"لا نستطيع التنفس".. عبارة الأميركي جورج فلويد تترد في أنحاء العالم رفضا للعنصرية

2020-06-06

العنصرية وباء آخر.. متظاهرون في بولندا يقفون ضد التمييزتظاهر عشرات الآلاف في عدة أنحاء من العالم السبت 6-6-2020 تعبيرا عن الغضب إزاء العنصرية في أعقاب وفاة الأميركي الأسود جورج فلويد اختناقا على يد شرطي في مينيابوليس.

ومن المملكة المتحدة إلى أستراليا، مرورا بفرنسا وتونس، تحدى المتظاهرون دعوات السلطات إلى البقاء في المنازل بسبب أزمة تفشي وباء كوفيد-19، في حركة احتجاجية غير مسبوقة حاكت التظاهرات التي عمّت الولايات المتحدة.

وبعد ساعات من التجمع السلمي، اندلعت صدامات نهاية النهار عند مشارف داونينغ ستريت في وسط لندن. وجرى رمي مقذوفات وزجاجات باتجاه الشرطة التي سعت إلى تفريق المتظاهرين.

وكان المتظاهرون الذين قدّروا بآلاف تجمعوا أمام مقر البرلمان غير البعيد عن مقر الحكومة، رافعين لافتات تستعيد شعار "حياة السود تهم". وكانوا يرتدون الكمامات في غالبية الأحيان، ولكن من دون التزام بقواعد التباعد.

وكالة فرانس برس نقلت عن أحد المتظاهرين قوله إنّه "من المهم" إجراء حملات التعبئة ضد "الأعمال الوحشية كافة" ومن أجل ذكرى "الذين ماتوا على يد السلطات" في العالم.


"وباء آخر"

وردد المتظاهرون في لندن أنّ "المملكة المتحدة ليست بريئة"، وأدوا دقيقة صمت راكعين ورافعين الأيدي.

وكان المشهد مشابها في مدينة مانشستر (شمال-غرب)، إذ تجمع آلاف من أجل "وضع حد للعنصرية" التي وصفت بأنّها "وباء" آخر.

وفي استراليا التي افتتحت سلسلة التظاهرات السبت، تظاهر آلاف في أنحاء البلاد رافعين لافتات كتب عليها "لا أستطيع التنفس"، في إشارة إلى كلمات جورج فلويد الأخيرة بعدما بقي نحو تسع دقائق يعاني جراء وضع الشرطي ركبته فوق عنقه بعد توقيفه.

وفي فرنسا حيث أحيت المأساة الأميركية ذكرى أدام تراوري ذي الأصول الإفريقية والذي توفي في 2016 بعد توقيفه من قبل الشرطة، جرى تنظيم تحركات في عدد من المدن تنديداً بـ"العنصرية" و"الافلات من العقاب السائد" في صفوف القوى الأمنية.

واتصف انتهاء التجمّع في مدينة ميتز بحدوث صدامات أصيب خلالها نائب عام المدينة بجروح طفيفة.

ورأى محمود، وهو شاب من أصول إفريقية يبلغ 29 عاماً، أنّ هذه التحركات تمنح "أملا بسيطا بتغيير الأمور" والحد من العنصرية التي يقول إنّه غالبا ما يقع ضحيتها.

وبرغم منع السلطات في باريس، طالب عدة آلاف بـ"العدالة للجميع" أمام السفارة الأميركية التي ظلوا بعيدين عنها بعد انتشار كثيف للقوى الأمنية ونشر عوائق حديدية.

وفي ألمانيا، تظاهر آلاف في أنحاء البلاد. كما أعرب لاعبو فريق بايرن ميونيخ، متصدر البطولة المحلية لكرة القدم، عن التضامن خلال إجرائهم تمارين الإحماء مرتدين قمصانا كتب عليها "بطاقة حمراء ضد العنصرية - حياة السود تهم"، وذلك قبيل مباراتهم في مواجهة ليفركوسن.

 

مظاهرات في باريس مساندة للاحتجاجات المناهضة للعنصرية في أميركا

وفي الساحة الرئيسية لمدينة تورينو شمالي إيطاليا، وقف شبان لثماني دقائق صامتين، في إشارة إلى المدة التي قضاها فلويد تحت ركبة الشرطي وهو ما أدى إلى وفاته.

وفي تونس، طالب نحو 200 شخص بـ"التنفس" في مواجهة العنصرية التي "تخنق" في هذا البلد الذي يقول فيه مهاجرون أفارقة إنّهم غالبا ما يتعرضون لاعتداءات لفظية وجسدية.

وفي وراسو، تظاهر نحو ألف شخص، انضم إليهم المرشح اليساري إلى الرئاسة روبرت بيدرون.

وقالت ليديا نووليسا التي ترأس جمعية مناهضة للعنصرية وهي متزوجة من نيجيري، "أؤيد المتظاهرين في الولايات المتحدة، حتماً. لكنني أيضاً هنا من أجل رفاه أبنائي ومستقبل بلدهم لأنني اريدهم أن يكونوا منفتحين ومتسامحين".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي