ديدان ألفيس.. 4 أنواع غريبة ونادرة في قاع البحر العميق

2020-05-18

اكتشف فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا ومحطة روسكوف البيولوجية بجامعة السوربون (CNRS) أربعة أنواع جديدة من ديدان أعماق البحار، وأطلقوا عليها اسم "ديدان ألفيس"، على اسم المغني الأميركي الشهير ألفيس بريسلي.

وفي ورقتهم المنشورة يوم 12 مايو/أيار الحالي في دورية "زوكيز" العلمية التي تغطي كل الأصناف الجديدة المكتشفة والمضافة إلى موسوعة الحياة، وصف الباحثون مجموعة الديدان الجديدة وصفا دقيقا، وكشفوا عن كيفية تسميتها، مشيرين إلى بعض السلوكيات الغريبة التي تمكنوا من رصدها.

ديدان نادرة

وصف الباحثون الديدان بأنها نادرة من بين العديد من الأنواع التي تم جمعها من قاع البحر على مدى السنوات السابقة.

وتنتمي هذه الأنواع إلى عائلة من الديدان متعددة الأحجام تعرف علميا باسم "الديدان المُقشرة" أو "الديدان الحرشفية"، ويتم التعرف حاليا على أكثر من 900 نوع تنتمي إلى 18 فصيلة فرعية و167 جنسا منها.

وتعد هذه المجموعة الأكثر تنوعا من "كثيرات الأهداب" أو "الديدان الحلقية العديدة الأشواك"، وهي طائفة حيوانية تتبع شعبة الحلقيات.

وتتميز كثيرات الأهداب عن باقي الحلقيات برأسها الجيّد التمايز وبأعضائها الحسية المتخصصة، وأن جميع أفرادها بحرية، ولها زوائد جانبية. كما تتميز بألوانها الزاهية، خصوصا ساكنات الأنابيب التي تتميز بأشكال جميلة.

ديدان ألفيس

أطلق الفريق على الديدان المكتشفة اسم "ديدان ألفيس" لأن قشرتها الخارجية مطلية بصدفة قزحية اللون، ذكّرتهم ببدلات المغني الأميركي الشهير ألفيس بريسلي المعروف باسم "ملك الروك آند رول" أو "الملك".

وفي الآونة الأخيرة، استخدم العلماء علم الوراثة لفك التتابعات الوراثية للحمض النووي لتمييز الأنواع الأكثر شيوعا، وحددوا رسميا أربعة أنواع منها: بيناليوبولينوي غوفريدي (Peinaleopolynoe goffrediae) وبيناليوبولينوي مينوي (P. mineoi) وبيناليوبولينوي أورفانغي (P. orphanage) وبيناليوبولينوي ألفيس (P. elvisi).

وتمت تسمية النوع الأول باسم عالم الأحياء البحرية المشهور، والثاني باسم والد أحد الباحثين، وهو الذي موّل البحث، والثالث باسم عالم جيولوجيا شهير، بينما سمي النوع الرابع باسم المغني الشهير.

سؤال هام

تعيش أنواع الديدان الأربعة في قاع البحر على عمق 915 مترا (3000 قدم). وتم جمع عدة عينات من كل نوع من قاع المحيط باستخدام مركبة تعمل عن بعد، مما سمح للفريق بدراسة الديدان عن كثب في مختبرهم.

وتميل الديدان في البرية إلى التجمع حول جثث الحيتان الميتة أو المواد العضوية الأخرى التي تعتبر مصادر للغذاء.

وأشار الباحثون إلى أن الديدان تعيش في المياه العميقة جدا والمظلمة التي لا يمكن للضوء اختراقها، وبالتالي لن تتمكن المخلوقات الأخرى التي قد تعيش معها هناك من رؤية أصدافها المتلألئة الأرجوانية والزرقاء والوردية، ولن تستطيع الديدان نفسها رؤية بعضها البعض لأنها لا تملك عيونا أصلا.

هذا يثير سؤالا هاما: لماذا يكون لديها أغلفة (أصداف) قزحية الألوان في مثل هذه الأعماق السحيقة؟ لم يتمكن الباحثون من الإجابة على هذا السؤال، لكنهم يظنون أنه قد تكون هناك مخلوقات بيولوجية متلألئة حيويا (متألقة بيولوجيا) متخصصة تبحث عنها.

سلوكيات غريبة

وأشار العلماء أيضا إلى أنهم كانوا في حيرة من أمرهم بسبب الشقوق الموجودة على أصداف الديدان حتى التقطوا مقطع فيديو لاثنتين منها تتقاتلان، وتضمن رقصات بينها اندفاع لأخذ قضمة من قشرة الخصم. كما كشف المقطع عن بعض السلوكيات الأخرى الغريبة لهذه الديدان.

وتؤكد هذه الدراسة وغيرها من الدراسات المنشورة مؤخرا أهمية تطبيقات علوم الوراثة الحديثة، وتقنيات فك التتابعات الوراثية للحمض النووي في علوم التصنيف والتعرف على الأنواع البيولوجية الجديدة التي أضيفت مؤخرا إلى شجرة الحياة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي