هآرتس: ضمّ إسرائيل للضفة يعني مواجهة حرب بمشاركة حزب الله وحماس وإيران

2020-06-15

يحذر الكاتب تشاك فريليتش من أن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضمّ أراض في الضفة الغربية إلى إسرائيل، من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب في المنطقة المتعددة الجبهات خلال أسابيع، يشارك فيها حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس وإيران.

ويقول الكاتب في مقال نشرته له صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن إسرائيل تقف أمام عاصفة في أصعب الفترات على الإطلاق، فهي ما بين أزمة اقتصادية جراء فيروس كورونا وهجوم نتنياهو على سيادة القانون.

غير أن الكاتب يقول إن خطة نتنياهو لضم أراض بالضفة الغربية يمكن أن تقود إسرائيل إلى شفا الحرب وما بعدها.

ويضيف أن نتنياهو ما إن نجح في نزع فتيل العوائق السياسية لحكمه المستمر، وبدأت الأزمة السياسية والقضائية بشأن محاكمته؛ حتى بدأ

بحملة قوية لتقويض النظام القضائي وسيادة القانون، وذلك من أجل إنقاذ نفسه من عقوبة السجن المحتملة.

اهتزاز الركائز

ويشير الكاتب إلى أن ما سماه بالركائز الأساسية للديمقراطية الإسرائيلية ستهتز حتى النخاع، وذلك بالتزامن مع ما يتسبب به وباء الفيروس التاجي من أزمة اقتصادية غير مسبوقة في إسرائيل، ، حيث وصلت نسبة البطالة المروعة إلى 25٪.

ويضيف أن تأثير حُزم التحفيز الحكومية في إسرائيل جاء مخيبا للآمال على الاقتصاد حتى الآن، وأن الاقتصاد العالمي في حالة كساد شديد.

ويقول إنه مع نفاد إعانات البطالة وبدء الإسرائيليين في تقدير عمق الأزمة بشكل كامل في الأسابيع المقبلة، فإن الركائز الأساسية للمجتمع الإسرائيلي ستهتز بشدة.

وبحسب الكاتب، فإن إسرائيل تقف أيضا أمام عدد من التحديات الأمنية، وبعضها "صناعة ذاتية"، مما يهدد بتغيير وجه المنطقة ويؤدي إلى تفاقم عزلة إسرائيل ونزع شرعية خطوتها على المستوى الدولي وقيادتها، وربما بعد ذلك إلى شفا الحرب.

اختبار عصيب

ويقول إن الركائز الأساسية للأمن الإسرائيلي ستكون تحت اختبار عصيب، حيث قد تكون إسرائيل أمام فرصة فريدة لضم الضفة الغربية من جانب واحد، أو أجزاء منها، وإن الاستجابات الإقليمية والدولية ستكون صامتة، على غرار تلك التي أعقبت اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وضم مرتفعات الجولان.

وأما العالم العربي فلم يكن يوما أضعف مما هو عليه اليوم، وهو أقل قدرة على القيام برد فعل فعال، وأما إيران فمشغولة بأزمة كوفيد-19 فيها والأزمات الاقتصادية والقيادية، كما أن المجتمع الدولي منشغل بهذه القضايا أيضا.

ويقول إن ضمّ الضفة الغربية قبل كل شيء يحظى بموافقة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ويضيف أن الفلسطينيين أعلنوا بالفعل أنهم لم يعودوا يعتبرون أنفسهم ملزمين باتفاقيات أوسلو، وأنهم ينهون التعاون الأمني مع إسرائيل.

تصاعد العنف

ويقول إنه على افتراض أن الفلسطينيين سيردون على عملية ضمّ الضفة الغربية إلى إسرائيل، كما هم معتادون، فإن تصاعد العنف والإرهاب سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى استعادة النظام، وربما حتى استعادة السيطرة على مناطق تتجاوز تلك المخطط لضمها.

ويقول إن جوَّ الفوضى الناتج عن هذه الخطوة قد يخلق ظروفا تاريخية، أبرزها أن ضمّ الضفة الغربية بأكملها يضع حدا للتطلعات الفلسطينية لإقامة دولة هناك إلى الأبد، والأمر الثاني يتمثل في خلق الاضطرابات في الأردن، سواء كان ذلك استجابة مباشرة، أو بسبب التدفق اللاحق للاجئين من الضفة الغربية.

ويشير الكاتب إلى أن قرار ضمّ الضفة الغربية قد يؤدي إلى بدء مسار من الأحداث التي تتدهور بسرعة وتؤدي إلى تجديد السيطرة الإسرائيلية على أكثر من 2.5 مليون فلسطيني، وهو ما من شأنه أن يشكل عبئا اقتصاديا لا يطاق.

ويقول إن تكلفة الاقتصاد الإسرائيلي ستكون بالمليارات، وإنه ستكون هناك حاجة إلى الموارد اللازمة لمواجهة البطالة والصحة والتعليم والبنية التحتية وغيرها.

حماس وحزب الله

ويضيف أن ضمّ الضفة الغربية سيجعل من الصعب على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاستمرار في الحفاظ على الهدوء النسبي الذي ساد في الآونة الأخيرة، وسيؤدي كذلك إلى التصعيد مع حزب الله اللبناني ، وحتى ربما مع القوات الإيرانية المنتشرة في سوريا.

ويقول إن إسرائيل بعد أسابيع قليلة من الضمّ ستجد نفسها في خضم مواجهة غير مسبوقة متعددة الجبهات، فحزب الله وحده لديه ترسانة من 130 ألف صاروخ.

كما أن العلاقات الأمنية التي تمّ تكوينها بشق الأنفس ولا تقدر بثمن مع الأردن ومصر ستتأثر، وأن معاهدتي السلام لكليهما ستخضعان لاختبار شديد، وهو ما قد يجبر مصر والأردن على إلغائهما على عكس مصالحهما ورغبتهما.

ويضيف الكاتب أن التعاون المتزايد بين إسرائيل والسعوديين ودول الخليج الأخرى التي توليها إسرائيل أهمية كبيرة، سوف يتراجع أو قد يتوقف، على الرغم من العدو الإيراني المشترك.

عين العاصفة

وأما بالنسبة لإيران، فإن ضمّ إسرائيل للضفة الغربية من شأنه أن يوفر فرصة غير متوقعة لتعزيز "محور المقاومة".

ويشير الكاتب أن الوجود العسكري الإيراني في سوريا مستمر في النمو، على الرغم من أفضل جهود إسرائيل.

ويقول إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن إيران رفعت بشكل أساسي القيود التي فرضتها على نفسها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه يبدو أن الولايات المتحدة وإيران تتجهان إلى مسار تصادم.

ويوضح أن الجانبين تبادلا بالفعل سلسلة من الضربات العسكرية العام الماضي، وقد يتم الوصول إلى نقطة أزمة في أكتوبر/تشرين الأول القادم أو قبل ذلك، في ظل النية الأميركية المعلنة مؤخرا بالسعي لتمديد عقوبات مجلس الأمن على مبيعات الأسلحة التقليدية إلى إيران.

ويقول إنه مهما كانت الأحداث نتيجة ضمّ إسرائيل للضفة الغربية، فستكون النتائج بالنسبة لإسرائيل كبيرة وستضعها أمام عين العاصفة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي