يتسابقون لشراء الأحذية والحقائب والمجوهرات الثمينة.. الصينيون ينفقون بشكل “انتقامي” بعد أزمة كورونا

2020-06-12

قالت شبكة CNN الأمريكية إن الصينيون بدأوا أخيراً يتخطَّفون الأحذية والحقائب والمجوهرات الثمينة من على أرفف المتاجر؛ مما منح صناعة البضائع الفارهة أملاً في التعافي بعد جائحة فيروس كورونا المستجد.

مع ذلك، لا يزال ينتظر العلامات التجارية الرائدة طريق شاق، وربما يتعين عليها إعادة التفكير في سبل إدارة أعمالها حتى تصمد أمام الضربة التي لحقت بمبيعاتها في جميع أنحاء العالم هذا العام، إلى جانب التغير في عادات التسوق في كثير من الاقتصادات التي تخشى الركود.

ارتفاع في المبيعات بعد الأزمة: العديد من شركات البضائع الفاخرة أبلغت عن ارتفاع في مبيعاتها في الصين هذا الربيع، مع خروج الأشخاص من حالة إغلاق استمرت لأسابيع مثيرين ما وصفه بعض المحللين بموجة "إنفاق انتقامي"، وهو التنفيس عن مطالب مكبوتة بمجرد السماح للأشخاص بالخروج إلى الشوارع.       

شركة تيفاني للمجوهرات، كشفت هذا الأسبوع، أنَّ الصين تمثل نقطة لامعة لأعمالها، وأوضحت أنَّ حجم مبيعات التجزئة ارتفع بنسبة 30% في أبريل/نيسان، و90% في مايو/أيار مقارنة بنفس الشهرين العام الماضي.

يأتي هذا بالرغم من تراجع بنسبة 40% في إجمالي مبيعات تيفاني عالمياً في شهر مايو/أيار.

إذ قال المدير التنفيذي للشركة، أليساندرو بوغليولو، خلال استعراض أرباح الشركة يوم الثلاثاء 6 يونيو/حزيران، "أداؤنا التجاري في الصين، وهي أول سوق يتضرر من الفيروس، يشير إلى أنَّ هناك تعافياً قوياً قادماً".

شركات أخرى رددت تصريحات مشابهة إذ صرَّحت شركة بيربري الشهر الماضي، بأنَّ نسب مبيعات ثيابها وأحذيتها وحقائبها في الصين "تجاوزت بالفعل العام السابق، وتستمر في إظهار اتجاهاً إيجابياً".

وفي هذا السياق، كتب لوكا سولكا، محلل في شركة Bernstein، في مذكرة نُشِرت أواخر الشهر الماضي: "تشير البيانات إلى أنَّ الصين في حالة تعاف". كما أنشأ الباحثون في شركته "مؤشر تعاف" لتتبع ثقة المستهلكين، الذي يشير إلى تحسن كبير في هذا الشعور بين المتسوقين الصينيين خلال شهر مايو/أيار.

"الإنفاق الانتقامي": ونظراً لهذا الارتفاع الأخير، يمكن أن تكون الصين السوق الوحيد الذي تشهد فيه متاجر التجزئة الفاخرة تحسناً كبيراً هذا العام، وفقاً لكلاوديا داربيتسيو، شريكة في شركة Bain الاستشارية.

في تصريح لموقع CNN Business، قال إدواردو أوسوريو، مؤسس علامة الأحذية التجارية Aquazzura: "في الواقع، الوضع إيجابي جداً جداً. لطالما كانت الصين واحدة من الأسواق ذات المستهلكين سريعي الاستجابة، وتحديداً أكثر من أي وقتٍ مضى".      

أما العملاء الصينيون فقد ينفقون المزيد من الأموال على السلع بينما يمكثون في منازلهم؛ لأنهم لا يستطيعون السفر بهذه السهولة. ووفقاً للمحللين، فإنَّ ثلثي مبيعات المتسوقين الصينيين تحدث عادةً خارج الصين.

فلافر روبرتس، رئيس أبحاث البضائع الفاخرة في شركة Euromonitor قال: "بدلاً من الذهاب في عطلة، قد يبتاعون حقيبة من شانيل"، وأضاف أنَّ هناك ارتفاعاً طفيفاً في الإنفاق في دول أخرى، بما في ذلك كوريا الجنوبية. وأوضح: "نحن نرى علامات على عودة السوق بدرجة محددة".   

الانتعاش في الصين مهم لأنَّ المتسوقين هناك ضروريون لسوق الرفاهية العالمية؛ فبحسب شركة Bain، يمثلون 35% من جميع المبيعات حول العالم. وتشير تقديرات الاستشاريين إلى أنَّ هذه النسبة قد تصل إلى ما يقرب من 50%، بعد خمس سنوات من الآن.

صناعة البضائع الفاخرة لا تزال متضررة: لكن النجاح في الصين ليس سوى جزء من القصة. فبالرغم من أنَّ العملاء في أماكن أخرى يبقون في منازلهم ويبتعدون عن التسوق الفاخر لصالح المشتريات الأساسية أو السلع الأرخص، فلا يزال من المتوقع أنَّ تصيب ضربة قوية مبيعات السلع الفاخرة الشخصية -بما في ذلك حقائب اليد والأحذية والملابس.

إذ أقرّت العلامات التجارية العالمية بالضغط الذي تتعرض له. ففي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، كشفت شركة لوي فيتون للمستثمرين أنَّ مجلس إدارتها قد اجتمع لإعادة النظر في استحواذها المُعلَّق على شركة تيفاني بقيمة 16.2 مليار دولار في ضوء الجائحة.

فلافر روبرتس قال: "فيروس كورونا المستجد يجبر الشركات على إعادة التفكير في جميع نماذج الأعمال تقريباً".

فيما قالت كلاوديا داربيتسيو إنَّ القفزة الأخيرة في المبيعات داخل الصين "لا تُعوِض خسائر مبيعات العلامات التجارية الفاخرة من المستهلكين الصينيين على مستوى العالم. إذ يقل الإنفاق العام من المستهلكين الصينيين بكثير عن العام الماضي".

واستبعدت كلاوديا أنَّ يستمر الارتفاع في "الإنفاق الانتقامي" طويلاً. وأوضحت: "نحن نرى أنَّ هذا نوع من التأثير المؤقت".

مشيرة إلى أنَّ ما تحتاجه الصناعة حقاً هم السياح من الصين أو أي مكان آخر. وقالت: "نتوقع أن يكون السفر آخر محرك يعود إلى طبيعته. إذ سيحتاج إلى شهور عديدة، ربما أكثر من عام واحد".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي