ثلث سكان الأرض سيعيشون في مناطق قاحلة بحلول عام 2070

2020-05-04

كشفت دراسة جديدة أنه في حال واصلت نسبة الغازات الدفيئة في الارتفاع وتسببت بالتالي في ارتفاع معدل درجة الحرارة فإن حوالي ثلث سكان الارض سيعيشون بعد خمسين عاما في مناطق شديدة الحرارة قد تكون أشد قسوة من مناخ الصحراء الكبرى.

اعتمد الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت في دورية "بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" يوم 04 مايو/أيار الجاري، على نموذج لقياس المناخ ابتكروه لتحليل إمكانيات تطور درجات الحرارة بحلول عام 2100.

ظروف غير قابلة للعيش

وحسب الدراسة فإنه في حالة لم تتخذ دول العالم الإجراءات الضرورية للتخفيف من الغازات الدفيئة وفق السيناريوهات الطموحة التي رسمها العلماء في تقاريرهم الدولية، فإنه بعد مرور 50 سنة سيعيش حوالي 3,5 مليارات نسمة في مناطق حارة جدا، متوسط درجة حرارتها سيكون حوالي 29 درجة مئوية أو أكثر، علما أن أغلب سكان المعمورة اليوم يعيشون في مناطق، متوسط درجة حرارتها يتراوح ما بين 11 و15 درجة مئوية.

وقال الباحث جونس كريستيان سفينين من جامعة "أروس" الدانماركية في البيان الصحفي الذي رافق الدراسة "من الممكن جدا أن نجد أنفسنا أمام سيناريوهات مرعبة، فهناك اليوم حوالي 0.8% من المساحة الاجمالية للأرض تتميز ظروفها المناخية بالقسوة حيث يتجاوز فيها متوسط درجة الحرارة 29 درجة مئوية، هذه المناطق نجد أغلبها في الصحراء الكبرى، لكن بحلول عام 2070 يمكن لهذه المساحة أن تتسع لتصل إلى حوالي 19%".

وحسب الدراسة فإن الهند تأتي على رأس قائمة الدول التي ستتأثر أكثر بهذه التغيرات المناخية، ثم نيجيريا فباكستان فإندونيسيا والسودان.

وبدرجة أقل فرنسا ومصر والجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وساحل العاج وتشاد.

يعتقد الباحثون أن ثلث البشر والحيوانات سينزحون من المناطق القاحلة والحارة بحلول 2070

الهجرة.. الحل الأسهل

وبحسب الدراسة فإنه من المتوقع أن يكون تأثير التغيرات المناخية سلبيا على حركة الهجرة، حيث يعتقد الباحثون أن عدد النازحين من المناطق القاحلة سيصل بحلول عام 2070 إلى حوالي 3,5 مليارات نسمة.

وهو ما يستدعي من الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الوضع وذلك من خلال التفكير في ضمان زراعة مستدامة مقاومة للجفاف، وتسطير برامج للاستغلال العقلاني للموارد المائية وغيرها من الإجراءات التي تمكن سكان الأرض من مواجهة آثار التغيرات المناخية.

ويرى الخبير الجزائري في التغيرات المناخية كمال جموعي في لقاء مع الجزيرة نت أن هذه الدراسة استكشافية، اعتمد فيها الباحثون على نموذج لقياس تطور المناخ لا نعرف تفاصيله، لكن يبدو أن نتائجه قابلة للنقاش.

يقول جموعي "اعتمد هؤلاء الباحثون على نموذج معين قاموا بإعداده عن طريق الابتكار، وهذا لا يعني أن نتائجهم صحيحة 100%، وإنما تعتمد علميا وهي قابلة للنقاش، لأن الجميع يتحدث عن مثل هذه السيناريوهات".

ويضيف "نعمل حاليا في المجموعة الدولية للتغيرات المناخية على إعداد التقرير السادس حول تأثيرات التغيرات المناخية وفق عدة سيناريوهات، وهي الطريقة المثلى لاستكشاف المستقبل، وأنا مشارك في كتابة الفصل الـ 14 المتعلق بملف التعاون الدولي وهو جانب مهم جدا لأن مواجهة التغيرات المناخية تتطلب تضافر جهود الجميع".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي