معطف غوغول.. نقد اجتماعي لاذع وساخر

2020-04-15

عقد صالون القراءة في ندوة الثقافة والعلوم بالإمارات أولى جلساته الافتراضية والتي لاقت نجاحاً كبيراً من المشاركين، ما حدا بإدارة الصالون إلى توسيع قاعدة المشاركة لأكبر عدد من الراغبين في مناقشة رواية المعطف للكاتب الروسي نيكولاي غوغول.

حضر الجلسة الافتراضية عائشة سلطان عضو مجلس إدارة الندوة ورئيس اللجنة الثقافة، ود. سلطان فيصل الرميثي الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في شركة أبوظبي للإعلام، ود. مريم الهاشمي أستاذة الأدب العربي بكليات التقنية، والكاتبة الإماراتية فتحية النمر والمهندسة هالة عادل، والإعلامي نادر مكانسي والشاعرة كريمة السعدي ومجموعة من مشاركي الصالون.

بعد التعريف بالأدب الروسي بشكل عام وبدايته وتحولاته، ألقت عائشة سلطان الضوء على رواية (المعطف) للروسي نيكولاي غوغول وقالت إنها واحدة من كلاسيكيات الأدب الروسي، كما يمثل هو ككاتب ومسرحي الأب الروحي للأدب والأدباء الواقعيين الذين ولدوا من قلب المعاناة والفقر والظلم الطبقي فترة الحكم القيصري، ومن هنا جاءت المقولة الشائعة (كلنا خرجنا من معطف غوغول).

من جهته، أضاف د. سلطان فيصل الرميثي بأن هناك سؤالاً يتبادر إلينا ونحن نقرأ رائعة غوغول: هل يحق لذوي الشخصيات الهشة أن يحلموا في الحياة؟

لقد اقتصر حلم بطل القصة على معطف جديد يواري فيه سوءة حياته، لم يكن ليتلفت إلى حياة البذخ التي يعيشها غيره، كان حلمه معطفاً جديداً - فقط لا غير- وكأن الحياة تختبر صلابتنا، وتمتحن قدراتنا على المواجهة والقتال من أجل أحلامنا.

وعلقت الكاتبة فتحية النمر قائلة إن الأدب الروسي واقعي نقدي يعري المجتمع بطريقة رائعة توظف السخرية، مؤكدة على أن المعطف التي كتبت عام 1847 أي قبل أكثر من ثلاثة قرون من اليوم ما تزال معاصرة، إن لجهة البناء الفني أو من حيث المضمون؛ فقد تعرضت لمشكلة إنسانية عامة هي الفقر المدقع وتأثيره على الإنسان وهي مشكلة أزلية. ولهذا نسميها قصة خالدة ويحق لنا أن نسمها بالأثر الباقي.

وكما أجمعت آراء المشاركين على عصرية هذه الرواية التي عالجت موضوعات لا تزال قائمة في عصرنا الراهن، أجمعت أيضاً على أنه لا يمكن

الاختلاف على حضور الكفاءة الأدبية لغوغول من خلال معطفه، الذي استطاع به أن يثير كفاءات قرائية لعمله.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي