800 حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال منذ بداية أزمة "كورونا" طالت 90 طفلا و10 نساء

2020-06-05

قال عبد الناصر فروانة، المختص في شؤون الأسرى والمحررين، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكترث للمناشدات والنداءات الحقوقية والإنسانية، المحلية والدولية، وواصلت اعتقالاتها للمواطنين الفلسطينيين منذ بدء أزمة “كورونا” في المنطقة واعتقلت منذ بداية مارس الماضي أكثر من (800) فلسطيني، بينهم قرابة (90) طفلا و(١٠) فتيات وسيدات.

وأشار إلى أن الهجمة الإسرائيلية اشتدت في الأشهر الأخيرة ضد مدينة القدس المحتلة، لافتا إلى أنه جرى رصد تصعيد إسرائيلي خطير للاعتقالات والانتهاكات بحق الفلسطينيين هناك، حيث بلغت نسبة المعتقلين في محافظة القدس وحدها بنحو نصف إجمالي المعتقلين الفلسطينيين في باقي محافظات الوطن منذ بدء أزمة “كورونا”.

وأضاف أنه ومنذ بدء أزمة “كورونا” اعتقلت قوات الاحتلال (١٣) فلسطينيا من قطاع غزة بعد اجتيازهم للحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة باتجاه المناطق المحتلة عام ١٩٤٨، وقد سمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة عبر نقاط عشوائية، في تصرف غريب. حيث جرت العادة نقل “المتسللين” بعد احتجازهم إلى السجون الإسرائيلية ومن ثم تسليمهم بشكل رسمي إلى الارتباط الفلسطيني، مشيرا إلى وجود شكوك كثيرة وخشية من انتقال الفيروس إلى قطاع غزة عبر هؤلاء “المتسللين” في ظل تفشي الوباء وتزايد أعداد المصابين في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين المستوطنين في غلاف غزة.

وأكد فروانة على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استمرت في إجراءاتها العقابية بحق المعتقلين الفلسطينيين، داخل سجون الاحتلال وصعدت من عمليات اقتحام الأقسام والغرف والتنكيل بالأسرى والاعتداء وتضييق الخناق عليهم. كما سحبت إدارة السجون عشرات الأصناف من المواد الغذائية ومواد التنظيف والتعقيم التي كان الأسرى يشترونها على حسابهم الخاص من مقصف السجن “الكنتينا”.

وأشار إلى أنه خلال أزمة “كورونا” استشهد الأسير الفلسطيني نور الدين جابر البرغوثي بتاريخ 22 أبريل الماضي في سجن النقب الصحراوي جراء الإهمال الطبي، لافتا إلى أنه منذ بدء أزمة “كورونا” في المنطقة لم تتخذ إدارة السجون التدابير اللازمة وإجراءات السلامة والوقاية الضرورية داخل السجون، ولم توفر مواد التعقيم والتنظيف لحماية الأسرى من خطر الإصابة بفايروس “كورونا”.

وأكد أن إدارة سجون الاحتلال لم تغير في النظام الغذائي المتبع في السجون ولم تقدم أنواعا جديدا من الأطعمة لتقوية المناعة لدى الأسرى المرضى، مما فاقم من حدة القلق لدى الأسرى وذويهم، في ظل استمرار الاكتظاظ الكبير داخل السجون وقلة التهوية والمساحة الصغيرة للغرف والأقسام داخل السجون والتي تعد مكانًا مثاليًّا لانتشار الأمراض.

وأشار فروانة إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد اتخذت قرارا بوقف زيارات الأهل والمحامين بسبب جائحة “كورونا”، فيما لم توفر آليات تواصل بديلة مما فاقم من درجة القلق والتوتر لدى الأسرى وعوائلهم في ظل استمرار تفشي الفيروس وتزايد أعداد المصابين.

وذكر فروانة أن إدارة السجون الإسرائيلية كانت قد اتخذت بعض الإجراءات الشكلية في الآونة الأخيرة والتي لا ترتقي للحد الأدنى من متطلبات الحماية والوقاية وقال: “يخشى أن تشكل هذه الإجراءات التفافا على استحقاقات المرحلة ولذر الرماد في العيون، وفي محاولة لتجميل صورة الاحتلال في تعامله مع الأسرى في ظل أزمة كورونا، أمام المؤسسات الدولية”، وأن تكون تلك الإجراءات تحايلا على مطالبات تلك المؤسسات وردا على انتقاداتنا لسلطات الاحتلال واستهتارها المتواصل بحياة الأسرى وأوضاعهم الصحية منذ بدء جائحة “كورونا”، وكذلك للتهرب من المطالبات بالإفراج عن الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن، في وقت مارست فيه التمييز العنصري بشكل واضح حينما أفرجت فيه عن مئات السجناء الإسرائيليين وتجاهلت الأسرى الفلسطينيين.

وطالب المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، المنظمات الدولية وخاصة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بإرسال وفد طبي دولي محايد لزيارة السجون والاطلاع على الأوضاع الصحية بشكل عام، والإجراءات المتخذة هناك منذ بدء جائحة “كورونا” بشكل خاص، وتوفير العلاج اللازم للأسرى المرضى وسبل الحماية والوقاية لكافة الأسرى من خطر الإصابة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي