فرنسا: فوز فيليب في الانتخابات البلدية.. نعمة أم نقمة على ماكرون؟

2020-06-30

يبدو أن فوز رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي جرت يوم الأحد الماضي في مدينة لوهافر، سيعقد من مهمة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يؤكد مراقبون أنه كان ينوي إعطاء فترته الرئاسية، التي وصلت إلى منتصفها، زخما جديدا عبر التعديل الحكومي واختيار شخصية مغايرة لما يجسده فيليب من قيم سياسية وخيارات اقتصادية، ليعبّد من خلالها الطريق نحو الفوز بفترة رئاسية ثانية.

ويرى مراقبون أن الرئيس ماكرون أمام خيارين أحلاهما مر: إما الحفاظ على إدوار على رأس الحكومة وينسف بذلك حظوظه في إحداث تغيير نوعي في الأداء في الأجندة  السياسية، أو أن يقرر استبدال فيليب بشخصية أخرى.

لكن أصواتاً داخل الأغلبية الحاكمة تخشى في الوقت ذاته من أن يتحول رئيس الحكومة إلى منافس جدي في الانتخابات الرئاسية المقبلة مستغلا شعبيته التي تفوق شعبية رئيس الجمهورية، خاصة فيما يتعلق بإدارته لأزمة وباء كورونا.

لذلك يعتقد البعض أن الأمر يتجه إلى نوع من التعايش السياسي بين رئيس جمهورية يريد التقرب أكثر من  الخضر واليسار، خاصة بعد الانتصارات لأنصار البيئة في الانتخابات البرلمانية والبلدية. ورئيس حكومة خرج قويا من أزمة كورونا والانتخابات المحلية، ويرفض الانعطافة الحكومية نحو الخضر.

وقالت صحيفة لوفيغارو اليمينية في عددها الصادر اليوم، إنه من الواضح أن الرئيس الفرنسي يريد التقرب من الخضر وقلب صفحة الانتكاسة في الانتخابات البلدية؛ وهذا ما يفسره تعهد يوم أمس بتطبيق  الغالبية العظمى للمقترحات التي ظهرت في اتفاقية باريس للمناخ.

وأمام هذه المعادلة التي أكدت عن وجود نواقص سياسية خطيرة في حزب الرئيس ماكرون “الجمهورية إلى الأمام” الذي فشل في عملية إرساء التجذر الإقليمي، حيث تكبد مرشحوه هزائم مدوية بما في ذلك في باريس وليون ومارسيليا، رغم بعض التحالفات أحيانا، يجد الرئيس ماكرون نفسه أمام هامش مناورة ضيق قد يحتاج منه إلى دهاء سياسي من نوع خاص ليحصل من جديد على ثقة الفرنسيين.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي