مدير «الصحة العالمية» حذّر من ازدياد «كورونا» سوءاً على مستوى العالم

ولايات أميركية تبحث إعادة فرض القيود... وتحذير من «بؤر» أوروبية

2020-06-26

سياح يتنزهون في أحد شوارع سان أنطونيو بتكساس الأربعاء (أ.ب)لندن - واشنطن - حذّرت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس 25-6-2020 من تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد مجدداً في أوروبا، بعد أيام من الإعلان عن بؤر جديدة في إيطاليا وألمانيا، فيما تواصل الدول إجراءات رفع العزل. فيما شهدت الولايات المتحدة تسارعاً مقلقاً في وتيرة الإصابات؛ خصوصاً في جنوب البلاد، ما أدى إلى فرض قيود مجدداً.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن جائحة فيروس كورونا تنحسر في أوروبا، لكنها تزداد سوءاً على مستوى العالم؛ حيث من المتوقع أن يصل عدد حالات الإصابة بالفيروس إلى 10 ملايين الأسبوع المقبل، وأن يصل عدد الوفيات إلى 500 ألف. وأضاف تيدروس، في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مع أعضاء في لجنة الصحة بالبرلمان الأوروبي، أنه عند انتهاء الجائحة، ينبغي ألا يعود العالم إلى وضعه السابق، وإنما يتعين أن يؤسس «وضعاً جديداً» يكون أكثر عدالة ومراعاة للبيئة، ويساعد على التصدي لتغير المناخ.

من جهته، ورغم انحسار الوباء أوروبياً، حذّر مدير فرع أوروبا في منظمة الصحة العالمية، هانز كلوغ، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، من كوبنهاغن، من ارتفاع معدل الإصابات اليومية في القارة. وقال: «الأسبوع الماضي، شهدت أوروبا ارتفاعاً في عدد الإصابات اليومية للمرة الأولى منذ أشهر (...) شهد 30 بلداً ارتفاعاً في عدد الإصابات التراكمية خلال الأسبوعين الماضيين»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الأوروبية. وأضاف أنه «في 11 من هذه الدول، أدّى تسارع العدوى إلى انتشار كبير مجدداً، يمكن في حال عدم السيطرة عليه أن يدفع الأنظمة الصحية إلى استنفاد طاقاتها مرة أخرى في أوروبا». وأشاد في المقابل بردّ الفعل «السريع» من دول مثل بولندا وألمانيا وإسبانيا، في مواجهة انتشار الحالات الجديدة «في المدارس ومناجم الفحم وأوساط الإنتاج الزراعي». وكانت ألمانيا أعلنت الثلاثاء للمرة الأولى عن إعادة فرض حجر على مستوى محلي شمل 600 ألف شخص.

في المقابل، تواصل دول أوروبية تخفيف إجراءات العزل، كما تستعد لإعادة فتح حدودها الخارجية الشهر المقبل. وفي باريس، صعد أمس نحو 50 سائحاً إلى برج إيفل الذي أعاد فتح أبوابه جزئياً في حدث حضره صحافيون من العالم أجمع. وأوضح المسؤولون أنه سيكون من الممكن فقط الصعود إلى الطابق الثاني عبر السلالم في الوقت الحالي. وفي أوائل يوليو (تموز)، إذا سمح الوضع الصحي بذلك، يمكن إعادة فتح المصاعد إلى الطابق الثاني. إلا أن المشهد لم يكن كما العادة، فالحشود الكبيرة التي كانت تتوافد في السابق لترى هذا المعلم في قلب باريس غابت في هذا اليوم.

وفي بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً من «كوفيد - 19»، حذّرت الأوساط الطبية من موجة ثانية للوباء، مع استعداد البلاد لتخفيف القيود على الأنشطة التجارية بحلول 4 يوليو. كما حذّرت مدينة بورنموث من الاكتظاظ الشديد الذي شهده شاطئها، أمس، وأول من أمس.

في سياق متصل، أوصت وكالة الأدوية الأوروبية، أمس، بالسماح بـ«تسويق مشروط» لعقار «رمديسيفير»، المضاد للفيروسات في الاتحاد الأوروبي لعلاج المصابين الأكثر تضرراً من «كوفيد - 19». ومن المتوقع أن تحظى هذه التوصية لاستعمال «رمديسيفير» بموافقة المفوضية الأوروبية «في الأسبوع المقبل».

من جهة أخرى، تشهد الولايات المتحدة تسارعاً، وصفه مسؤولو الصحة بـ«المقلق» في الإصابات، ما دفع ولايات نيويورك ونيوجيرسي، وكذلك كونيكتكت المجاورة، التي تضررت كثيراً من انتشار وباء «كوفيد - 19»، الأربعاء، إلى فرض حجر صحي على الأشخاص القادمين من بعض الولايات التي يتسارع فيها المرض. ويشكل اقتراب عدد الإصابات الجديدة من مستويات قياسية، مع تسجيل 36 ألف إصابة في 24 ساعة، الأربعاء، مؤشراً جديداً على تصاعد الوباء في البلاد.

من جهته، حذّر الحاكم الجمهوري لولاية تكساس، غريغ أبوت، من أنه «في حال لم نتمكن من إبطاء انتشار الفيروس في الأسابيع المقبلة، فسيكون علينا إعادة النظر في كيفية إبقاء المتاجر مفتوحة»، مضيفاً: «لأنه إذا لم يتم احتواء الوباء في الأسبوعين المقبلين، فسيخرج عن السيطرة». كما نقلت وسائل إعلام محلية، أمس، أن أبوت علّق العمليات الجراحية الثانوية في الولاية. بدوره، أعلن متنزه «ديزني لاند» في كاليفورنيا المغلق منذ أكثر من 4 أشهر، أنه سيؤجل إعادة فتح أبوابه أمام العموم التي كانت مرتقبة في 17 يوليو في انتظار موافقة السلطات الصحية.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت، الأربعاء، من أن العالم سيتجاوز الأسبوع المقبل عتبة 10 ملايين إصابة بـ«كوفيد - 19»، فيما لم يبلغ الوباء ذروته بعد في أميركا اللاتينية. وفي الكاريبي وأميركا اللاتينية، بؤرة الوباء حالياً، تجاوزت الحصيلة الثلاثاء 100 ألف وفاة، أكثر من نصفها في البرازيل.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي