بعد نحو 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر.. نيويورك تواجه تحدياً أكثر صعوبة

2020-04-26

في 11 سبتمبر 2001 انهار برجا مركز التجارة العالمي في مدينة منهاتن بولاية نيويورك الأميركية، في أكثر عملية إرهابية دموية في التاريخ والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص، وجعلت سكان نيويورك يشعرون بأنهم "فقدوا حصانتهم".

وبعد نحو عشرين عاما على هذا المشهد الكارثي، يبدو أن فيروس كورونا المستجد الذي يتفشى في العاصمة الاقتصادية الأميركية أكثر من أي مدينة أخرى في العالم مع تسجيل أكثر من 15 ألف وفاة مؤكدة أو مرجحة بالوباء، أشبه بـ"معاناة جديدة" أو "سرطان بطيء" بحسب وصف سكان نيويورك الذين عاشوا المأساتين.

وأعلن حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو مؤخرا خلال أحد مؤتمراته الصحافية اليومية، "كان يفترض أن يكون 11 سبتمبر أحلك يوم بالنسبة إلى جيل بأكمله، لكن مع تفشي فيروس كورونا حدث انفجار صامت نرى تداعياته في المجتمع بشكل عشوائي".

كثيرون من سكان نيويورك كما كومو، يتحدثون عن هذه الاعتداءات منذ تفشي الوباء الذي شل النشاط في هذه المدينة النابضة بالحياة.

خوف أكبر

وكانت ماغي دوبري المسعفة السابقة التي أٌرسلت إلى موقع مركز التجارة العالمي في سبتمبر، تعتقد بأنها عاشت في حينها "أكبر كارثة في حياتها"، أما اليوم فيثير الوباء فيها خوفا أكبر.

وقالت: "لم أكن أشعر بالخوف فعليا عند وقوع اعتداءات نيويورك، كنت أعمل وكنت منفصلة عاطفيا عما يحصل لأتمكن من إتمام مهمتي، ولم أفكر أني سوف أموت كنا نعلم بأننا سنبقى على قيد الحياة، كنت أرى أشخاصا قرب الموقع ونتعانق".

وتابعت: "مع فيروس كورونا لا يمكن الاقتراب من أحد ولا نعرف من سينجو أو ماذا سيحدث مستقبلاً".

من جهتها، أضافت سوزان بارنت التي قامت في 2001 بتغطية الاعتداءات لصالح قناة "أي بي سي"، "أشعر بخوف أكبر الآن، العواقب عالمية وقد تكون فظيعة على الصحة وبقاء الإنسان".

أمر فظيع

وترى المرأتان اللتان تعيشان في أحياء جنوب مانهاتن التي غطتها سحابة من الدخان ومنع غير المقيمين فيها من دخولها لأسابيع بعد الاعتداءات، أوجه شبه بين المأساتين.

ويذكرهن التصفيق مساء في الساعة 19,00 لشكر الطواقم الطبية، بالتصفيق للإشادة بالمسعفين الذين كانوا يتوجهون إلى موقع برجي مركز التجارة.

وفي المرات النادرة التي خرجت فيها إلى منهاتن المقفرة، شاهدت ماغي دوبري مؤخرا إحدى الشاحنات المبردة المستخدمة موقتا كمشرحة مع تكدس الجثث.

وقالت: "عادت إلى ذاكرتي المشرحة التي أقيمت في مركز التجارة العالمي، وراودني الشعور ذاته بأن أمرا فظيعا قد حصل مع عدد كبير من الضحايا، لكن بالطبع هناك فوارق كثيرة بين الكارثتين".

بينما يصف كن بابروكي، الذي يعمل مصوراً، اعتداءات 2001 بالصدمة "القوية" بحيث تتسلسل الأحداث بسرعة فائقة لا يمكن للعقل البشري استيعابها"، والفيروس بـ"سرطان بطيء" و"محدلة نراها آتية من بعيد دون أن يكون في وسعنا تفاديها".

التضامن

ويرى بابروكي أن التضامن بين سكان نيويورك بعد أحداث 11 سبتمبر، أكبر من التضامن بينهم الآن.

أما سوزان بارنت فترى أن سكان نيويورك الذين مروا منذ 2001 بالأزمة المالية في 2008 وإعصار ساندي في 2012 يتضامنون في الأوقات العصيبة.

وتقول هذه المرأة المقيمة في حي غرينويتش فيلاج منذ 1991: "ما يجذب الناس إلى نيويورك ويخيفهم أيضا هو أن عليهم أن يكونوا أقوياء للنجاح في هذه المدينة".

ويساهم كل من الحاكم كومو ورئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو في تنمية هذه المشاعر، لتأكيدهما بأن المدينة ستخرج أقوى من هذه المحنة.

وقال كومو مؤخرا إن مدينة نيويورك باتت بعد اعتداءات 2001 "أقوى"، وتابع "نأخذ لحظة تأمل ونستخلص الدروس ونحسن المجتمع. وهذا ما علينا أن نفعله اليوم أيضا".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي