دين مارتن.. ذكرى ميلاد الساحر اللامبالي

2020-06-08

دين مارتن استطاع أن يضع اسمه بين أهم مغنيي المئة عام السابقةوسام السيد - لا يمكن أن نستمع إلى أغنية "sway" دون أن نتذكر المغني الأميركي من أصل إيطالي دين مارتن (1917-1995)، الذي تحل ذكرى ميلاده في 7 يونيو/حزيران الجاري، وتبدو حياته أقرب إلى حكايات هوليود القديمة.

ولد دينو بول كروسيتي في أوهايو عام 1917، وفي بداية شبابه عمل في مصانع الصلب، وتهريب المشروبات الكحولية، ثم أصبح مسؤولا عن المراهنات وألعاب القمار في النوادي الليلية، وغيّر اسمه بعد ذلك إلى "دين مارتن"، وظهر في الملاهي والنوادي الليلية يغني "بوب".

يحكي مايكل فريدلاند في كتابه عن دين مارتن أنه كان على علاقة برجال المافيا أصحاب الملاهي الليلية في مدينة شيكاغو، وهم الذين سهّلوا له بداية مسيرته الغنائية، ربما يرجع ذلك إلى أصوله الإيطالية، حيث كان الابن الأصغر لعائلة من المهاجرين الإيطاليين.

التقى مارتن الممثل الكوميدي جيري لويس عام 1946، وتوطدت علاقتهما حتى تعاونا معا في تقديم عروض كوميدية ثنائية إذاعية بداية من عام 1947، وفي عام 1950 ظهرا معا لأول مرة على شاشة التلفزيون في برنامج كوميدي.

استمرت شراكة مارتن ولويس، حيث قاما بجولات فنية في عدة مدن أميركية، ثم انضم مارتن إلى مجموعة "رات باك" (RAT PACK) بصحبة فرانك سيناترا وسامي ديفيس، وكان آخر أداء لمارتن ولويس معا في نيويورك عام 1956، ثم انفصلا بسبب الاختلافات بينهما، وكان انفصال الثنائي الكوميدي صدمة للجماهير، حيث كان الأمر مثل الطلاق المفاجئ، لأن الجماهير اعتقدت أن الثنائي الفني سيستمر للأبد، وبعد فترة غادر مارتن إلى هوليود ليبدأ من جديد.

العمل منفردا
رغم التوقعات بأن مارتن سيفشل في العمل منفردا، ومن دون شريكه جيري لويس، فإنه بدأ إطلاق أغنيات جديدة، وفي الوقت نفسه بدأ حياته العملية في التمثيل في أفلام مثل "دراما الحرب العالمية الثانية"، وفيلم "الأسود الصغيرة" (THE YOUNG LIONS)، الذي تألق فيه إلى جانب مارلون براندو، ولاقى نجاحا جماهيريا ونقديا.

واستطاع مارتن أن يرسخ اسمه كواحد من أهم مغنيي المئة عام السابقة، وكان مارتن استثنائيا، فقد كان بإمكانه الغناء والرقص والتمثيل وتقديم البرامج، كان بالفعل نجما شديد الندرة، لكنه اتصف باللامبالاة في بعض الأحيان، وكان يعمل من دون خطة أو إستراتيجية معينة.

وفي إحدى المقالات عنه يذكر أن جيري لويس سأله: ألن تتدرب؟ فأجابه مارتن: أتدرب على ماذا؟ كل ما أحتاجه هو أن أختار نغمتين، وأرمي بعض الأفكار للحصول على المتعة".

ورغم موهبة مارتن وجمال صوته، فإنه لم يستغل إمكاناته بالكامل مقارنة مع نظيره فرانك سيناترا، على سبيل المثال، ولم يترك إرثا كبيرا من الأغنيات الكلاسيكية، بسبب تعامله اللامبالي، والأقرب إلى الاستهتار في ما يخص موهبته الفنية، وعدم تطلعه لإثبات نفسه بقوة في واحد من المجالات التي برع فيها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي