاد. وتحدث الرئيس قبل عرض كبير للألعاب النارية، وهو الأول الذى يُقام فى الموقع منذ أكثر من عقد.

وقبل ساعات من وصول ترمب، أغلق المتظاهرون طريقاً يؤدي إلى النصب. وعملت السلطات على نقل المتظاهرين، ومعظمهم من الأميركيين الأصليين الذين كانوا يحتجون على أن التلال السوداء في داكوتا الجنوبية قد أُخذت من الشعب ضد اتفاقات المعاهدات. وأُلقي القبض على نحو 15 متظاهراً بعد أن رفضوا المغادرة بعد موعد نهائي فرضته الشرطة للمغادرة.

وتلقى ترمب عرضاً للدعم من ولاية داكوتا الجنوبية، حيث باع الحزب الجمهوري في الولاية قمصاناً تظهر ترمب على النصب التذكاري إلى جانب جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وثيودور روزفلت وأبراهام لينكولن.

وكانت الحاكمة الجمهورية كريستي نويم، حليفة ترمب، قالت إن التباعد الاجتماعي لن يكون مطلوباً خلال الحدث وإن الأقنعة ستكون اختيارية. وكان منظمو الحدث خططوا لتوفير أقنعة لأي شخص يريدها وخططوا لفحص الحضور لأعراض كوفيد-19.

وفي خطابه، ابتعد ترمب إلى حد كبير عن الإشارات إلى فيروس كورونا، وركز بدلاً من ذلك على تاريخ البلاد - ودروسه في الوقت الحاضر.

وأضاف: "لن نتنازل أبدا عن الروح والشجاعة وقضية الرابع من تموز/يوليو 1776"، وأضاف "على هذه الأرض سنقف بحزم لا يتزعزع".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي