هل نرى واقع العالم أم نعيش في وهم؟ باحثو "جون هوبكنز" يجيبون

2020-06-17

تمكن فريق بحثي من نطاقات مختلفة بجامعة جون هوبكنز، وهي العلوم الإدراكية والأعصاب والفلسفة، من الإجابة عبر تجربة علمية عن سؤال فلسفي طالما تسبب في حيرة المفكرين: هل نرى واقع العالم الحقيقي أم نرى ما تريد أدمغتنا أن تراه بغض النظر عن هذا الواقع؟

معالجان في الدماغ

تقول الفرضية الرئيسية إن هناك نوعين من المعالجة في أدمغتنا، الأول له علاقة بالبيانات القادمة من العالم الخارجي عبر وسائل الحس مثل السمع أو البصر، والثاني له علاقة بخبرة أدمغتنا السابقة عن هذا العالم.

على سبيل المثال، نميل نحن البشر -بحكم الخبرة- إلى رؤية العملات المعدنية الواقفة على حافتها دائرية، حتى لو قرر أحدهم أن يُميل العملة لليمين أو اليسار قليلا.

فرغم أنها من المفترض أن تبدو بيضاوية فإن أدمغتنا ستستخدم معلوماتها المسبقة عن العملات لجعلنا نراها دائرية ونفترض أنها فقط مائلة لليمين أو اليسار.

وبحسب الدراسة الجديدة، التي نشرها هذا الفريق في منشورات الأكاديمية الوطنية للعلوم "بي إن إيه إس" (PNAS) وأعلن عنها في الثامن من يونيو/ حزيران الجاري، استخدم باحثو جامعة جون هوبكنز تلك الفكرة لبناء تسع تجارب لفحص قدرة البشر على التمييز بين الواقع والوهم.

 هناك نوعان من المعالجة بأدمغتنا الأول له علاقة بالبيانات القادمة من العالم الخارجي عبر وسائل الحس والثاني له علاقة بخبرتنا السابقة 

العملات المائلة

استخدمت التجارب نوعين من العملات، الأول عملات دائرية حقيقية تمت إمالتها لليسار أو اليمين قليلا، والثاني تمت صناعته بشكل مخصوص ليكون في الأساس بيضاوي الشكل، ثم وضعت تلك العملات إلى جوار بعضها البعض أمام أعين المشاركين في التجارب.

وتقول النتائج إن المشاركين في التجارب لم يتمكنوا من التمييز بين العملات البيضاوية حقا وتلك التي تمت إمالتها، حيث رأوا كل العملات دائرية، وحصلوا على النتائج نفسها من تجارب حاسوبية صنعت العملات خلالها عبر برامج رسومية.

يشير ذلك إلى أن النوع الثاني من المعالجة، في أدمغتنا، يميل للانتصار ليصنع العالم أمام أعيننا كما يريد لا كما هو في الواقع الموضوعي.

العلم يجيب الفلسفة

يميل فريق كبير من الباحثين في نطاق علوم الأعصاب إلى صحة تلك الفرضية، والتي يمتد تاريخها إلى القرن 19 حينما افترض هيرمان فون هيلمهولتز، الطبيب والفيزيائي والرياضي الألماني، أن ما ندركه ليس الواقع بل هو أفضل تخمين ممكن عن هذا الواقع.

لكن اللافت للانتباه في هذه التجربة بشكل خاص أنها المرة الأولى التي تصمم فيها التجارب بناء على أساسات فلسفية، فكأنها المرة الأولى التي يحاول فيها الباحثون اختبار الفلسفة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي