أبرزها نتفليكس وديزني.. منصات البث ترفض العنصرية وتتضامن مع فلويد

2020-06-01

شهد العالم قبل أيام حادثا مأساويا جرى في ولاية مينيسوتا، أسفر عن وفاة جورج فلويد المواطن الأميركي ذي الأصل الأفريقي، إثر اعتقاله والتعامل معه بصورة غير إنسانية من قبل شرطي أبيض، وذلك لصرفه عملة مزورة بقيمة 20 دولارا.

لفت الحادث انتباه الجميع لطبيعته العنصرية حتى بات حديث الصحف ومنصات التواصل كما أنه تسبب في موجات احتجاج شملت مدنا أميركية كثيرة، معيدا للذاكرة ما تعانيه الولايات المتحدة من عنصرية وتمييز عرقي، حتى وإن غاب ذلك التناول الإعلامي أو بات غير ذي بال بالحكايات الدرامية والسينمائية المعاصرة.

وهو ما أثمر عن ردود أفعال إيجابية انتصرت للإنسانية، لكن ما أثار الدهشة أن تلك الردود لم تكن فقط جماهيرية أو سياسية وإنما فنية أيضا، إذ تفاعلت الكثير من الجهات المعروفة ومنصات البث وكذلك المشاهير مع الحادث، كل على طريقته الخاصة بشكل حاز على الإعجاب كونه سريعا وغير متوقع.

الصمت جريمة

بدأت الحكاية بمنصة "نتفليكس" التي تضامنت مع الاحتجاجات القائمة في جميع أنحاء البلاد، معلنة دعمها لحركة #BlackLiveMatter وذلك من خلال تداولها تغريدة على تويتر صرحت فيها بأن الصمت يعني التواطؤ، فحياة ذوي الأصول الأفريقية لا تقل أهمية عن غيرهم، وأنهم (أهل الفن) كما يليق بهم كمنصة عليهم واجب تجاه الأعضاء ذوي البشرة السمراء وكذلك الموظفين والمبدعين وأصحاب المواهب، ويتحتم عليهم التحدث علانية بصراحة وشفافية.

وهو ما أثار حماس الكثيرين ودعاهم للمشاركة سواء بالتعقيب على المنشور نفسه واستحسانه، كما فعلت المخرجة آفا دوفيرناي والممثلة أوزو أدوبا، أو بإعادة مشاركته كما فعلت الممثلة سارة بولسون وكذلك بعض حسابات البث المختلفة للأعمال التي تعرض عبر شبكة نتفليكس، جاء على رأسها حساب سلسلة "لم يسبق لي أن قابلت كيم شميت من قبل Never Have I Ever and Unbreakable Kimmy Schmidt".

هذا الموقف الجريء من نتفليكس شجع المنصات الأخرى على التعبير عن رأيها بخصوص الحادث، من بينهم استوديوهات "أمازون" التي صرحت بأنها كثيرا ما وقفت مع مجتمع ذوي الأصول الأفريقية من زملاء وفنانين وكتاب ورواة قصص ومنتجين ومشاهدين، وكافة الحلفاء الآخرين، مشكلين جبهة متكاتفة للكفاح ضد العنصرية والظلم.

ومن جانبها قامت شبكة "هولو" المملوكة لشركة "ديزني" بالتغريد معلنة دعمها لحق غير البيض في الحياة ومساندتها لهم كل لحظة وكل يوم. واستعارت منصة "إتش بي أو" اقتباسا لجيمس بالدوين نص على أنه "لا الحب ولا الرعب يجعل المرء أعمى: بل اللامبالاة" قبل أن يذيلوا تغريدتهم بالتصريح أنهم يقفون بجوار زملائهم هؤلاء من موظفين وممثلين ورواة قصص ومعجبين، لأن الجميع يتأثرون بالعنف غير المبرر وليس فقط من يقع الضرر عليه.

أما موقع يوتيوب فغير لون خلفيته الحمراء الشهيرة إلى الأسود، قبل أن يؤكد القائمون عليه وقوفهم ضد العنصرية والعنف، وتألمهم مما يؤذي أفراد المجتمع، معلنين تضامنهم مع القضية ليس فقط شفهيا وإنما بصورة مادية أيضا، إذ تعهدوا بتقديم مليون دولار دعما للجهود المبذولة لمعالجة الظلم المجتمعي.

كذلك أعلنت Quibi منصة الفيديوهات القصيرة للهواتف المحمولة عن وقوفها بوجه الظلم، وهو الموقف نفسه الذي اتخذته "تويتش" منصة البث المرئي الحي التي تملكها شركة أمازون، حيث أوضحت تضامنها خلال بيان ذكرت فيه أنه كثيرا ما عانى ذوو الأصول الأفريقية في ظل ثقل العنصرية القمعية في أميركا لفترة طويلة.

ولما لم ترض المنصة لمتابعيها أن يقفوا صامتين ومكتوفي الأيدي أثناء الألم، والاكتفاء فقط بالاستمتاع من خلالها بالمساهمات الإبداعية لمجتمع ذوي البشرة السمراء، طالبت جمهورها بالاتحاد والمدافعة عن حياة هؤلاء وعدم السماح لظلم يقف بوجه غد أفضل للمجتمع كافة.

أما موقف موقع "تيك توك" فكان مثيرا للانتباه إذ أكد القائمون عليه تقديرهم للأصوات المتنوعة بين مستخدميهم وصانعي المحتوى والفنانين والشركاء والموظفين، معلنين تضامنهم مع حركة #BlackLiveMatter وفخرهم بصناعة محتوى قوي ومؤثر يحظى بأكثر من مليار مشاهدة، يهدفون من خلاله للالتزام بتعزيز مساحة تسمح للجميع بأن يعلو صوتهم معبرين عن أنفسهم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي